رفتن به محتوای اصلی

جيش أردوغان الإلكتروني يُجبر المُعارضين على مغادرة تركيا

أردوغان يحرك تويتر ضد معارضي سلطاتهِ
AvaToday caption
قالت شركة تويتر في مدونتها الرسمية أن تلك الشبكة نشرت تغريدات ومواد تصب في صالح الرئيس التركي وحزب العدالة والتنمية، في حين قال باحثون في ستانفورد إن شبكة الحسابات هذه نشرت 37 مليون تغريدة
posted onJuly 18, 2020
noدیدگاه

قالت صحيفة تیلیغراف يوم الجمعة إن منشقين ومُعارضين أتراك أجبروا على مغادرة بلادهم بسبب تهديدات المتصيدين لهم على الإنترنت، والمرتبطين بحزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم .

وشكلت تهديدات بالقتل والاغتصاب في عامي 2018 و2019 ضد تونا بيكليفتش وعائلته، وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان، عاملاً رئيسياً في إجباره على مغادرة تركيا والانتقال إلى واشنطن العاصمة، حيث يواصل حملته ضد الحكومة، على حد قوله.

وقال بيكليفيتش "لقد أصبح من المستحيل مواصلة هذه المقاومة فقط من داخل حدود تركيا، لأن البلاد ليست حرة، إنها أسيرة".

شعر بيكليفيتش أن هناك شيئًا غريبًا بشأن بعض الرسائل المسيئة، والتي يتم إرسالها له في غضون ساعة من نشره انتقادات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

في 12 يونيو، نشر تويتر تحقيقًا قال فيه إنه أوقف أكثر من 7300 حساب مؤيد لأردوغان لخرقه قواعده - بما في ذلك تلك التي أرسلت تهديدات بالقتل إلى بيكليفيتش.

وقالت شركة تويتر في مدونتها الرسمية أن تلك الشبكة نشرت تغريدات ومواد تصب في صالح الرئيس التركي وحزب العدالة والتنمية، في حين قال باحثون في ستانفورد إن شبكة الحسابات هذه نشرت 37 مليون تغريدة.

وقد توصل تحقيق تويتر إلى أن الحسابات التي أرسلت الرسائل جميعها يبدو أنه تم تنسيقها من قبل جناح الشباب في حزب العدالة والتنمية، على الرغم من نفي ذلك بشدة من قبل مسؤولي الحزب .

وبصفة عامة فإن علاقة حكومة العدالة والتنمية مع عموم وسائل التواصل الإجتماعي لا تتصف بالود ولا التفاعل.

وبعد قرار تويتر، أغلقت الغالبية العظمى من تلك التغريدات، وقال بيكليفيتش لصحيفة التلغراف إنه يمكنكم بسهولة تخمين أن هذه التهديدات منظمة.

وبعد وقت قصير من نشر تحقيق تويتر، تعهد أردوغان بتقديم مشروع قانون لتوسيع نفوذه بشكل أكبر على وسائل التواصل الاجتماعي ، والتي تعد بالنسبة للكثيرين آخر منصة متبقية للنشاط والحراك.

ونقلت التليغراف عن إيما سنكلير ويب مديرة شؤون تركيا في منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان، قولها إنه "ليس هناك شك على الإطلاق في أن خطة الرئيس التركي لكبح جماح وسائل الإعلام الاجتماعي تدور حول زيادة القدرة بشكل كبير على الحد من تداول الأخبار والتعليقات المنتقدة للحكومة". كما قالت هيومن رايتس ووتش "إنه بعبارة أخرى مشروع رقابة".

وفي بعض الأحيان، تتصاعد الإساءات عبر الإنترنت إلى عنف بدني في الواقع الحقيقي، يطال ليس فقط المعارضين وإنما بعض الفئات الاجتماعية الأخرى.

قال بارباروس سانزال، الناشط المثلي وأحد أشهر مصممي الأزياء في تركيا، إنه تعرض للضرب من قبل أنصار أردوغان المؤيدين، بما في ذلك هجوم تسبب بكسر في أنفه.

وقال للصحيفة البريطانية "لم يتم العثور على المهاجم قط، والوضع الآن أسوأ من ذلك... أتلقى تهديدات بالقتل والاغتصاب ورسائل رهاب وكل شيء".

وأضاف "إنهم ينادونني بالخائن، ويصفونني بالكافر، بل إنهم نشروا رقم هاتفي الخاص وعنواني على وسائل التواصل الاجتماعي".

وبشكل عام، لاحظ مراقبون لوسائل التواصل الاجتماعي أن هؤلاء المرتزقة والذباب الإلكتروني تنحصر مهمتهم في تمجيد أردوغان وتلميع صورته وبثّ أفكار مرضية بالعودة للفاشية والاحتلال العثماني، وبالتالي مناوئة لكل من يمس الأردوغانية – العثمانية الجديدة، ومؤيدة لأفكار الإسلام السياسي وتنظيم الإخوان المسلمين.