أشّر تراشق بين دبلوماسي تركي وزعيم ميليشيا شيعية عراقية، على دخول صراع النفوذ في العراق في مرحلة جديدة تكون فيها تركيا لاعبا رئيسيا إلى جانب اللاعبيْن التقليدييْن، إيران والولايات المتّحدة الأميركية.
وقال قيس الخزعلي زعيم ميليشيا عصائب أهل الحقّ التي تصنّف ضمن أقوى الأذرع الإيرانية في العراق “إنّ التهديد العسكري التركي المقبل سيكون أشد وأكبر وأخطر من التهديد العسكري الأميركي”.
وأضاف في مقابلة تلفزيونية بثتّها قنوات عراقية “خلال المرحلة القادمة ستبرز النبرة الأردوغانية العثمانية المطالبة بحق تركيا في شمال العراق”.
وأغضبت تصريحات الخزعلي أنقرة التي ردّت على لسان سفيرها لدى العراق بالقول “أتوجه إلى العقلية التي تزعم بأن لتركيا أطماعا في الأراضي العراقية: لا تبذلوا جهدا لا يجدي نفعا من خلال المزاعم التي لا أصل لها والتي خلقتموها في عالم أوهامكم، من أجل لفت الانتباه نحو تركيا من أولئك الذين يشكلون تهديدا حقيقيا على سيادة ووحدة أراضي العراق”.
ورفعت تركيا خلال الأشهر الماضية من وتيرة تدخّلها العسكري في الأراضي العراقية لملاحقة عناصر حزب العمال الكوردستاني الذي يخوض حرب عصابات ضدّ القوات التركية منذ قرابة الأربعين سنة، ومدّت عملياتها نحو مناطق عراقية لم تكن تبلغها في السابق.
ويرى مراقبون أن ملاحقة الحزب الذي تصنّفه تركيا إرهابيا، ليست سوى غطاء تتخذه تركيا لتركيز موطئ قدم لها في العراق، وذلك في نطاق سياسة التدخّل خارج الحدود التي تنتهجها حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أظهر طموحات توسعية واضحة جسّدها في كل من ليبيا وسوريا ويحاول استكمالها في العراق تأسيسا على الماضي العثماني هناك الذي يشرّع لمطامع تركية في مناطق عراقية مثل الموصل وكركوك الغنية بالنفط.
ويتوقّع المراقبون أن تصبح تركيا في أمد منظور لاعبا أساسيا في صراع النفوذ في العراق إلى جانب إيران والولايات المتّحدة، مستندين إلى أنّ أنقرة تخوض إلى جانب تدخّلها العسكري في العراق، حراكا سياسيا موازيا يهدف إلى تأسيس أذرع هناك على شاكلة الأذرع السياسية الإيرانية التي تشكلّها الأحزاب الشيعية وقياداتها البارزة إلى جانب الميليشيات المسلّحة.
ولم تنفكّ تركيا خلال السنوات الأخيرة عن استمالة قيادات سياسية سنية وأخرى تركمانية، إضافة إلى تأسيسها علاقات جيدة مع قيادات كوردية حاكمة لإقليم كردستان العراق.