رفتن به محتوای اصلی

توتر حتمي بين أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين

جنود أوكرانيون
AvaToday caption
تمكن الجيش الأوكراني منذ بدء هجومه المضاد في يونيو (حزيران) الماضي لطرد الروس من الأراضي الأوكرانية من استعادة عدد قليل من المناطق فقط
posted onSeptember 22, 2023
noدیدگاه

قال الكرملين اليوم الجمعة إن تصاعد التوتر بين أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين حتمي، وذلك تعليقاً على الخلافات المستمرة بين كييف وبولندا في شأن صادرات الحبوب.

وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، "نحن ندرك أن التوترات بين كييف وعواصم أوروبية أخرى ستزداد مع مرور الوقت وهذا أمر حتمي، وتزامناً نواصل عمليتنا العسكرية الخاصة في أوكرانيا، لتحقيق أهدافنا".

الجبهة الشرقية

ميدانياً اعترفت السلطات الروسية بأن أوكرانيا نفذت هجمات عدة في منطقة دونيتسك أمس الخميس، مما زاد الضغط على الجبهة الشرقية، لافتة أيضاً إلى قصف عشوائي في باخموت.

وقال قائد منطقة دونيتسك الذي عينته روسيا دينيس بوشيلين، "خلال الـ 24 ساعة الماضية نفذ العدو عدداً من العمليات في اتجاه ليمان، ونفذ استطلاعاً قتالياً في اتجاهات عدة دفعة واحدة"، متحدثاً عن مناطق عدة.

وتقع ليمان على مسافة قريبة جداً من خط المواجهة على بعد نحو 50 كيلومتراً غرب ليسيتشانسك وسيفيرودونتسك، وهما مدينتان تسيطر عليهما روسيا.

وأفاد بوشيلين بأنه "تم القضاء جزئياً" على القوات الأوكرانية بنيران المدفعية، وتم صدها جزئياً بمشاركة طيران الجيش.

وفي شأن باخموت رأى بوشيلين أن الوضع هناك "لا يزال ساخناً"، وقال على "تيليغرام" إن المدينة "تتعرض لقصف عشوائي".

وكانت باخموت تضم 70 ألف نسمة قبل الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، واحتلتها القوات الروسية في مايو (أيار) الماضي بعد إحدى أطول المعارك وأعنفها في هذه الحرب.

ومنذ ذلك الحين شن الجيش الأوكراني هجوماً مضاداً في هذه المنطقة، واستعاد بلدتي أندرييفكا وكليشتشييفكا في الأيام الأخيرة، معلناً أنه اخترق خطوط الدفاع الروسية.

وتستعيد القوات الأوكرانية تدريجاً أراضي على الجانبين الشمالي والجنوبي لمدينة باخموت.

إلى ذلك قال دينيس بوشيلين اليوم الجمعة، إن انتشار القوات الأوكرانية يتركز أيضاً على مسافة أبعد قليلاً شمال باخموت قرب بلدتي ساكو إي فانزيتي وروزدوليفكا.

وتمكن الجيش الأوكراني منذ بدء هجومه المضاد في يونيو (حزيران) الماضي لطرد الروس من الأراضي الأوكرانية من استعادة عدد قليل من المناطق فقط، لكنه يتقدم على الجبهة الجنوبية ويأمل في اختراق الدفاعات الروسية المكونة من حقول ألغام وخنادق وفخاخ للدبابات.

من ناحية أخرى قال حاكم إقليمي إن شخصاً واحداً في الأقل قتل خلال قصف روسي على مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا اليوم الجمعة.

وذكر الحاكم أولكسندر بروكودين على تطبيق "تيليغرام" أن شاباً يبلغ من العمر 25 سنة قتل وأصيب آخر عندما تعرضت أحياء سكنية في المدينة القريبة من خط المواجهة للقصف، وأضاف أن القصف تسبب في نشوب حريق في منزل ومرأب.

وطردت كييف القوات الروسية من جزء من منطقة خيرسون في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعد احتلالها المدينة لأشهر عدة، لكن القوات الروسية واصلت قصف عاصمة الإقليم والمناطق المحيطة بها عبر نهر دنيبرو.

وأبحرت سفينة محملة بالقمح من مرفأ أوكراني متوجهة إلى مصر، وفق ما أعلنت سلطات كييف، مشيرة إلى أنها ثاني مرة هذا الأسبوع تسلك سفينة الممر البحري الذي أقامته للالتفاف على الحصار والتهديدات الروسية.

وأفاد وزير البنى التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف على منصة "إكس" بأن "سفينة أرويات غادرت مرفأ تشورنومورسك محملة بـ 17600 طن من القمح الأوكراني، في طريقها إلى مصر".

وكانت سفينة أولى محملة بالقمح غادرت هذا المرفأ في الـ 19 من سبتمبر (أيلول)، فيما تسعى أوكرانيا إلى إقامة ممرات بحرية آمنة لتصدير منتجاتها الزراعية بعد انسحاب روسيا في منتصف يوليو من اتفاق تصدير الحبوب الذي وقع صيف 2022 مع كييف برعاية الأمم المتحدة وتركيا، وهدف إلى تسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية الحيوية للأمن الغذائي العالمي.

وتشكل هذه الممرات البحرية التي تمر بمحاذاة سواحل الدول الحليفة لأوكرانيا وصولاً إلى البوسفور تحدياً للتهديدات الروسية بضرب السفن التي تدخل أو تخرج من الموانئ الأوكرانية.

وتستهدف كييف إقامة طرق إمداد إلى أفريقيا التي تحتاج إلى المنتجات الزراعية الأوكرانية، والتصدي فيها للنفوذ الروسي، فيما وعد الرئيس فلاديمير بوتين بعض دول القارة هذا الصيف بتسليمها كميات من القمح مجاناً.

ويعتبر إنتاج روسيا وأوكرانيا أساسياً للأمن الغذائي العالمي في وقت أدى الهجوم الروسي على أوكرانيا والعقوبات الدولية المفروضة على موسكو إلى اضطرابات في الإمدادات والأسواق العالمية.

ومنذ أسابيع عدة تسعى القوات المسلحة الأوكرانية أيضاً إلى مواجهة السيطرة العسكرية الروسية على البحر الأسود، لا سيما من خلال مهاجمة شبه جزيرة القرم، مقر الأسطول الروسي، التي ضمتها موسكو عام 2014.

وتزايدت الهجمات الجوية والبحرية بطائرات مسيرة والضربات الصاروخية، وخصوصاً على سيفاستوبول، قاعدة الأسطول الروسي.

وتعرض حوض بناء سفن هناك لهجوم الأسبوع الماضي، وأعلنت كييف مسؤوليتها عن تدمير سفن عسكرية.

وأعلنت السلطات الروسية اليوم الجمعة تعليق جميع عمليات النقل البحري للركاب من سيفاستوبول حتى إشعار آخر، من دون تقديم توضيح.

وفي وقت لاحق أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أحبطت هجوماً أوكرانياً عبر تدمير صاروخ موجه وطائرتين مسيرتين استهدفتا شبه جزيرة القرم.