بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

البهائية الملقبة بـ"أم الكتب الفارسية"

ليلي أيمن
AvaToday caption
كانت ليلي أيمن المرأة الأولى والوحيدة التي تم اختيارها كعضو في المجلس الأعلى للتعليم في إيران، ثم المجلس الإمبراطوري للتعليم، والذي كان أعلى مؤسسة في النظام التعليمي في البلاد
posted onApril 15, 2023
noبۆچوون

عُرِفَت ليلي أيمن باسم "أم الكتب المدرسية الفارسية" لكنها في النهاية كانت محظوظة بترك إيران وهي ما زالت على قيد الحياة بعد الثورة الإسلامية عام 1979.

ولدت أيمن (ني آهي)، وهي إيرانية بهائية ومؤسسة مجلس كتاب الأطفال الإيراني وباحثة في مجال أدب الأطفال، في طهران في 17 مايو/آيار من عام 1929. وكان والدها هو مجيد آهي، خريج كلية الحقوق والعلوم السياسية من جامعة موسكو الحكومية، وكان رجل دولة ووزيرًا في الحكومة في عهد الشاه بهلوي. كانت والدتها، رايسا دوفينسكايا، روسية الاصل، والتي درست البيانو وغناء الأوبرا في معهد موسكو الموسيقي قبل أن تنتقل إلى إيران للزواج من والد ليلي.

ولدت ليلي آهي في طهران ولكنها عاشت أيضًا لمدة من طفولتها في الفترة الواقعة بين عامي 1933 و 1935 في شيراز. كان ذلك بعد أن تم تعيين والدها حاكمًا للمدينة وكانت تذهب لروضة أطفال مهر عين. عندما عُين والدها وزيراً للطرق، عادت عائلتها إلى طهران وأكملت ليلي تعليمها الابتدائي في مدرسة عراج الابتدائية ثم التحقت بمدرسة أنوشيرفان دادغار الثانوية في طهران.

عندما كانت ليلي تبلغ من العمر 16 عامًا وذلك في عام 1942، تم تعيين والدها سفيراً لإيران لدى الاتحاد السوفيتي وانتقلت العائلة إلى موسكو. أنهت دراستها الثانوية في موسكو ودرست اللغة الروسية والفرنسية والأدب في جامعة موسكو بين عام 1945 و 1946. إلا أن والدها أصيب بالمرض، وبسبب القيود الناجمة عن الحرب العالمية الثانية، لم تكن المرافق الطبية والأدوية متوفرة في موسكو، لذلك اضطرت العائلة إلى العودة إلى طهران. سرعان ما توفي والد ليلي - في أواخر صيف عام 1946.

واصلت ليلي دراستها في كلية الآداب في جامعة طهران، حيث درست الفلسفة وعلم التربية.  ترجمت كتابًا من الفرنسية إلى الفارسية في العام 1949 بعنوان تعليم الأطفال صعبي المراس، تم نشر هذا الكتاب في عام 1949.  قامت بتدريس التاريخ والجغرافيا في مدرسة أنوشيرفان دادغار الثانوية للفتيات من عام 1948 وحتى عام 1950 وذلك اثناء فترة دراستها وحتى بعد حصولها على درجة البكالوريوس.

ليلي، والتي كان اسم عائلتها لا يزال آنذاك آهي، التقت بـِ عراج أيمن في الجامعة، وانتقل كلاهما لاحقًا إلى المملكة المتحدة لمواصلة دراستهما. تزوجا في لندن عام 1951. بدأت ليلي دراساتها العليا في معهد التعليم في جامعة لندن وأكملت تعليمها في جامعة إدنبرة في اسكتلندا. ولدت طفلتها الأولى رويا خلال تلك الفترة.

في عام 1954، عادت عائلة أيمن إلى إيران. قامت وزارة التربية بتعيين ليلي كمدير مشارك لمركز التوجيه المهني في إدارة التخطيط والبحث. في نفس العام، أسست أول مدرسة صيفية للأطفال. في العام التالي وذلك في عام 1955، انتقلت عائلة أيمن إلى لوس أنجلوس في الولايات المتحدة حتى يتمكن عراج، الذي حصل وقتها على منحة دراسية، من تحصيل درجة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا. ولدت طفلتهما الثانية، صبا، في لوس أنجلوس. وفي عام 1955، عادت ليلي وعائلتها إلى طهران. انضمت ليلي إلى الرابطة الدولية لتقييم التحصيل التربوي واللجنة الدولية لتقييم استيعاب القراءة، وفي ذات الوقت كانت تقوم بتدريس أدب الأطفال في كلية العلوم التربوية بجامعة طهران.

بعد حصولها على منحة من مؤسسة فورد في عام 1959، ذهبت ليلي إلى مدينة نيويورك وانضمت الى دورة تدريبية في أدب الأطفال وكتب الأطفال في كلية المعلمين بجامعة كولومبيا وأتمتها في عام 1960. أثناء وجودها في الولايات المتحدة، أصبحت أكثر دراية بالمؤسسات التعليمية الأمريكية وابتكرت فكرة أن إيران بحاجة إلى مؤسسة مستقلة لأدب الأطفال.

بعد عودتها إلى طهران في عام 1962، قامت ليلي وصديقتها المقربة توران مير هادي والعديد من الآخرين، بما في ذلك مها فريد أداميات، بتأسيس مجلس كتاب الأطفال في إيران. شغلت ليلي منصب سكرتير مجلس إدارة المجلس منذ تأسيسه حتى عام 1980. في الوقت نفسه، كانت أيضًا عضوًا في مجلس إدارة المجلس الدولي لكتب الشباب، وهي منظمة غير ربحية مقرها في سويسرا . كانت ليلي نائبة رئيس هذه المنظمة  لمدة عامين بين  1976 إلى 1978.

