منذ إنسحاب الأحادلي للولايات المتحدة من الأتفاق النووي المبرم مع إيران و قوى الست الكبرى، من أجل حد من البرنامج النووي و تخصيب اليورانيوم، تستعد البنك المركزي الإيراني بأجراء تغييرات جذرية على العملة المحلية التي تعرضت لسقوط الحر منذ آيار الماضي.
وكشفت البنك إنهم ينوون سحب أربعة أصفار من العملة الوطنية في محاولة للحد من تدفق السيولة المتزايد ومساعدة التومان على استعادة جزء من قيمته المفقودة بسبب العقوبات الأمريكية والتضخم الذي تعانيه البلاد بسبب الأزمة الاقتصادية.
وقال عضو البرلمان الإيراني، حميد رضا حاجي بابابي، خلال جلسة عقدت اليوم الأحد، في البرلمان مع محافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر هماتي، إن الأخير أكد “على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لمساعدة التومان الذي ضعف بشكل مطرد خلال الأشهر الماضية”، مضيفًا أن “رئيس البنك المركزي مع مخطط لحذف أربعة أصفار من العملة المحلية”.
يعاني الأقتصاد الإيراني من أزمات كبيرة و متعددة الأطراف من جهة أرتفاع التضخم و نسبة كبيرة من البطالة، و تضخم حجم الفقراء في البلاد الذي بحسب أحصائيات كثيرة تجاوزت خمسون بالمئة من سكان البلاد البالغ 82 مليون نسمة.
ونقل النائب عن همتي قوله إن “البنك المركزي يسعى إلى حذف أربعة أصفار من العملة الوطنية، وحث على أن المتطلبات الأساسية يجب أن تتحقق في أقرب وقت ممكن قدر الإمكان”، مبينًا أن “البنك تعهد ببذل كل جهد في سبيل إعادة ترتيب الريال الذي يساوي نحو مئة ألف منه دولارًا واحدًا”.
وازدادت حدة التقلبات في أسواق العملات وأسواق الذهب، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أيار/مايو الماضي سحب بلاده من الصفقة النووية متعددة الأطراف التي وقعتها إيران مع القوى العالمية في عام 2015.
وبلغ معدل التضخم في الشهر الإيراني الأخير (المنتهي في 21 ديسمبر) 18%، مما يشير إلى ارتفاع بنسبة 2.4% مقارنة بالشهر السابق، وفقًا للأرقام الصادرة عن المركز الإحصائي الإيراني.
وبلغ مؤشر أسعار السلع والخدمات 151.7، مما يشير إلى معدل تضخم على أساس سنوي بلغ 37.4 %مقارنة بالشهر المماثل من العام الماضي، وهذا يعني أن الأسر الإيرانية أنفقت 37.4% أكثر من نفس الفترة من العام الماضي على مجموعة من السلع والخدمات من نفس النوع.
ولكن حذف الأصفار من العملة إذا لم تصاحبه إصلاحات اقتصادية، فإنه لن يغير شيئًا، فهو لا يختلف كثيرًاعن تعديل حجم الأوراق النقدية أو تغيير ألوانها أو إضافة رسم جديد لها أو إزالة صورة منها.
هناك مخاوف من مغبة رفع الأصفار من العملة قد يؤدي الى أنهيار تام للعملة المحلية أمام سلة العملات الأجنبية وخاصة أمام الدولار الأمريكي، مما يزيد من مخاطر جمة أهمها أرتفاع الأسعار السلع الأساسية و الأستهلاكية.