أفادت وسائل إعلام أفغانية بهبوط طائرة إيرانية تابعة لشركة "ماهان إر" في مطار كابل صباح اليوم الأربعاء.
وذكر موقع قناة "طلوع تي في" الأفغاني وصول الطائرة إلى أفغانستان ولم يقدم تفاصيل أكثر عن مهمة الطائرة وحيثيات الرحلة التي قامت بها من إيران إلى أفغانستان.
وبحسب المكتب الإقليمي لوكالة تسنيم للأنباء الإيرانية، نقلا عن "مصادر إعلامية" أن طائرة تابعة لشركة ماهان للطيران حطت في مطار كابل صباح اليوم الأربعاء 15 سبتمبر.
وأضافت الوكالة "أن هذه هي المرة الأولى منذ سقوط حكومة أشرف غني التي تصل فيها طائرة إلى كابل قادمة من إيران".
ونقلت "تسنيم" عن مصدرها "تم في هذه الرحلة نقل 14 راكبا إلى كابل على متن هذه الرحلة"، وأضافت "لكن لم يتم الإفصاح عن مزيد من التفاصيل".
يذكر أن شركة ماهان تأسست في عام 1992 في محافظة كرمان جنوب إيران وهي مسجلة كشركة خاصة تابعة لـ"مؤسسة مولى الموحدين الخيرية" في مدينة كرمان إلا أن كثافة التعاون بينها وبين الحرس الثوري الإيراني، تثير تساؤلات حول المالك الحقيقي للشركة.
وفي الأول من مارس 2015 حطت أول طائرة إيرانية في مطار صنعاء التي تسيطر عليه مليشيات الحوثي وذلك غداة توقيع اتفاقية بين إيران وبين الحوثيين لتسيير 14 رحلة أسبوعيا بين البلدين .
وقالت إيران التي استقبل دبلوماسيوها الطائرة حينها بأن الرحلة وصلت إلى مطار صنعاء والطائرة محملة بمساعدات طبية وفريق من الهلال الأحمر.
بالمقابل حذر الناطق باسم الحكومة اليمنية آنذاك "راجح بادي" من أن اتفاق تسيير رحلات جوية يومية بين طهران وصنعاء وفقا للاتفاق المبرم بين الحكومة الإيرانية وجماعة الحوثي.. يهدف لإنشاء جسر جوي حربي لدعم الحوثيين عسكرياً ولوجستياً، مضيفا أن المسعى الإيراني يستهدف إلى جانب اليمن دول الإقليم".
ولاحقا وتزامنا مع انطلاق عمليات "التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن" حاولت "ماهان إر" الاستمرار في تسيير الرحلات إلى العاصمة اليمنية إلا أن طيران الائتلاف بقيادة السعودية أرغمتها على العودة، كما قصف الطيران السعودي لاحقا مدرج مطار صنعاء للحيلولة دون هبوط طائرة تابعة لماهان إر، أعلنت إيران أنها تحمل مساعدات إنسانية.
وعلى صعيد آخر قررت المملكة العربية السعودية حظر أجوائها ومطاراتها على شركة ماهان للطيران المدني، حسب قرار اتخذته الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية، 4 ابريل 2016، ويقضي بإيقاف التصاريح الممنوحة لشركة طيران ماهان إر الإيرانية بشكل نهائي، ومنع طائراتها من الهبوط في مطارات المملكة أو عبور أجوائها وربط البيان القرار بـ"مخاوف تتعلق بالسلامة".
تم إدراج خطوط ماهان الجوية على القائمة السوداء من قبل الاتحاد الأوروبي في 11 سبتمبر 2007 بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، وتم إلغاء رحلاتها إلى دوسلدورف ومانشستر ووجهات أوروبية أخرى، لكن قام الاتحاد بإزالة الشركة من قائمته في 24 يوليو / تموز 2008، وذلك بعد عام تقريبا من إدراج الشركة في القائمة السوداء بسبب "عدم امتثالها لمعايير السلامة".
وكانت وزارة الخزانة الأميركية فرضت العقوبات على الشركة لأسباب تتعلق بتعاونها مع الحرس الثوري، وأعلنت الوزارة في أكتوبر 2011 أن "ماهان إر" تتعاون مع فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، كما أكد مسؤولون أميركيون أن خطوط ماهان نقلت ميليشيات إيرانية وأسلحة لفائدة فيلق القدس إلى كل من العراق وسوريا.
وأضافت الولايات المتحدة أن ماهان إر تحذف عادة السيرة الذاتية لطواقم طائراتها، الذين يأتون من الحرس الثوري الإيراني، بغية الحفاظ على مهمات موكلة إلى الشركة من قبل الحرس الثوري الإيراني، لاسيما أن كافة العتاد والعدة الإيرانية المقدمة إلى نظام بشار الأسد تتنقل بواسطة "ماهان إر".
وبالرغم من إلغاء العقوبات الدولية والأميركية على إيران بموجب الاتفاق النووي المبرم في 2015 إلا أن الولايات المتحدة الأميركية لم تلغ الحظر على خطوط ماهان إر، بسبب ارتباطها بالحرس الثوري الإيراني.
وفي فبراير 2019، قال مسؤول رفيع المستوى بالحكومة الألمانية لرويترز إن ترخيص شركة ماهان للعمل في ألمانيا قد أُلغي بسبب مخاوف أمنية وشكوك حول استخدام طائرة ماهان لأغراض عسكرية.
وفي مارس 2019، أعلنت وكالة فرانس برس عن إلغاء رحلات خطوط ماهان إلى فرنسا اعتبارا من بداية أبريل 2019، وهو ما أكدته أيضا وزارة الخارجية الفرنسية، وقال فريق الخدمات في خطوط ماهان لوكالة فرانس برس "هذا القرار جاء بسبب العقوبات المفروضة على إيران".
ونشرت قناة "إيران إنترناشيونال"، تحقيقا استقصائيا أكدت من أول فبراير إلى 5 مارس 2020 كشف أنه خلافًا لمزاعم طهران، فلم يتم إلغاء الرحلات الجوية بين إيران والصين، رغم تفشي فيروس كورونا في البلاد، وما زالت الرحلات المذكورة مستمرة.
يذكر أن إيران كانت البؤرة الأولية لانتشار كورونا في الشرق الأوسط ووفقًا لهذه التحقيقات الاستقصائية، فقد أجرت شركة طيران "ماهان" الإيرانية، اعتبارا من أول فبراير، وحتى 5 مارس 2020، 34 رحلة على الأقل، حيث قامت بـ18 رحلة من إيران إلى الصين، و16 رحلة من الصين إلى إيران.
الجدير بالذكر أن المتحدث السابق باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، أعلن يوم 31 يناير 2020، خلال الاجتماع الطارئ للحكومة، عن إلغاء الرحلات الجوية بين إيران والصين، بينما أظهرت التحقيقات الاستقصائية التي أجرتها قناة "إيران إنترناشيونال" أنه بعد 4 أيام من هذا الإعلان، أي في يوم 4 فبراير من العام الماضي، غادرت الرحلة رقم "W-51197" لشركة ماهان للطيران في الساعة 7:40 صباحا بتوقيت طهران، من مطار "إمام خميني" في طهران، متجهة إلى مدينة ووهان الصينية، وفي اليوم التالي، أي 5 فبراير، هبطت نفس الرحلة، وبرقم "W-51196" في الساعة 5:41 صباحا في طهران. علما أن هذه الرحلة جرت في وقت اعتبرت فيه مدينة ووهان الصينية أخطر بؤرة لتفشي فيروس كورونا في الصين والعالم.
