رفتن به محتوای اصلی

مسؤول سعودي يؤكد "إيران غير جديرة بالثقة"

الأمير عبد الله بن خالد بن سلطان
AvaToday caption
التوتر بين السعودية وإيران زاد ضراوة بعد اتهام الرياض النظام في طهران بتزويد جماعة الحوثي في اليمن بالصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة التي استهدفت مواقع مدنية واقتصادية في السعودية، التي بادرت بوقف إطلاق النار من جانب واحد منذ العام الماضي
posted onMarch 13, 2021
noدیدگاه

أنذرت السعودية المجتمع الدولي بأنها جربت جارتها إيران مرات عدة، وتوصلت إلى أنها "غير جديرة بالثقة"، في وقت تبتز فيه وكالة الطاقة الذرية ويرفض وكلاؤها في اليمن مبادرة المبعوث الأميركي بإيقاف الحرب في البلد المنكوب.

وجدد مندوب الرياض لدى وكالة الطاقة الذرية الأمير عبد الله بن خالد بن سلطان شكوك بلاده تلك لدى حديثه إلى شبكة "سي أن أن" الإخبارية، مساء أمس الجمعة 12 مارس (آذار)، واعتبر أن سلوك طهران، أخيراً، مع مفتشي الوكالة، إلى جانب توظيفها الاتفاق النووي معها بعد 2015 في زعزعة الاستقرار في المنطقة ودعم الميليشيات، كلها مؤشرات تدل على أن مزاعم طهران بأنها لا تريد امتلاك القنبلة النووية لا يمكن أخذها على محمل الجد.

وقال الأمير عبد الله، وهو أيضاً سفير بلاده في النمسا "نريد شيئاً يمنع إيران من الاستمرار في برنامجها الباليستي، ويمنعها أيضاً من تمويل ميليشياتها العسكرية، ووقف أنشطتها في المنطقة. لقد رأينا مسؤولين إيرانيين رفيعين يقولون، إنهم لن يلتزموا بالاتفاقية النووية، وإنهم سيزيدون تخصيب اليورانيوم وأجهزة الطرد المركزي".

وتنفي إيران التهم بسعيها إلى امتلاك السلاح النووي، وتجادل بأنها كانت تفي بالتزاماتها المقررة في الاتفاق مع مجموعة "5+1" حتى انسحبت أميركا منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، وبذلك أصبحت في حل من التزاماتها على هذا الصعيد، وذلك وفقاً لروايتها التي يرفضها المجتمع الدولي ويدعوها إلى الاستجابة للدعوة الأميركية للدخول في حوارٍ مباشر قبل العودة لاتفاق، قال بايدن، إنه من الضروري أن يتضمن بنوداً جديدة وتشترك فيها "بشكل أو آخر"، دول أخرى في الإقليم، مثل السعودية، كما دعت إلى ذلك فرنسا بصراحة.

لكن بدلاً من ذلك يؤكد الأمير السعودي في حواره مع "سي أن أن"، أن ما تفعله طهران هو "تخصيب اليورانيوم، وتركيب أجهزة الطرد المركزي المتطورة، وكل الأشياء التي لا تتوافق مع خطة العمل المشتركة الشاملة، مما يظهر لنا أن هناك محاولة جادة للحصول على سلاح نووي، وهذا شيء خطير".

في غضون ذلك يعلق الحوثيون إيقاف الحرب في اليمن بإنهاء الحصار الذي تفرضه عليهم قوات التحالف العربي بقيادة السعودية منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء بالقوة وطرد الحكومة الشرعية منها، لكن الأخيرة بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي تعتبر أن ميليشيات الحوثي ليست سوى "أداة إيرانية في التصعيد، وربما أيضاً في إنهاء الحرب، حين ترى طهران أن ذلك يندرج تحت مصالحها الإقليمية أو التفاوضية".

وعلق المسؤول السعودي على الخطوات الأميركية الأخيرة، بتعليق دعم السعودية في حربها على الحوثي في اليمن، وتقرير المخابرات الأميركية بشأن علاقة ولي العهد السعودي بمقتل الصحافي جمال خاشقجي.

إذ رفض ربط ذلك بزيارة وزير الخارجية الروسي الأخيرة إلى الرياض، واعتبارها تقارباً مع موسكو على حساب واشنطن.

إلا أن الملفات المشتركة بين الرياض وطهران وواشنطن تتداخل بشكل واضح في اليمن، وتأثر على سير العلاقة بينهم بالضرورة.

وكان التوتر بين السعودية وإيران زاد ضراوة بعد اتهام الرياض النظام في طهران بتزويد جماعة الحوثي في اليمن بالصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة التي استهدفت مواقع مدنية واقتصادية في السعودية، التي بادرت بوقف إطلاق النار من جانب واحد منذ العام الماضي. لكن الحوثيين المناهضين للحكومة الشرعية في عدن جنوب اليمن التي تدعمها الرياض زادوا من وتيرة هجماتهم.

واعتبر محللون سعوديون أمثال الدكتور خالد الدخيل أن فتح الجماعة جبهات جديدة في مأرب وتكثيف ضرب السعودية مع مجيء إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إنما هو محاولة إيرانية لمساومة الأميركيين بالحرب في اليمن، التي يبدي الرئيس الأميركي حماسة شديدة لإنهائها، وسط ترحيب من السعودية ورفض حوثي معلن، إثر اتصال المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ بقيادتهم في صنعاء.

ورجح الدخيل أن "تعيين بايدن مبعوثاً خاصاً لليمن، ووقف التعاون مع السعودية في حربها ضد الحوثيين، ووقف إمدادها بأسلحة هجومية له ثلاثة أهداف، هي "فرض خيارات واشنطن في الملف اليمني، وتقييد حرية الرياض في هذا الملف، واستخدام اليمن ورقة تفاوضية مع إيران، كما فعل (الرئيس الأميركي الأسبق) باراك أوباما في الملف السوري".

وشدد المسؤول السعودي من فيينا على أن الرياض كانت رحبت في بداية الأمر بالاتفاق النووي بين أميركا وإيران بحذر إلا أن سلوك طهران بعد ذلك خصوصاً في اليمن وعدد من الدول العربية كشف عن استغلال النظام الإيراني الموارد المالية التي تمكن منها بموجب الاتفاق في نشر الفوضى والدمار في المنطقة بدلاً من استثمارها في تلبية احتياجات الشعب الإيراني الملحة.

ولذلك يعتقد أن المجتمع الدولي ككل مدعو للقيام بمسؤولياته، نحو ما يراه خداعاً إيرانياً "في حال قرر أن يأخذه على محمل الجد، أما نحن في المنطقة فبالطبع معنيون بالمخاطر أكثر، لكن إيران أثبتت للعالم بأنها غير جديرة بالثقة، فعندما نعود إلى بداية الاتفاق النووي ورفع العقوبات، نتذكر أننا رأينا الأموال تذهب إلى إثارة الاضطرابات في المنطقة، وليس إلى رخاء الشعب الإيراني وتطوير البلاد، هذه الأمور مقلقة وتمهد لامتلاك سلاح نووي".