بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

العلاج بالعطر في مصر القديمة

صور فرعونية لتصنيع العطور
AvaToday caption
اكتشفت المرأة المصرية القديمة أن لبعض الزيوت والدهون خصائص في امتصاص الروائح والاحتفاظ بها
posted onNovember 18, 2018
noبۆچوون

ارتبطت المرأة دائما بالعطور الفاتنة، لذا نشاهد إعلانات كثيرة تظهر فيها النساء الجميلات وهن يقدمن عطرهن الجديد، الذي يجعل الكثير من المشاهدين يفكرون في شراء هذا العطر الذي ترك أثره في مشاعرهم وأبصارهم، ولذلك عندما يهدي الرجل هدية للمرأة فهو يختار لها العطر المفضل لديها، حتى يعبر لها عن حبه وسعادته.

ولا يزال التراث الفرعوني يلهم الكثير من دور الأزياء العالمية، وشركات التجميل، والعطور، حيث استلهم صناع العطور أسرار زهرة اللوتس التي تندمج في تركيب عدة أنواع من العطور الحديثة والشهيرة.

صور فرعونية

يقول د. يحيى شوقي رئيس جمعية أمحتب العلمية المصرية: إن أول من استخدم العلاج بالروائح والعطور هم قدماء المصريين، كانوا يحبون الزهور وخاصةً زهرة اللوتس، وكانت العطور تستخلص بنقع الزهور في الزيوت الطبيعية. واشتهر عندهم بخور الخيفي الذي كان له تأثير مهدئ. والصموغ العطرية مثل المر، والتناوشق، والمعية السائلة في المراهم ومستحضرات التجميل. وبخور الخيفي الذي تبعث محتوياته العطرية على النوم وتذهب القلق، وتعطي أحلاماً سعيدة، وهو مصنوع من مواد تسعد الإنسان في الليل!

ويضيف: والعلاج بالعطور لا يحتاج إلى عدد كبير منها بل يكفي مزج من نوعين إلى خمسة أنواع فقط بما يوافق احتياجات المريض، ولا يبحث عما يعجبه برائحته الزكية، وهناك زيوت عطرية ذات مفعول قاتل للجراثيم ولا تضر الإنسان أو تؤثر على أنسجته الحية وعلى سبيل المثال، فإن زيوت قشيشة الليمون أشد فاعلية من البنسلين ومشتقاته في القضاء على البكتيريا العنقودية.

ويؤكد د رضوان عبدالعزيز الخبير الأثري، أن الاهتمام بالعطور يرجع إلى زمن الفراعنة حيث كان استخدامها من أجل حواء التي حظيت في مصر القديمة بتقدير خاص من المجتمع وتكريم لا حدود له من زوجها وأسرتها ظهر عليها في شكل حسي مرهف وذوق فني رفيع بدا واضحاً عليها في اهتمامها بأناقتها ورشاقتها.

وقد عكف الكثير من الباحثين لفكرة إحياء علوم الحكمة المصرية القديمة وكشف أسرارها، بابتكار كل ما هو جديد من روائح عطرية تصنعها حواء لتكمل بها أناقتها، وتشعر من خلاله بسحرها الخاص، وقد صنعت المرأة المصرية العطور في مصر القديمة من الزهور والأعشاب والنباتات زكية الرائحة، وفي مقدمة الزهور التي استخدموها في صناعة العطور: زهور اللوتس والياسمين والورد والسوسن والتمر حنة والبادونيك. كما دخلت الكثير من زهور ثمار الفاكهة في صناعة العطور وهي الصناعة التي انتقلت من مصر إلى جميع الحضارات القديمة، ولا تزال تحتل مكانها في صناعة العطور في العصر الحديث وتستخدمها كبرى شركات العطور في باريس ولندن وروما.

المرأة الفرعونية

كما اكتشفت المرأة المصرية القديمة أن لبعض الزيوت والدهون خصائص في امتصاص الروائح والاحتفاظ بها؛ لذا فقد عم استخدامها على نطاق واسع ابتداءً من الدولة القديمة إلى أواخر العصور الفرعونية.

ويضيف: تذكر إحدى البرديات القديمة من العصر المتأخر اهتمام المرأة المصرية الفرعونية باكتشاف وابتكار أنواع جديدة ومتميزة من العطور حتى أنه يمكن تحديد الأسر المصرية بالكشف عن أنواع العطور التي ذاع انتشارها في عهدها؛ فقد كانت كثير من الملكات والأميرات الفرعونيات يحتفظن بعطر خاص بهن يحمل اسم صاحبته وتعد طريقة صناعته وإعداده من الأسرار التي يحتفظ بها. ومن أشهرها عطور كل من كليوباترا ونفرتيتي وحتشبسوت حيث كانت كل منهن تحتفظ بمصنع خاص في حديقة القصر لصناعة العطر الخاص بها.

ويقول د. محمد طلعت أستاذ التاريخ الفرعوني بجامعة طنطا: كان للمصريين القدماء وسائل كثيرة في صناعة الزيوت التي تستخدم في العطور، ومن أقدم وأشهر الزيوت التي استخدمها المصريون القدماء زيت "البلانوس" الذي يتميز بعدم تغير رائحته أو خصائصه لفترة طويلة من الزمان، كذلك بعض أنواع الزيوت النباتية كزيت عباد الشمس. أما أشهر الزيوت الحيوانية التي لعبت دوراً كبيراً في صناعة العطور من أقدم العصور هي التي استخرجت من دهن النعام، وعسل النحل الملكي الذي اشتهرت به حتشبسوت، ثم شاع في عصر البطالسة عندما اهتمت كليوباترا باستعماله سواء في عطرها المفضل، أم بإضافته إلى مختلف مركبات التجميل التي تغذي البشرة وتحافظ على حيويتها وجمالها وعن طريق كليوباترا اهتمت نساء روما باستعمال عسل النحل وغذاء الملكات في إعادة الحيوية لبشرتهن، وتعلم فنون تجميل أجسادهن.

ويضيف د. طلعت: وقد ابتكرت المصرية القديمة العطور الجامدة بجانب العطور السائلة، ومن أشهر أنواع العطور الجامدة التي ابتكرتها حواء المصرية وميزتها عن نساء جميع الحضارات القديمة أقراص العطور التي كانت تضعها المرأة فوق رأسها في السهرات والحفلات. ومن أشهرها أقماع العطر التي أطلقوا عليها "تاج العطر" لتعطر جمالها وتفوح على الجو المحيط بها، كما اشتهرت في الأعياد بصفة خاصة باستعمال ما أطلقوا عليه اسم "العطور الحية" وهي القلائد والعقود التي تزين به صدرها وذراعيها من الفل والياسمين.

وقد عثر على نقش في أحد قبور طيبة يمثل صناعة هذه الأنواع من العطور الجامدة، وهو لأربعة رجال يقومون بجرش أنواع مختلفة من النباتات العطرية ورجل خامس يمزجها بدهن منصهر ويصبها في إناء به حجر التلك المطحون لدرجة النعومة ورجل سادس يشكل المعجون على شكل أقراص أو كرات أو مختلف الأشكال الحيوانية أو النباتية أو الإنسانية، ويتركها تجف تحت أشعة الشمس.