رفتن به محتوای اصلی

"مشهد" مدينة الخيام والغزالي وأبن سينا والثقافة

تمثال عمر الخيام، الشاعر صاحب رباعيات وعالم فلك
AvaToday caption
تتعزز أهمية المدينة من خلال منجزات حضارية ساهم بها العلماء الذين قدمتهم هذه المدينة للأمة الإسلامية منهم : عمر الخيام عالم الفلك والرياضيات الذي يشتهر أيضاً برباعياته الشعرية التي تحمل اسمه
posted onMay 20, 2019
noدیدگاه

تعتبر مدينة مشهد الإيرانية من أهم المدن في التاريخ الإسلامي لما لها من أهمية متجذرة اكتسبتها من خلال الأحداث التي تعرضت لها عبر التاريخ ومن كونها كذلك قدمت للعالم نخبة من العلماء كان لهم تأثير كبير في العلم والفلسفة والشعر لاحقا.

تعد مدينة مشهد أكبر مدن إقليم خُراسان و ثاني أكبر المدن بعد العاصمة و تتميز بكثرة المقامات و المعالم المهمة و أشهرها على الإطلاق مرقد الإمام علي بن موسى الرضا، حيث سُميت المدينة بهذا الاسم نسبه إلى مشهد الإمام الرضا ، كما يوجد في المدينة قبر الخليفة العباسي الشهير هارون الرشيد.

تعرضت المدينة لهجمات عدة عبر تاريخها كانت أشرسها عام ٥٤٨ هجرية حيث قامت القبائل الغُزية بمهاجمة المدينة و تخريبها واغتيال العلماء كما طال الدمار المساجد عدا قبة المشهد الرضوي ،

وخلال الهجوم المغولي عام ٦١٧ هجرية تم تدمير أغلب معالم المدينة، وخلال التاريخ الحديث تعرض المشهد الرضوي لقصف روسي عام ١٩١٢م ، و في عام ١٩٩٤م إنفجرت قنبلة في ضريح الإمام الرضا مما أدى لوقوع ضحايا. وتعتبر الحضرة الرضوية من أهم معالم المدينة مما أدى لتحيدها عن ساحة الصراع أو إستهدافها عمدا في أحيان أخرى.

تتعزز أهمية المدينة من خلال منجزات حضارية ساهم بها العلماء الذين قدمتهم هذه المدينة للأمة الإسلامية منهم : عمر الخيام عالم الفلك والرياضيات الذي يشتهر أيضاً برباعياته الشعرية التي تحمل اسمه. وولد الخيام الذي يصادف ذكرى ميلاده اليوم السبت في مشهد وتم دفنه في نيسابور المجاورة، واحتفل غوغل اليوم بميلاده.

ومن أبرز علماء المدينة أيضاً الطبيب الشهير ابن سينا الملقب بالشيخ الرئيس ، والإمام الغزالي ، والداعية العباسي الشهير أبو مسلم الخراساني ، والبيروني ، والفارابي ، حيث يعتبر ما قدمه هؤلاء العلماء من أفضل ما توصل له العلم وقتئذ.

وفي التاريخ الحديث للبلاد شهدت المدينة تطوراً عمرانياً لافتاً حيث أقيمت فيها الجامعات والمعاهد منها جامعة العلوم الإسلامية الرضوية وأنشئت فيها مكتبات عامة منها المكتبة الرضوية والعديد من المدارس والمرافق المهمة لتحقيق الراحة لأبناء المدينة.

عدا عن الأهمية التاريخية و الدينية و الفكرية للمدينة فإنها تعتبر مقصداً سياحياً هاماً للبلاد، لأن جميع العوامل جعلت من مشهد مدينة روحانية للمؤمنين من كل أنحاء العالم و كذلك جعلتها مركزاً حضارياً زاخراً بالعلم و المعرفة، وهذا ما يؤدي بدوره لإمتاع الروح.