رفتن به محتوای اصلی

أردوغان يمارس سياسة العدوانية لتغطية على فشلهِ

ماكرون
AvaToday caption
قال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه، إنّ "تصريحات الرئيس أردوغان غير مقبولة. تصعيد اللهجة والبذاءة لا يمثلان نهجاً للتعامل. نطلب من أردوغان أن يغيّر مسار سياسته لأنّها خطيرة على كل الصعد. لن ندخل في سجالات عقيمة ولا نقبل الشتائم"
posted onOctober 25, 2020
noدیدگاه

يعمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تصعيد موجة التجييش العنصرية ضدّ فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون، وذلك في سياق تحريفه الأنظار عن المشكلات والأزمات التي تعاني منها تركيا.

وكعادته في افتعال الأزمات السياسية واستغلالها، وجد أردوغان في إخراجه لتصريحات ماكرون من سياقها فرصة للتهجّم عليه بشكل شخصيّ بطريقة تبتعد عن الدبلوماسية، وتسير في رِكاب الاستفزازية والشعبوية.

يحرص الرئيس أردوغان على تقديم نفسه كزعيم للعالم الإسلامي، بنوع من المتاجرة بالشعارات، بحسب ما يقول معارضوه، وبأسلوب يبدو فيه محرّضاً على الكراهية، من أجل تمرير مصالحه والضغط على فرنسا، والغرب، لتلبية شروطه وعدم الوقوف في وجه أطماعه في المنطقة والمتوسط.

يطلق أردوغان التصريحات التي تتجاوز الحدود الدبلوماسية، مثيراً الحساسيّات، ومؤجّجاً المشاعر لدى المسلمين، بغية إظهار الرئيس الفرنسي كمعادٍ للإسلام والمسلمين، ومخرجاً الأمور من سياقها إلى الزاوية التي تخدم مصالحه السياسية والانتخابية.

ويتعاون في ذلك الإعلام العربيّ المموّل من قطر، والتي هي حليف رئيسي لأنقرة في المنطقة، وتحمل على عاتقها واجب تلميع سياساته التوسّعية، وتظهره المدافع عن مصالح الإسلام والمسلمين، وذلك في إطار التحالف الإخواني السياسيّ الذي يجمع الطرفين، وذلك بحسب ما يؤكّد محللون.

ونتيجة لذلك، أعلنت فرنسا السبت أنها استدعت سفيرها في أنقرة عقب تصريح للرئيس أردوغان شكك فيه بـ"الصحة العقلية" لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأمر الذي اعتبرته باريس "غير مقبول".

وتتواجه باريس وأنقرة في عدد من الملفات، بدءاً بالتوتر السائد في شرق المتوسط والنزاع في ليبيا وأيضاً في سوريا، وصولاً إلى الاشتباكات التي اندلعت أخيراً في ناغورني قرەباغ.

بيد أنّ أنقرة بدأت الآن تعرب عن غضبها تجاه حملة يقودها ماكرون لحماية قيم العلمانية في بلاده في مواجهة الإسلام المتطرف، في قضية اكتسبت زخماً إضافياً إثر قتل المدرّس صامويل باتي الشهر الحالي لعرضه رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد أمام تلامذته.

وقال أردوغان في خطاب متلفز ألقاه في مدينة قيصري (وسط)، "ما الذي يمكن للمرء قوله بشأن رئيس دولة يعامل الملايين من أتباع ديانات مختلفة بهذه الطريقة؟ قبل أي شيء: افحص صحتك العقلية".

وأضاف "ما هي مشكلة المسمى ماكرون مع الإسلام والمسلمين؟".

وأردف "يحتاج ماكرون فحصا عقليا"، متوقعاً في الوقت نفسه ألا يحقق الرئيس الفرنسي نتائج جيدة في الانتخابات الرئاسية عام 2022.

وندّد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأحد بتصريحات أردوغان ضد نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون معتبراً أنها "غير مقبولة" ودعا أنقرة إلى "وقف دوامة المواجهة الخطيرة".

وكتب بوريل في تغريدة "تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان ضد الرئيس إيمانويل ماكرون غير مقبولة. دعوة لتركيا إلى وقف دوامة المواجهة الخطيرة هذه".

وفي خطوة مفاجئة، أعلن مسؤول في الرئاسة الفرنسية أنّ باريس استدعت سفيرها لدى أنقرة للتشاور، موضحاً أنّه سيلتقي ماكرون للتباحث بشأن الوضع في أعقاب تصريحات أردوغان.

وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه، إنّ "تصريحات الرئيس أردوغان غير مقبولة. تصعيد اللهجة والبذاءة لا يمثلان نهجاً للتعامل. نطلب من أردوغان أن يغيّر مسار سياسته لأنّها خطيرة على كل الصعد. لن ندخل في سجالات عقيمة ولا نقبل الشتائم".

وأشار المسؤول في الإليزيه إلى "غياب رسائل التعزية والمساندة من الرئيس التركي عقب اغتيال (المدرّس) صامويل باتي" بِقَطع الرأس قبل أسبوع في اعتداء نفذه إسلامي قرب مدرسته في الضاحية الباريسية.

ووصف ماكرون الإسلام هذا الشهر بأنه ديانة تعيش "أزمة" حول العالم، مشيراً إلى أنّ الحكومة ستقدّم مشروع قانون في كانون الأول/ديسمبر لتشديد قانون صدر عام 1905 يفصل رسميا بين الكنيسة والدولة في فرنسا.

كما أعلن تشديد الرقابة على المدارس وتعزيز الرقابة على التمويل الخارجي للمساجد.

وتطوّر النقاش حول الإسلام في فرنسا في أعقاب قتل المدرّس باتي على يد شاب شيشاني يبلغ 18 عاماً كان على تواصل مع جهادي في سوريا وفق ما ذكر المحققون.

وتركيا بلد ذو غالبية مسلمة لكنه علماني، وعضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لكنه ليس جزءا من الاتحاد الأوروبي الذي بقي طلب انضمامه إليه معلقا لعقود على خلفية عدد من الملفات الخلافية.

وتوجه الرئيس التركي إلى نظيره الفرنسي قائلاً "لماذا تحاول الانشغال بأردوغان مرارا وتكرارا، الانشغال بي لن يكسبك شيئا"، وفق ما أوردت وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية.

ونقلت الوكالة عن الرئيس التركي قوله إن فرنسا "ستشهد انتخابات بعد نحو عام، وسنرى مصير ماكرون حينها، وأعتقد أن نهايته ليست بعيدة، لأنه لم ينفع فرنسا بشيء، فكيف له أن ينفع نفسه".

وبرزت أحدث الخلافات بين الزعيمين في ملف النزاع بإقليم ناغورني قرەباغ الذي تقطنه غالبية أرمنية وأعلن انفصاله عن أذربيجان إثر تفكك الاتحاد السوفياتي، ما قاد إلى حرب بداية التسعينات خلفت 30 ألف قتيل.

وتدعم تركيا أذربيجان في النزاع الذي أودى بحياة المئات منذ تجدده في نهاية أيلول/سبتمبر، لكنّها تنفي اتهامات ماكرون لها بإرسال مئات المقاتلين السوريين دعماً للقوات الاذربيجانية.

والسبت، اتهم أردوغان فرنسا التي ترأس مع روسيا والولايات المتحدة مجموعة مينسك، بأنها "تقف خلف الكوارث والاحتلال في أذربيجان".

وتوجه إلى باريس بالقول "أنتِ جزء من ثلاثي مينسك. ماذا فعلتِ حتى الآن؟ هل أنقذتِ الأراضي الأذربيجانية من الاحتلال؟ لا. فقط ترسلين الأسلحة إلى الأرمن". وأضاف "هل تظنين أنكِ ستستعيدين السلام بالأسلحة التي ترسلينها إلى الأرمن. لا يمكنكِ ذلك لأنكِ لستِ نزيهة".

غير أنّ الاليزيه أوضح مجدداً عبر المسؤول الذي تحدّث إلى فرانس برس، أنّ لدى أردوغان شهرين لتغيير الموقف بما يضع حداً لـ"المغامرات الخطيرة" في شرق المتوسط و"السلوك غير المسؤول" لأنقرة في ناغورني قرەباغ. وقال "يجب إقرار إجراءات في نهاية هذا العام".

والسبت تظاهر نحو مئتي شخص مساء أمام مقر إقامة سفير فرنسا في إسرائيل للتنديد بموقف الرئيس الفرنسي، الذي أحرقت صوره في غزة.

وتزايدت السبت الدعوات لمقاطعة البضائع الفرنسية في الشرق الأوسط، في إطار ردود فعل غاضبة على تصريحات ماكرون، ومنظمون للحملة هم من جماعة الأخوان المسلمين الممولة من قطر وتديره أنقرة بشكل مباشر، لكي يتم التغطية عن حملة المقاطعات الدولية لسلع التركية، الذي بدأت منذ أسبوع في كثير من بلدان عربية، مما خلق أزمة أقتصادية لتركيا.