مع تزايد التقارير عن تصاعد التوتر من جهة والتنافس من جهة أخرى على الهيمنة على سوريا بين القوات الروسية والأخرى الإيرانية، نفت مصادر عسكرية سورية وقوع اشتباكات بين القوات الروسية والايرانية في دير الزور وحلب.
ربط مراقبون بين التقارير بين هذا التوتر العسكري الذي ستكون له انعكاسات سياسية بين طهران وموسكو وزيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى كل من دمشق وأنقرة في الأسبوع الماضي، حيث شدد على ضرورة استمرار التحالف الثلاثي الروسي التركي الإيراني لحل الأزمة السورية.
وأشار هؤلاء إلى أن مثل هذه التقارير التي تكاثرت مع صمت من الجانبين، تثير احتمالات انهيار التحالف القائم بين موسكو وطهران ومعهما أنقرة في سوريا.
نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن مصدر عسكري، القول إن "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تنفي جملة وتفصيلًا ما ورد فى هذه المواقع والصحف، وتؤكد أن الخبر عار تمامًا من الصحة، ولا أساس له على الإطلاق".
أضاف المصدر: "تهيب القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بوسائل الإعلام على اختلاف أنواعها توخي الدقة والمسؤولية بنشر الأخبار وعدم اعتماد أي خبر عسكري ميداني ما لم يصدر من مصدر عسكري".
هذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها اشتباكات وتوتر عسكري بين القوات الروسية وقوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، إذ كان البلدان سارعا في العام الماضي وفي شهر فبراير الماضي كذلك إلى نفي تلك التقارير عن اشتباكات.
وفي الواقعة الجديدة، تحدثت تقارير لوسائل إعلام عن اندلاع اشتباكات بين قوات سورية مدعومة من إيران وأخرى مدعومة من روسيا على ضوء خلافات روسية إيرانية في سوريا.
قالت وكالة الأناضول للأنباء التركية، يوم الجمعة، إن عددًا من القتلى والجرحى سقطوا جراء اشتباكات بين قوات روسية وأخرى إيرانية في محافظتي دير الزور وحلب السوريتين.
ونقلت الوكالة عن مصادر محلية مطلعة، قولها، إن حاجزًا لقوات الحرس الثوري الإيراني أوقف موكبًا للشرطة العسكرية الروسية في مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، نجم منها تلاسن تحوّل إلى اشتباكات.
أسفرت الاشتباكات بين الجانبين عن وقوع قتيلين في صفوف الحرس الثوري، وجرح 4 عناصر من الشرطة العسكرية، بحسب المصادر نفسها. كما وقعت اشتباكات بين الجانبين في مطار حلب الدولي الواقع في شرق المدينة، ولم تعرف بعد الخسائر الناجمة منها، وفقًا للمصدر نفسه.
إلا أن المصادر أوضحت أن اشتباكات حلب وقعت بعد مطالبات من القوات الروسية لـ "الحرس الثوري" والمجموعات التابعة لإيران، بإخلاء المطار.
وكانت مصادر مطلعة نوهت بأن حدة الخلافات بين الميليشيات المرتبطة بإيران ونظيراتها الموالية لروسيا ازدادت بعد القصف الإسرائيلي الأخير على مواقع إيرانية في محافظة حلب، حيث قامت الأخيرة بتوجيه اتهامات إلى روسيا تتمثل بالتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي في الضربات بغرض تحجيم النفوذ الإيراني.
وظلت موسكو وطهران تردان على مدى السنوات الماضية عن وجود توتر بين قواتهما في الأراضي السورية، وتؤكدان أن مثل هذه التقارير ما هي إلا حربًا ضد تحالف البلدين بهدف إلى إظهار العلاقات الروسية الإيرانية "بصورة سيئة".