تشمل بعض الخدمات التي قدمتها ليلي أيمن على المستوى الدولي: تمثيل إيران في ندوة المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة (اليونسكو) لتقييم برامج تدريب المعلمين (مانيلا، الفلبين ، 1963)، وتمثيل إيران في ندوة اليونسكو الإقليمية حول أدب الأطفال (طهران، 1965)، قامت بتمثيل إيران في المؤتمر الدولي لعلم النفس (موسكو، 1966)، شغلت منصب المدير الفني في ندوة اليونسكو الإقليمية حول الأدب الشعبي (طهران، 1967)، ومثلت إيران في ندوة اليونسكو حول محو الأمية (بانكوك، تايلاند، 1977) )، وعضوية لجنة محو الأمية التابعة لليونسكو لمنطقة آسيا وجنوب المحيط الهادئ (بانكوك، تايلاند، 1983)، وتنظيم وإجراء حلقة دراسية تدريبية للمعلمين وأولياء الأمور في نيجيريا (1990)، وتنظيم وإجراء دورات تدريبية للآباء في جزر الكناري (1991) وتنظيم وإجراء الندوة الإقليمية حول برامج محو الأمية في إفريقيا (نيروبي، كينيا، 1992)، وتنظيم وتنفيذ برامج لتعليم الأخلاقيات (إيطاليا، 1993) وبرنامج لتعليم الأطفال عملية تعزيز السلام (سويسرا، 1992).

كانت ليلي أيمن المرأة الأولى والوحيدة التي تم اختيارها كعضو في المجلس الأعلى للتعليم في إيران، ثم المجلس الإمبراطوري للتعليم، والذي كان أعلى مؤسسة في النظام التعليمي في البلاد. خلال هذه الفترة في عام 1965، أنجبت طفلهم الثالث، راما.

في الخمسينيات من القرن الماضي، وفي أعقاب توجه دولي لتوسيع نوعية وكمية أدب الأطفال، بدأت حركة مماثلة في إيران بفضل الكتّاب وغيرهم من الناشطين في مجال التعليم. ربما تكون نقطة الانطلاق لهذه الحركة  في عام 1954 عندما بدأ التعاون بين ليلي أيمن وتوران مير هادي ومجلة سبيده فاردا، وهي مطبوعة أولت اهتمامًا خاصًا بأدب الأطفال. بلغ هذا التعاون ذروته عند تنظيم معرض كتاب الأطفال الأول في عام 1956. لاقى هذا المعرض ترحيبا واسعا مما أدى إلى تنظيم معارض أخرى في عامي 1958 و 1960.

إلى جانب اللغة الفارسية، كانت ليلي أيمن تتقن اللغة الفرنسية والإنجليزية والروسية. قامت بتحرير وكتابة الكتب المدرسية وكانت مستشارة في قسم الأطفال في معهد ترجمة ونشر الكتب. ألفت 39 كتابًا دراسيًا. كما كتبت العديد من المقالات حول أدب الأطفال وتعليمهم.

قلبت الثورة الإسلامية عام 1979 حياة العديد من الإيرانيين رأساً على عقب، ولم تكن عائلة أيمن استثناءً - خاصةً وأنهم بهائيون.

تم إغلاق المدارس في إيران لبعض الوقت، فقامت ليلي وعراج بارسال ابنهما راما للعيش مع أخته صبا في الولايات المتحدة حتى لا ينقطع تعليمه. ثم تم اعتقال عراج أثناء حديثه إلى مجموعة من الشباب. تم تهديده بالإعدام لكن أطلق سراحه في النهاية. في غضون ذلك، تمت دعوة عراج  إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماع الرابطة الدولية للتقييم التربوي. قرر طلب تصريح خروج حتى يتمكن هو وليلي من الذهاب في رحلة قصيرة إلى الولايات المتحدة وزيارة أطفالهما.

أصدرت الحكومة الإسلامية الجديدة تصريح خروج لعراج ولم تصدر تصريح ليلي. استغرقت ليلي ثلاثة أشهر للحصول على تصريح خروج خاص بها للانضمام إلى عراج  في أمريكا. بعد وصولها إلى الولايات المتحدة، أخبرهم أصدقاؤهم في إيران أنه قد تم الحُكم عليهما بالإعدام غيابياً، وبالتالي يجب أن ينسوا فكرة العودة إلى بلدهم في الوقت الحالي. كما تمت مصادرة أصولهم وممتلكاتهم في إيران. لكن حتى في المنفى، لم تنسى ليلي أيمن تعليم الأطفال الإيرانيين، الذي انتشر الكثير منهم الآن في جميع أنحاء العالم بعد الثورة. كتبت ثلاثة كتب، بما في ذلك مجموعة من التهويدات الفارسية وأغاني الأطفال والألعاب، ليستخدمها الآباء الإيرانيون الشباب الذين أجبروا على مغادرة بلادهم. كما قامت بتدريس اللغة الفارسية لبعض السنوات في جامعة شيكاغو وواصلت تعاونها مع اليونسكو والمنظمات الخيرية الدولية.

توفت ليلى أيمن (أهي) عن عمر يناهز 89 عامًا في 7 سبتمبر/أيلول 2018.