تظاهر مئات الأشخاص الأحد في اسطنبول وديار بكر، المدينة الكبيرة ذات الأغلبية الكوردية في جنوب شرق تركيا، رافعين صور لنساء إيرانيات قُتلن خلال قمع التظاهرات التي تشهدها إيران، ولافتات كُتب عليها "نساء، حياة، حرية!".
في حي كاديكوي في الجانب الآسيوي من اسطنبول، ردد مئات النساء والرجال بينهم العديد من الرجال والنساء الإيرانيين، شعارات معادية للنظام الإيراني وتضامنية مع النساء الإيرانيات، وفقا مصادر محلية ووسائل إعلام.
ورفع المتظاهرون ورودا حمراء والبعض الآخر الأعلام الإيرانية ولافتات كُتب عليها "نساء، حياة، حرية"، شعار الحركة الاحتجاجية التي أثارتها وفاة الشابة الكوردية الإيرانية مهسا أميني بعد اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق.
وفي مدينة ديار بكر، الواقعة على مسافة 350 كيلومترا من الحدود الإيرانية، تجمع قرابة 200 شخص، غالبيتهم من النساء، بعد ظهر الأحد، بحسب مصادر محلية.
ورفع المتظاهرون صورا لعدد من النساء الإيرانيات اللواتي قُتلن منذ بداية موجة القمع، فضلا عن لافتات ولافتة كبيرة كتب عليها "نساء، حياة، حرية" باللغة الكوردية.
ومساء السبت، نُظمت تظاهرة لمساندة المرأة الإيرانية في مدينة إزمير (غرب)، ثالث مدن تركيا، ضمت مئات الأشخاص، بحسب صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقتل ما لا يقل عن 92 شخصا في إيران في حملة قمع التظاهرات الجارية منذ أكثر من أسبوعين، وفق حصيلة جديدة أعلنتها الأحد منظمة حقوق الإنسان في إيران التي مقرها في أوسلو.
وردد نواب إيرانيون هتافات تقول "شكرا للشرطة" خلال جلسة للبرلمان اليوم الأحد، مما يعكس دعما للتعامل الصارم الذي تنتهجه مع الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي خرجت في أنحاء البلاد بعد وفاة مهسا أميني.
وتحولت الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة أميني (22 عاما) من كردستان الإيرانية إلى أكبر استعراض لمعارضة النظام الديني منذ سنوات، إذ دعا كثيرون إلى إنهاء حكم رجال الدين المستمر منذ أكثر من أربعة عقود.
وأظهر فيديو بثته وسائل إعلام رسمية إيرانية، تعهد فيه أعضاء البرلمان بالولاء للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، النواب وهم يهتفون "الدم في عروقنا فداء لزعيمنا".
وقالت منظمة إيران لحقوق الإنسان ومقرها النرويج، في بيان "حتى الآن قُتل 133 شخصا في أنحاء إيران"، من بينهم أكثر من 40 قالت إنهم قتلوا في اشتباكات الأسبوع الماضي في زاهدان، عاصمة إقليم سيستان وبلوخستان.
ولم تعلن السلطات الإيرانية عدد القتلى، فيما قالت إن العديد من أفراد قوات الأمن قٌتلوا على أيدي "مثيري شغب وبلطجية مدعومين من أعداء أجانب". وذكر التلفزيون الرسمي الأسبوع الماضي أن 41 قتلوا بينهم أفراد من قوات الأمن.
ولم يعلق خامنئي على الاحتجاجات، التي بدأت في جنازة مهسا أميني في 17 سبتمبر وسرعان ما امتدت إلى 31 إقليما إيرانيا بمشاركة كل فئات المجتمع بمن فيهم الأقليات العرقية والدينية.
وانتقد عدد من لاعبي كرة القدم الذين يتمتعون بشهرة في إيران وأنحاء آسيا، ومن بينهم قائد المنتخب الإيراني السابق علي دائي، قمع المتظاهرين. وأشارت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أنه تم منع دائي من مغادرة إيران. .
ولم تهدأ الاحتجاجات على الرغم من العدد المتزايد للقتلى والقمع الشرس من جانب قوات الأمن التي تستخدم الغاز المسيل للدموع والهراوات، وفي بعض الحالات الذخيرة الحية.
وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي مظاهرات في عدة مدن مثل كرمانشاه وشيراز ومشهد اليوم الأحد، والمشاركون فيها يهتفون "الاستقلال.. الحرية.. الموت لخامنئي".
ونشر حساب تصوير1500 الناشط على تويتر، والذي له أكثر من 160 ألف متابع، مقطع فيديو لمحتجين في مدينة أصفهان، بوسط إيران، يطالبون بإضراب على مستوى البلاد ويقيمون حاجزا على طريق لاستمالة سائقي الشاحنات إلى صفوفهم.