أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن العقوبات الساحقة الجديدة التى فرضها الرئيس الأميركى دونالد ترامب على التجارة مع إيران خلال العام الماضي، ما أدى إلى تصعيد التوترات بين البلدين إلى ذروتها في الأيام الأخيرة، خلفت أضرارا هائلة في صفوف حزب الله اللبناني.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في حزب الله، أن العقوبات تسببت في تقليص قدرة طهران على تمويل حلفائها مثل حزب الله، أبرز المليشيات المدعومة من طهران وأكثرها تمويلا، والذى شهد هبوطا حادا في عوائده ما أجبره على إجراء تخفيضات ساحقة في نفقاته.
ولفتت الصحيفة إلى أن المليشيا اللبنانية ازدهرت لعقود بالتمويل السخي من إيران، حيث أنفقت ببذخ على مصالح مقاتليها والخدمات الاجتماعية لأعضائها وتكديس ترسانة أسلحة هائلة ساعدتها في التحول إلى قوة إقليمية ملحوظة بقوات في العراق وسوريا، حيث لعب التنظيم دورا محوريا فى القتال لصالح الرئيس السوري بشار الأسد.
وأشارت الصحيفة - نقلا عن موظف في أحد الوحدات الإدارية بحزب الله، لم تذكر أسمه - إلى أن عقوبات إيران دفعت حزب الله إلى تسريح مقاتلين عبر إعطائهم إجازات أو وضعهم على قوات الاحتياط، حيث يتلقون أجورا أقل أو دون أجور على الإطلاق، إضافة إلى سحب العديد منهم من سوريا.
وأضافت الصحيفة - نقلا عن مصدر آخر فى حزب الله - أنه تم إلغاء برامج تلفزيونية على قناة "المنار" التابعة لحزب الله وتسريح العاملين بها، بجانب تخفيض الإنفاق على عدد من برامج الإنفاق الوافرة التى عززت دعم التنظيم فى لبنان لزمن طويل، وبينها برنامج إمداد بأدوية مجانية وسلع يومية إلى المقاتلين والموظفين وعائلاتهم.
ولفتت الصحيفة أن عقوبات ترامب ضد إيران بعد إعلانه الانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى تعد أقسى بكثير من العقوبات التى كانت مفروضة عليها قبل توقيع الاتفاق مع الرئيس الأميركى السابق باراك أوباما، كما أن لها تأثير أعمق على الاقتصاد الإيرانى.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولى إدارة ترامب يدّعون أن العقوبات قلصت عوائد إيران بقيمة 10 مليارات دولار منذ نوفمبر الماضي؛ مما أثّر - بشكل واسع - على إنفاق الحكومة الإيرانية وألحق أضرارا كبيرة بحياة العديد من الإيرانيين الفقراء.
وذكرت الصحيفة أن الإجراءات التقشفية - التى تبناها حزب الله - تقدم دليلا واحدا على حجم تأثير العقوبات الأميركية ليس فقط على الاقتصاد الإيرانى لكن على قدرة دعمها لمليشياتها فى الشرق الأوسط.