يقدم المخرج الحاصل على الأوسكار سام مينديز ملحمة سينمائية مثيرة من ذروة الحرب العالمية الأولى تصور مهمة بطولية عظيمة تحت النار، من خلال فيلم "1917" الذي سيخرج إلى الشاشات العربية في التاسع من يناير/كانون الثاني المقبل.
الفيلم الجديد من بطولة النجم البريطاني الحائز على الأوسكار كولن فيرث الذي يؤدي شخصية قائد عسكري يكلف مع جنرال آخر يجسد دوره النجم بينديكت كومبرباتش، شابين بمهمة مستحيلة لإنقاذ حياة الآلاف.
تجري الأحداث في شمال فرنسا حيث يتم إعطاء جنديين بريطانيين رسالة تحذير من كمين خلال واحدة من المناوشات بعد فترة وجيزة من التراجع الألماني إلى خط هيندنبيرغ خلال عملية البيرش، فيتسابق المجندان (جورج ماكاي وتشارلز تشابمان) مع الزمن، لعبور أراضي العدو لإيصال التحذير والحفاظ على كتيبة بريطانية من 1600 رجل، بما في ذلك شقيق واحد من الشابين، ومن أجل تجنب الوقوع في مصيدة يعدها لهم العدو دون معرفتهم، يجب على الجنديين بذل قصارى جهدهما لإنجاز مهمتهما من خلال البقاء على قيد الحياة وإنقاذ الأرواح.
تروي أحداث "1917" عملية القبض على الجنديين البريطانيين خلال غفوة لهما في أحد الحقول، وعلى مدار ساعتين متتاليتين تطارد كاميرا مينديز الشابين في ما يبدو وكأنه لقطة واحدة متواصلة.
أوامر الجنرال إرينمور (كولن فيرث) واضحة تماما فعليهم أن يشقوا طريقهم في التضاريس المفخخة بالجثث في فرنسا لتسليم رسالة إلى العقيد ماكنزي (بنديكت كومبرباتش) قائد الكتيبة الثانية، ثم يتبين أنه فخ يمكن أن يؤدي إلى ذبح مئات الجنود البريطانيين بما في ذلك شقيق بليك (ريتشارد مادن) ومع توقف الاتصالات، فإن الأمل الوحيد يقع على عاتق الجنديين.
وينفذ الجنديان المهمة الصعبة متسللين إلى عمق جيش العدو، بدافع القيام بالواجب وأيضا بدافع إنقاذ الأخ المتواجد في الوحدة البريطانية المهددة والتي انقطعت عنها الاتصالات، ويجب على أحد الجنديين الوصول إليه في الوقت المناسب وإلا سيموت.
فيلم الحرب الأميركي البريطاني يعتمد جزئيا على رواية قيلت لمينديز من قبل جده الأب الفريد مينديز والذي قال إنه عمل على كتابتها لمدة عام لتصبح أخيرا حقيقة.
يذكر أن الممثل كولن فيرث يعشق أفلام الحرب، فمن المقرر أيضا أن يؤدي دور البطولة في فيلم جديد عن الحرب العالمية الثانية، يحمل عنوان "أوبيريشن منسميت" وهو مقتبس من كتاب لبن ماكنتر يحمل العنوان نفسه وفق ما ذكرت مجلة "فاراييتي".
وتدور أحداثه في العام 1943 فيما يخطط الحلفاء لهجوم متعدد الجوانب على النازيين في أوروبا.
ويؤدي فيرث الذي فاز بالأوسكار العام 2011 عن دور البطولة في فيلم "ذي كينغز سبيتش"، دور إوين مونتاغو الجاسوس الذي ينشر معلومات مضللة لحماية جنود الحلفاء فيما يشنون غارات ضد النازيين.
يكشف فيلم "1917" وهو من الأفلام المنتظرة بحماس من قبل عشاق أفلام الحروب، عن تداخل بين الوجه القاسي للحرب وبين لحظات إنسانية كثيرة تعتبر كاستراحات في زخم الأحداث التي تصور المناوشات وشراسة القتل والنار والقنص التي تعكس قبح المعارك والتي تترك علامة لا تمحى على الأجساد والأنفس.