شنت الولايات المتحدة الأميركية عملية الكترونية سرية استهدف إيران عقب الهجوم على منشأتي نفط تابعتين لشركة أرامكو السعودية، وحملت واشنطن آنذاك المسؤولية لطهران في هجمات إرهابية غير مسبوقة شكلت تهديدا حقيقيا لإمدادات النفط العالمية.
وقال مسؤولان أميركيان تحدثا لمصادر صحافية شريطة الحفاظ على سرية هويتهما، إن الولايات المتحدة نفذت هجمات سيبرانية سرية استهدفت إيران، وفيما يبدو جاءت ردّا على الهجمات على شركة أرامكو.
وأضافت المصادر ذاتها أن العملية تمت في أواخر سبتمبر واستهدفت قدرة طهران على نشر "الدعاية".
وقال أحد المسؤولين إن الضربة الأميركية أثرت على معدات، لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى.
وتسلط مثل هذه الهجمات الضوء على توجه إدارة البيت الأبيض للتصدي لما تراه عدوانا إيرانيا دون تصعيد الأمر إلى صراع أوسع نطاقا.
ويبدو أن هذه العملية كانت محدودة النطاق أكثر من عمليات أخرى مماثلة استهدفت إيران هذا العام بعد إسقاط طائرة أميركية مسيرة في يونيو الماضي وهجوم تردد أن الحرس الثوري الإيراني شنه على ناقلات نفط في الخليج خلال مايو الماضي.
ويأتي ذلك في إطار تفادي الدخول في مواجهات مباشرة مع النظام الإيراني والاعتماد على تشديد الضغوط من خلال العقوبات الاقتصادية وتكريس عزلة النظام الإيراني دوليا وإقليميا، وهو التوجه ذاته الذي أكد عليه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تصريحات لوسائل إعلام أميركية.
وشدد حينها على أن الرياض تتفق مع الإدارة الأميركية حيال سياسة الضغط على طهران وتفادي الدخول في حرب مباشرة.
ونجحت السلطات السعودية في تجاوز تداعيات الهجوم على منشاتي النفط في وقت قياسي لضمان تأمين إمدادات النفط، وأكدت الشركة السعودية أنها في طريقها لاستعادة الطاقة الإنتاجية القصوى للنفط عند 12 مليون برميل يومياً بحلول نهاية نوفمبر.