أبدى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تشككه حيال مبادرة الرئيس الإيراني حسن روحاني باستعداد بلاده إجراء محادثات مع الولايات المتحدة شريطة رفع هذه الأخيرة عقوباتها على النظام في طهران.
ورفض وزير الخارجية الأمريكي مبادرة روحاني، مؤكدا أنه العرض نفسه الذي تم طرحه على الإدارة الأميركية السابقة في إشارة إلى جون كيري وباراك أوباما، وأدى إلى هذا الاتفاق الذي وصفه بـ"الكارثة".
وقال "الرئيس ترامب سيتخذ بوضوح القرار النهائي. ولكن هذا طريق سارت فيه الإدارة السابقة وأدى إلى (الاتفاق النووي الإيراني) الذي ترى هذه الإدارة والرئيس ترامب وأنا أنه كارثة".
وفي خطوة وصفها مراقبون بالمناورة لكسب مزيد من الوقت، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة إذا رفعت واشنطن العقوبات وعادت إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بعد انسحابها منه العام الماضي.
وتقول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنها مستعدة لإجراء مفاوضات مع إيران للتوصل إلى اتفاق أوسع نطاقا فيما يتعلق بالمسائل النووية والأمنية، ولكن بشروط أميركية جديدة.
غير أن إيران اشترطت قبل إجراء أي محادثات السماح لها بتصدير نفس كمية النفط الخام التي كانت تصدرها قبل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في مايو 2018.
وقال روحاني "نؤمن دائما بالمحادثات... إذا رفعوا العقوبات وأنهوا الضغوط الاقتصادية المفروضة وعادوا إلى الاتفاق، فنحن مستعدون لإجراء محادثات مع أميركا اليوم والآن وفي أي مكان".
وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران وبلغ ذروته مع اعتزام الولايات المتحدة شن ضربات جوية على إيران الشهر الماضي وتراجع ترامب عن ذلك في اللحظة الأخيرة.
وقالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا إنها قلقة من تصعيد التوتر في الخليج ومن مخاطر انهيار الاتفاق النووي مع إيران، داعية لاستئناف الحوار بين كل الأطراف.
وأضافت الدول الأوروبية الثلاث في بيان مشترك صدر عن مكتب الرئيس الفرنسي "نؤمن بأن الوقت قد حان للتصرف بمسؤولية والبحث عن سبل لوقف تصعيد التوتر واستئناف الحوار".
ورغم دعوته لإجراء محادثات مع زعماء إيران، قال ترامب الأربعاء إن العقوبات الأميركية على إيران "ستزيد قريبا وبشكل كبير".
وردا على العقوبات الأميركية، التي استهدفت على نحو ملحوظ مصدر تدفق العائد الأجنبي الرئيسي لإيران المتمثل في صادرات النفط الخام، أعلنت طهران في مايو عزمها تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق.
وفي تحد لتحذير من الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق بضرورة مواصلة إيران الالتزام الكامل به، رفعت طهران نسبة تخصيب اليورانيوم لأعلى من مستوى 3.67 في المئة الذي يجيزه هذا الاتفاق.
وقالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، التي تحاول إنقاذ الاتفاق النووي بحماية الاقتصاد الإيراني من العقوبات، في بيانها المشترك "المخاطر تستدعي من كل أطراف (الاتفاق) التوقف والنظر في التداعيات المحتملة للإجراءات التي اتخذتها".
وقال زعماء إيران إن طهران ستواصل تقليص التزاماتها بالاتفاق إذا لم يف الأوروبيون بتعهداتهم بضمان المصالح الإيرانية بموجب الاتفاق.
وظهر خلال الأسبوع الأخير مؤشران إلى احتمال أن الولايات المتحدة تشير إلى زيادة الاستعداد للدبلوماسية.
وكانت تراجعت واشنطن عن معاقبة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على الرغم من تصريح وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين في 24 يونيو حزيران إن عقوبات أمريكية ستصدر بحق ظريف خلال أيام.
وقال مسؤولون أميركيون إنهم منحوا ظريف تأشيرة لحضور اجتماع في مقر الأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع.
وقال بومبيو إنه منح هذه التأشيرة ولكنه فرض قيودا على تحركات ظريف أثناء وجوده في نيويورك ولن يُسمح له إلا بالتنقل بين مقر الأمم المتحدة والبعثة الإيرانية التي تبعد عن المقر ست بنايات ومقر إقامة السفير الإيراني بالأمم المتحدة.
وعلى الرغم من اتهام ظريف باستغلال حرية الصحافة في الولايات المتحدة "لنشر دعاية خبيثة" قال وزير الخارجية الأميركي للصحف بلاده إنه سيقبل أي عرض للظهور في التلفزيون الإيراني.