رفتن به محتوای اصلی

إيران في طريقها إلى صنع قنبلة نووية

فريدون عباسي
AvaToday caption
يتزامن نشر المقابلة مع استئناف المحادثات اليوم في فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهي أول مفاوضات مباشرة حول الموضوع منذ انتخاب الرئيس الإيراني الجديد المتشدد إبراهيم رئيسي
posted onDecember 1, 2021
noدیدگاه

على الرغم من سنوات النفي الرسمي وإصرار إيران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، وأن علي خامنئي، المرشد الأعلى، أصدر فتوى ضد تطوير واستخدام الأسلحة النووية، فإن تصريحات فريدون عباسي، الرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية الإيرانية، بأن البرنامج "كان موجهاً نحو صنع قنبلة"، تعد اعترافاً صريحاً لأهداف نووي طهران.

وبحسب "ذا تايمز"، جاءت مقابلة فريدون عباسي، مع وسائل الإعلام الحكومية في الذكرى السنوية لاغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده، الذي كان أيضاً يشغل منصب نائب وزير الدفاع الإيراني، من قبل وكالة التجسس الإسرائيلية.

ووصفت إسرائيل فخري زاده بأنه "العقل المدبر لبرنامج الأسلحة النووية"، وقالت إنه أشرف على مجموعة من أنشطة البحث العلمي ومنشآت تخصيب اليورانيوم، التي يمكن القول "إن لها استخدامات مدنية"، لكن جنباً إلى جنب "مع برنامج صاروخي منفصل أنشأ البنية التحتية اللازمة للأسلحة النووية".

واقترب عباسي من الاعتراف بأن هذا الوصف لأهمية فخري زاده في النظام النووي الإيراني "كان صحيحاً"، وأن هذا يفسر "قرار إسرائيل باغتياله".

وقال عباسي، "عندما بدأ النمو الشامل للبلاد، الذي يشمل الأقمار الاصطناعية والصواريخ والأسلحة النووية، وتجاوز حدود المعرفة الجديدة، أصبحت القضية أكثر خطورة بالنسبة إليهم".

ويتزامن نشر المقابلة مع استئناف المحادثات اليوم في فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهي أول مفاوضات مباشرة حول الموضوع منذ انتخاب الرئيس الإيراني الجديد المتشدد إبراهيم رئيسي.

وكأن إيران تريد بتلك المقابلة توجيه رسالة واضحة للولايات المتحدة وللدول الكبرى المشاركة في المحادثات بأن عليهم القبول بحقيقة أن طهران على أعتاب أن تصبح دولة نووية، ويجب التعامل معها على هذا الأساس والقبول بالأمر الواقع، وهو ما سترفضه الولايات المتحدة وحلفاؤها، وعلى رأسهم إسرائيل.

ويؤمل أن تؤدي المحادثات إلى إعادة تنفيذ الاتفاق، الذي وقعته إيران والغرب ومجلس الأمن الدولي في 2015، للحد من البرنامج النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. وكان الرئيس ترمب قد مزق تلك الصفقة في عام 2018، لكن بايدن وصل إلى السلطة واعداً بإعادتها.

وتطالب الولايات المتحدة بأن تتعهد إيران بالسماح بمزيد من المفاوضات بشأن سياستها الأوسع في الشرق الأوسط، بما في ذلك استخدامها ميليشيات بالوكالة مثل حزب الله في لبنان، وفي برنامجها الصاروخي. ورفضت طهران.

وستشمل المحادثات، التي تستضيفها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اجتماع فريق التفاوض الإيراني مع نظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين. وبحسب صحيفة "ذا تايمز" ترفض طهران مقابلة الأميركيين مباشرة، لذلك يجلس الفريق الأميركي في غرفة منفصلة ويجري إطلاعه من قبل نظرائه الأوروبيين وغيرهم على مستجدات المفاوضات.

وبدأت إيران تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز الحدود التي حددها اتفاق 2015 رداً على إعادة ترمب فرض العقوبات، وسرعت العملية منذ وصول بايدن إلى السلطة.

اعتراف عباسي بالجانب العسكري للبرنامج سيشكل مفاجأة للمفاوضين. وبحلول عام 2015، خصبت إيران اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 في المئة، وهو مستوى له استخدام مدني في المعامل البحثية. ومع ذلك، فقد ذهب هذا العام إلى أبعد من ذلك، حيث بلغ التخصيب 60 في المئة، وهو مستوى قريب من 90 في المئة المطلوب لرأس حربي نووي.

وأضاف عباسي، في المقابلة، "على الرغم من أن موقفنا من الأسلحة النووية المبني على فتوى المرشد الأعلى الصريحة بشأن كون الأسلحة النووية حراماً وممنوعة بموجب الشريعة الإسلامية، واضح تماماً، فقد أنشأ فخري زاده هذا النظام، ولم يكن قلقه مجرد الدفاع عن بلدنا". موضحاً "بلادنا تدعم محور جبهة المقاومة ضد إسرائيل، وعندما تدخل هذا المجال، يصبح الصهاينة حساسين".

وهناك رؤساء جدد في كل من واشنطن وطهران، وقد نزع الأخير القفازات النووية. ومن غير الواضح ما إذا كان الرئيس الإيراني رئيسي قد فعل ذلك للمصافحة أو توجيه ضربة قاضية لسياسة الرئيس بايدن في الشرق الأوسط.

رددت إيران دوماً أن برنامجها النووي كان مخصصاً للأغراض السلمية. والآن، لا يوجد تفسير للاستخدام المدني. في حين أن كثيراً من التطوير المبكّر للبرنامج كان محاطاً بالسرية، إلا أن النظام منفتح الآن بشأن هذا الأمر. لقد صيغ اعتراف عباسي في نهاية هذا الأسبوع بأن البرنامج يتضمن تطبيقات عسكرية بمهارة، لكنه أكد ما بالكاد كان مخفياً.

إن وجود مخزون من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة أصبح الآن حقيقة على الأرض. والتفاخر به قد يكون محاولة لانتزاع مزيد من التنازلات من قِبل إدارة بايدن، أو قد يكون السبب هو أن النظام لم يعد مهتماً بعقد صفقة، وربما فقط ليعلن عن نفسه كقوة نووية، وسيكون لذلك بطبيعة الحال تداعيات كبيرة على بايدن وإسرائيل، وهي تداعيات لم يتضح أنها جاهزة تماماً.