قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي اليوم الأربعاء إن منع إيران بعض مفتشي الوكالة الأكثر خبرة من المشاركة مع الفريق المسموح له بالعمل هناك يمثل "ضربة خطرة للغاية" لعمل الوكالة.
وأبلغت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبتمبر (أيلول) الماضي بأنها اتخذت الخطوة المعروفة باسم "سحب الاعتماد".
وقالت الوكالة في ذلك الوقت إنه في حين أن إيران يجوز لها القيام بذلك فإن الطريقة التي تمت بها الخطوة كانت غير مسبوقة وتلحق الضرر بعملها.
وقال غروسي خلال مؤتمر صحافي عندما سئل عن مدى تأثير هذه الخطوة في قدرة الوكالة على إجراء عمليات تفتيش مهمة في إيران، "إنها ضربة خطرة للغاية لقدرتنا على القيام بذلك"، حاثاً طهران على إعادة النظر فيها.
ويشكل تخصيب اليورانيوم قلب البرنامج النووي الإيراني، وتتم من خلاله تنقية اليورانيوم إلى مستويات تصل إلى 60 في المئة، وهي نسبة قريبة من 90 في المئة المطلوبة لصنع الأسلحة.
وتنفي إيران سعيها إلى الحصول على أسلحة نووية، لكن لم تقم أية دولة أخرى بالتخصيب إلى هذا المستوى من دون إنتاجها.
ولم تذكر وكالة الطاقة الذرية عدد المفتشين الذين سُحب اعتمادهم، لكن دبلوماسيين يقدرون العدد ببضعة مفتشين، وقال مسؤولون إنه على رغم أن هذا العدد يمثل جزءاً صغيراً من المفتشين الذين يزيد عددهم على 100 في إيران، إلا أنهم من بين كبار خبراء الوكالة في مجال تخصيب اليورانيوم.
وقدر دبلوماسي عدد المفتشين الممنوعين بثمانية جميعهم فرنسيون وألمان، وقال إن هذا لم يترك سوى خبير تخصيب واحد فقط في الفريق المكلف بإيران.
وقدر أحد كبار الدبلوماسيين عدد خبراء التخصيب الآخرين المتاحين الذين يتمتعون بالمعرفة المطلوبة بأقل من خمسة على الأرجح.
وأوضح الدبلوماسي الكبير في إشارة إلى المفتشين الذين سحب اعتمادهم أنه "لا يوجد كثير من البلدان التي لديها مثل هذه الخبرة، وعادة ما تكون البلدان التي توجد فيها هذه الخبرة مترددة للغاية في السماح لها بالمشاركة في عمليات دولية، وقد كانوا أيضاً مفتشين على دراية بالمرافق وظلوا هناك لأعوام".
وقد تجلت أهمية هذه الخبرة في يناير (كانون الثاني) الماضي عندما لاحظ أحد المفتشين تغييراً طفيفاً ولكنه جوهري في سلسلة أو مجموعة من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم والتي لم تبلغ إيران وكالة الطاقة الذرية بها، وتسبب هذا التغيير في زيادة مستوى التخصيب إلى 83.7 في المئة وهو رقم قياسي.
وقال عدد من الدبلوماسيين إن المفتش الذي اكتشف هذا التغيير، وهو خبير روسي في مجال التخصيب، سُحب اعتماده في وقت لاحق من العام قبل فترة وجيزة من الآخرين.