أفادت صحيفة "واشنطن بوست" أن صور الأقمار الصناعية أظهرت بعد يومين من إعلان النظام الإيراني عن ظهور أول حالات فيروس كورونا في مدينة قم نشاطا غير طبيعي في مقبرة المدينة.
وأضافت "واشنطن بوست" أن صور شركة مكسار للتكنولوجيا الفضائية تظهر عمليات حفر جديدة في المقبرة بمدينة قم بدأت يوم 21 فبراير (شباط)، واستمرت حتى يوم 29 فبراير (شباط) الماضي، حيث تم عمل حفرتين بطول 90 مترا، يمكن مشاهدتهما بشكل واضح في صور الأقمار الصناعي.
وتابعت "واشنطن بوست"، مستندة إلى بيانات رسمية، ومقاطع فيديو موثقة، وتحليل الخبراء، أنه تم حفر هذه المقابر لدفن ضحايا فيروس كورونا في مدينة قم.
وبناء على الإحصاءات الرسمية الإيرانية، حتى اليوم الخميس 12 مارس (آذار) أنه من بعد ظهر أمس الأربعاء، حتى اليوم الخميس، تم تسجيل 1075 حالة إصابة جدیدة بفيروس کورونا في إيران، فارتفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 10.075 شخصًا، كما ارتفع إجمالي حالات الوفاة إلى 429 شخصا.
يشار إلى أن الحكومة ما زالت لم تعلن عن أعداد وفيات مدينة قم حتى الآن، ولكن الإحصاءات الرسمية أعلنت أن أعداد المصابين بكورونا في قم وصل إلى 864 شخصا على الأقل.
كما أضافت "واشنطن بوست" أن مقاطع الفيديو وصور الأقمار الصناعية من مقبرة "بهشت معصومة" في مدينة قم تظهر أن أعداد الوفيات أعلى بكثير من الأرقام المعلنة.
وبناء على تصريح أدلى به محلل رفيع في شركة مكسار في ولاية كولورادو الأميركية، فإن حجم الحفر وسرعة عمليات الحفر تميز بوضوح طريقة العمل عن الأنشطة السابقة لحفر المقابر في المقبرة المذكورة التي كانت قائمة قبل تفشي فيروس كورونا في إيران.
وإضافة إلى صور الأقمار الصناعية، فإن مقاطع الفيديو المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي عن هذه المقبرة، تظهر صفوفا طويلة للقبور التي تم حفرها في مقبرة "بهشت معصومة" لضحايا كورونا.
إلى ذلك، أشار محلل "واشنطن بوست" الذي لم يكشف عن اسمه، إلى تلال الجير التي تظهر في صور الأقمار الصناعية والتي يتم استخدامها لإزالة الروائح والوقاية من العدوى أثناء الدفن في المقابر الجماعية.
يذكر أن المسؤولين في وزارة الصحة الإيرانية كانوا قد أكدوا خلال الأسابيع الماضية استخدام الجير لدفن ضحايا كورونا.