قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إن محاكمة إيراني في النرويج متهم بالتآمر لاغتيال ثلاثة إيرانيين منشقين يشتبه في صلتهم بالسعودية تكشف تطورا في المنافسة بين البلدين امتدت من الشرق الأوسط إلى أوروبا.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن الرجل قبض عليه في عام 2018 بتهمة استهداف مجموعة من المنفيين الإيرانيين في الدنمارك الذين أعلنوا مسؤوليتهم عن هجوم مميت في إيران.
وألقت السلطات القبض أيضا على المنشقين بتهمة التجسس لصالح السعودية.
وتنظر المحكمة الجمعة في بلدة قريبة من كوبنهاجن في قضية محاولة الاغتيال بعد محاكمة استمرت شهورا، كما تنظر المحكمة نفسها أيضا في قضية التجسس.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن إيران لم تعلق في البداية على الحادث، إلا أنه بعد فرض الاتحاد الأوروبي العام الماضي عقوبات على وزارة الاستخبارات الإيرانية بسبب مؤامرات اغتيال في هولندا وفرنسا، إضافة إلى حادث الدنمارك، اتهم وزير الخارجية جواد ظريف الدول الثلاث بإيواء جماعات إرهابية.
وتقول الصحيفة إن إيران والسعودية تتنافسان على الزعامة في الشرق الأوسط المضطرب، وغالبا ما تستخدمان الجماعات المسلحة الموالية لهما لمهاجمة بعضهما البعض في المنطقة، من اليمن إلى سوريا ولبنان.
وأضافت الصحيفة أن المحاكمة تظهر استعداد طهران والرياض لنقل خلافهم إلى ما وراء الشرق الأوسط وتوريط الدول الغربية في أعمال تجسس واغتيالات وإرهاب يمكن أن تعرض للخطر الروابط الدبلوماسية الحيوية لهما معا.
وتخاطر طهران بتقويض علاقاتها مع الدول الأوروبية، التي عملت على إنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015 وحافظت على العلاقات الدبلوماسية رغم الضغوط الأميركية.
أما الرياض فلاتزال تحاول التخلص من تبعات مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في الأراضي التركية في عام 2018. وقد أثر هذا الحادث على شهية الغرب للاستثمارات في المملكة.
وبعد ظهور تفاصيل في يونيو عن تجسس الإيرانيين المنفيين الثلاثة على منشآت عسكرية إيرانية لصالح السعودية، استدعى وزير الخارجية الدنماركي جيبي كوبود السفير السعودي في الدنمارك، لإعلامه أن بلده لن "يقبل تحت أي ظرف من الظروف هذا النوع من النشاط".
وتقول الشرطة الدنماركية إن الرياض دفعت للجماعة الإيرانية المنشقة حوالي 3 ملايين دولار لتقديم المعلومات الاستخباراتية.
