قالت وزارة الخارجية الإيرانية، الثلاثاء، إن مبعوث البلاد لدى ميليشيات الحوثي اليمنية قد توفي بعد أن أُعيد للبلاد نهاية الأسبوع الماضي.
وقال المتحدث باسم الوزارة، سعيد خطيب زادة، لوسائل الإعلام المحلية الرسمية، إن السفير حسن إيرلو "تم نقله إلى إيران في حالة صحية سيئة إثر إصابته بـ(كوفيد-19)"، إلا أن أطرافاً يمنية شككت في سبب الوفاة، ورجحت إصابته في إحدى المواجهات الدائرة في البلاد ضد الشرعية، إذ تتهمه الحكومة اليمنية بلعب أدوار عسكرية بناءً على خلفيته المهنية في الحرس الثوري الإيراني.
وأضاف زادة، "لقد توفي بسبب تأخر الاستجابة من بعض دول المنطقة في طلب نقله إلى إيران"، ولم يُسمّ هذه الدول، إلا أنه كان يشير إلى السعودية على الأرجح، لرفضها السماح لطائرة إيرانية بالهبوط في صنعاء بسبب استخدام طهران الطائرات المدنية لنقل الأسلحة إلى الميليشيات، بحسب ما يتهمها به تحالف دعم الشرعية، واشتراطها نقله عبر وسيط ثالث، عمان أو العراق.
الجدير بالذكر أن وزارة الخزانة الأميركية قد أدرجت إيرلو على قوائمها السوداء في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وقالت إنه مسؤول في فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.
كان حسن إيرلو قد غادر العاصمة صنعاء، السبت، على طائرة عراقية، سمحت لها السعودية بالهبوط والإقلاع من مطار المدينة الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثيية.
وجاءت مغادرة سفير إيران، الدولة الوحيدة التي تعترف بحكومة الحوثيين، وتدعمهم، بطلب من الميليشيات، وفي ظل ظروف غامضة، إذ لم تتضح الأسباب وراء رغبة الحوثيين برحيله، إلا أن طهران بررت الأمر بإصابته بفيروس كورونا، وحاجته لرعاية خاصة.
وقال المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية، "غادر على متن طائرة عراقية، وقد يكون حالياً في بغداد"، مضيفاً أن موافقة الرياض على السماح برحيله صدرت بعد وساطة عراقية وعمانية بين الميليشيات والسعوديين.
وقال سعيد خطيب زادة، لوسائل إعلام رسمية، السبت الماضي، "نظراً إلى ضرورة توفير الرعاية الطبية العاجلة له، فقد قامت الخارجية الإيرانية ببعض الاتصالات والمشاورات اللازمة مع عدد من دول المنطقة، بالتالي توافرت الظروف المبدئية اللازمة، ويتم حالياً نقل السفير الإيراني إلى البلاد".
وكتب المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبدالسلام، على "تويتر"، "تفاهم إيراني - سعودي عبر بغداد تم بموجبه نقل السفير الإيراني في صنعاء على متن طائرة عراقية، وذلك لظروفه الصحية".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قد كشفت يوم الجمعة الماضي، عن طلب تقدمت به الميليشيات عن طريق وسيط ثالث بالسماح للسفير والضابط السابق في الحرس الثوري بالعودة إلى بلاده، من دون أن تبين الجهة الوسيطة، فيما أكدت الرياض عدم السماح لأي طائرة إيرانية بالوصول إلى مناطق الحوثيين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إقليميين وغربيين قولهم، إن القادة الحوثيين أكدوا للرياض أنهم "لن يستبدلوا إيرلو بدبلوماسي إيراني جديد".
وأضافت، "بدأت الرسائل تصل إلى السعودية في الأيام الأخيرة"، وكانت الرسائل تطلب "الإذن بإعادة إيرلو إلى طهران عبر طائرة إيرانية ستأتي لتقلّه"، لكن الطلب قُوبل بالرفض.
من جانبها، اعتبرت الرياض هذا الطلب إشارة إلى أن "الحوثيين كانوا يحاولون النأي بأنفسهم عن نفوذ طهران"، وفقاً لمسؤولين نقل عنهم التقرير.
واشترط السعوديون، بحسب الصحيفة، نقله "على متن طائرة عمانية أو عراقية"، بالإضافة إلى "إطلاق الحوثيين سراح بعض المحتجزين السعوديين لديها".