بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

الصدر وعد طهران بإنهاء المظاهرات العراقية

الشارع العراقي متمسك بمطالبه
AvaToday caption
الصدر يفي بتعهداته لطرف ما، هو على الأغلب إيران، بأن التظاهرات ستنتهي في العراق حال تكليف علاوي، وهو ما أثبت أنه مجرد توقع سياسي لا أساس له من الصحة، إذ أن حركة الرفض كانت أكبر من المتوقع
posted onFebruary 4, 2020
noبۆچوون

قال أعضاء في البرلمان العراقي إن رئيس الحكومة المكلف محمد توفيق علاوي ربما لن يواجه عقبات كبيرة في تأليف وزارته المنتظرة، بالنظر إلى التوافق الجمعي المسكوت عنه على اختياره، بينما واصل أنصار رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر مطاردة المحتجين الرافضين للاتفاق السياسي الأخير في بغداد وبقية المحافظات، في محاولة لتفكيك مخيمات الاعتصام وقمع المتظاهرين الرافضين لتكليف علاوي.

وحتى الساعة يحيط الغموض بموقف المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني من تكليف علاوي، لكن مراقبين يقولون إن قرارا من هذا النوع لا يمكن أن يتخذ من دون مشاورة المرجعية، فيما يتوقع آخرون أن تنأى المؤسسة الدينية بنفسها عن الصلة بالتطورات السياسية، التي ربما تقود إلى تفجير الشارع في لحظة ما.

ووفقا لتقديرات مراقبين، فإن طرفين على الأقل ربما يحافظان على تمثيلهما كما هو في حكومة علاوي، نظرا إلى استقرار الأوضاع السياسية المحيطة بكل منهما، وهما رئيس البرلمان محمد الحلبوسي “سني” وزعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود البارزاني “كوردي”.

وسيكون لهذين الفصيلين المهمين في التركيبة الطائفية للمشهد السياسي العراقي، دور حاسم في نيل حكومة علاوي ثقة البرلمان، إذ يمكن للكابينة الجديدة أن تحوز بفضل دعمها من الحلبوسي والبارزاني صفة “التوافقية”، كما جرت في الحكومات السابقة.

وكشف مصدر سياسي أن “البارزاني ربما يحتفظ بأحد وزرائه ضمن حكومة عادل عبدالمهدي المستقيلة في تشكيلة علاوي الجديدة”.

وبدأ علاوي فعلا الاتصال بالأطراف السنية والكوردية، على أن يترك للأطراف الشيعية فرصة خوض مفاوضات داخلية قبل الاجتماع مع رئيس الحكومة للاتفاق على مطالبها.

وذكرت مصادر سياسية عراقية أن بعض الأطراف الشيعية قد تكون بعيدة عن حكومة علاوي الجديدة، بينها ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، نظرا إلى العلاقة المتوترة بين الطرفين، ومحاولة الأخير إعاقة حصول الأول على قرار التكليف بتشكيل الحكومة الجديدة.

ويخشى مقتدى الصدر أن يؤدي استمرار التظاهرات الشعبية الرافضة لتكليف علاوي إلى التأثير على مفاوضات تقاسم الحصص في الحكومة الجديدة، أو تدفع التظاهرات أطرافا ما إلى مواقف تضامنية مع الشارع، تربك حسابات أطراف أخرى.

ويقول مراقبون إن “الصدر متورط في توفير دعم سياسي منفرد لعلاوي، الذي يمكن أن تستفيد جميع الأطراف السياسية من تكليفه، لكنها لا تجد ضرورة في مواجهة الشارع من خلال تبنيه”.

ويبدو أن الصدر يفي بتعهداته لطرف ما، هو على الأغلب إيران، بأن التظاهرات ستنتهي في العراق حال تكليف علاوي، وهو ما أثبت أنه مجرد توقع سياسي لا أساس له من الصحة، إذ أن حركة الرفض كانت أكبر من المتوقع.

ومنذ يومين، يخوض أنصار الصدر المدججون بالرشاشات والمسدسات والهراوات، مرتدين قبعات زرقاء تنفيذا لمقترح زعيمهم في وقت سابق، مناوشات واشتباكات مع المتظاهرين في بغداد وعدد من المحافظات، بينها الناصرية والنجف وبابل والبصرة، بهدف إخلاء الشوارع من المحتجين.

وحاول أنصار الصدر افتتاح جسور وطرق وساحات مغلقة بقوة السلاح في بغداد، بعدما أمروا قيادة العمليات الرسمية بالتنحي بعيدا عن ساحة التحرير، لكنهم واجهوا مقاومة صلبة من المحتجين.

وأصيب 21 متظاهرا، الاثنين، في مواجهات عنيفة مع أنصار الصدر في محافظتي بابل والنجف.

وقال مصدر طبي في دائرة صحة بابل (وسط) الحكومية، إن 19 من المحتجين المدنيين أصيبوا بجروح، خمسة منهم بالرصاص الحي، والبقية بآلات حادة (أسلحة بيضاء) والضرب المبرح بالهراوات في مدينة الحلة مركز المحافظة.

وفي الناصرية، قال شهود عيان إن “مجموعات شبابية من المحتجين اشتبكت بالأيدي مع أنصار الصدر من أصحاب القبعات الزرقاء، قبل أن تجبرهم على التراجع عن مخطط لإحراق مخيم المعتصمين في ساحة الحبوبي وسط المدينة”.

وبرغم انقسام المتظاهرين في الناصرية بشأن أحقية علاوي بفرصة بعد تكليفه، ورغبة بعضهم في الانسحاب من الحبوبي، إلا أن أعداد المتظاهرين كانت كبيرة في الساحة يومي الأحد والاثنين.

وقال الناشط البارز في الاحتجاجات علاء الركابي إن هذا “وقت حرج” بالنسبة إلى الحركة في الناصرية. ويصر الركابي، وهو صيدلي متدرب، على أن رئيس الوزراء المكلف “علاوي ليس خيار الشعب”.

وفي النجف، حيث مرقد الإمام علي بن أبي طالب، ومقر المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، أفاد شهود عيان بأن “أصحاب القبعات الزرقاء أطلقوا الرصاص الحي بكثافة ضد المحتجين وسط المحافظة، مما تسبب بحالة هلع في الشارع”، مشيرين إلى أن “أصحاب القبعات الزرقاء أبعدوا المتظاهرين بالقوة من أماكن احتجاجاتهم، وأعادوا فتح الطرق”.

وفي مدينة البصرة الغنية بالنفط، نقل طلاب الجامعة خيامهم الليلة الماضية للابتعاد عن أولئك الذين يشغلهم أنصار الصدر، بحسب مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

ونادى أحد منظمي التظاهرة عبر مكبرات الصوت قائلا “إذا جاء الصدريون إلى ساحة الاحتجاج، لا تحتكوا بهم ولا تثيروا المشاكل”.

وبدأت مخيمات الاحتجاج في بغداد وجنوب العراق الانقسام إلى مجموعات منفصلة، وفقا لناشطين ومراسلي وكالات الأنباء العالمية. ويبدو أن هذه الانقسامات مصدر قلق لرئيس الوزراء المكلف، الذي طالب المتظاهرين بسحب فتيل النزاع.