بعد أن كان محطما إلى 70 قطعة، أُعيد ترميم وتشييد تمثال عملاق في صورته الأصلية للملك رمسيس الثاني، الذي كان يحكم مصر قبل أكثر من 3000 عام، بطول 45 مترا.
وجاء كشف النقاب عن هذا العمل في إطار مشاريع تنموية مختلفة بمحافظة سوهاج في صعيد مصر، تتضمن أيضا إقامة مشروع جديد لخفض المياه الجوفية في معبد سيتي الأول، وأعمال الحفر والتنقيب في آخر معبد تم اكتشافه في البلاد.
وقال مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار لدى كشف النقاب عن التمثال الجمعة (5 أبريل/نيسان) "التمثال كان متكسر لسبعين قطعة. تمثال مين؟ تمثال الملك رمسيس الثاني. سبعين قطعة ملقاة على الأرض منذ مئات السنين. والحمد لله في 6 أشهر بأيادي مصرية خالصة، تم ترميم وإعادة تركيب التمثال الي بلغ ارتفاعه 12 متر وبوزن 45 طن من الحجر الجيري".
ورمسيس الثاني هو الحاكم الأقوى والأكثر شهرة في مصر القديمة، وكان يعرف أيضًا باسم رمسيس الأكبر وهو الثالث من الأسرة التاسعة عشرة في مصر، وحكم البلاد من 1279 إلى 1213 قبل الميلاد.
وقاد عدة حملات عسكرية ووسع الإمبراطورية المصرية لتمتد من سوريا في الشرق إلى النوبة في الجنوب. وكان خلفاؤه يدعونه "الجد العظيم".
قال وزير الآثار، خالد العناني، إن هذه المبادرة على قدر كبير من الأهمية لأنها تصنع دعاية كبيرة لمنطقة سوهاج، وتظهر للناس جمالها، الذي كثيرا ما يتعرض للتجاهل، وأهميتها التاريخية.
وأضاف العناني "من الناحية الترويجية مهم جداً لان النهاردا العالم كله هيتكلم على منطقة ثانية في سوهاج.. وعشان كدة وزارة الآثار نظمت الافنت ده (هذه المناسبة) عشان توجه دعوة لعدد كبير نت سفراء العالم عشان يشوفوا الجمال دا. يعني الناس مش مصدقة، أنا معايا ناس مصريين بيقلوا لي هي سوهاج حلوة كدا؟ مش مصدقين لما راحو شافوا معبد أبيدوس ثم رحنا بعد كدا أخميم، ثم متحف سوهاج، الدير الأبيض الدير الاحمر. الشيخ حمد. سوهاج غنية جداً ودا يمكن الي احنا بنحاول نعمله إن إحنا نوري جمال محافظة سوهاج وربنا يقدرنا نروح كل مرة محافظة مختلفة إن شاء الله".
وهناك مشروع تنموي آخر يجري في سوهاج يتمثل في أعمال الاستكشاف والحفائر بمعبد اتريبس، وهو المعبد الوحيد المتبقي في مصر الذي لم تكتمل أعمال التنقيب فيه بعد.
وبمساعدة بعثة ألمانية من جامعة توبنجن، يعمل عمال وعلماء آثار في الموقع منذ سنوات، وقد حققوا تقدماً في الآونة الأخيرة بعد استخدام تقنيات حفر متقدمة.
وقالت هايدي كيوب يونك وهي عالمة مصريات ألمانية تعمل في الموقع "هذا هو المعبد الأخير الذي لم تكتمل الحفائر فيه حتى الآن. تم الكشف عن جميع (المعابد) الأخرى منذ حوالي 100 عام. وبالطبع، كانت أعمال التنقيب مختلفة تماما عن اليوم".
وفي الوقت الذي يشق فيه علماء الآثار، المصريون والأجانب على السواء، طريقهم عبر جبال منطقة الشيخ حمد، تتكشف تدريجيا اللوحات الفرعونية والنقوش في معبد اتريبس القديم.