استمرارا لنهج إيران في محاولة التشويش على الحقائق الكاشفة عن دورها التخريبي في الدول العربية والإسلامية، أطلقت طهران أكاذيبها بشأن "إعلان أبوظبي" الصادر في ختام الدورة الـ46 لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، التي عقدت في العاصمة الإماراتية مطلع هذا الأسبوع.
هذه المحاولات تكشف عن افتقاد إيران لأبسط القواعد الدبلوماسية، وأساسيات الحوار السياسي، وتفضح جهل القائمين على السياسة الخارجية الإيرانية، خصوصا أن قواعد الاجتماع تعطي الحق للدولة المستضيفة بوضع البيان الختامي.
نجاح اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي عقد على مدار يومي 1 و2 مارس/آذار الجاري، وما صدر عنه من بيان فاضح ورافض للتدخلات الإيرانية في المنطقة، ودورها في بث الفوضى والإرهاب، دفع نظام ولاية الفقيه لبث سمومه ومحاولات زرع الفتنة بين دول العالم الإسلامي حول مخرجات هذا الاجتماع.
ولقي "إعلان أبوظبي"، الصادر عن الدورة الـ46 لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، إشادة عالمية وإقليمية، خصوصا في بنود مكافحة الإرهاب ونشر التسامح بين دول المنطقة.
هذه البنود، وفق مراقبين، تؤسس لـ"مرحلة جديدة من التعاون بين الدول الإسلامية في مواجهة التحديات والمخاطر، وتعمل على تعزيز أسس الأمن، والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي".
مزاعم إيران جاءت كمحاولة فاشلة للتغطية على الإدانات والانتقادات التي توجه إليها بسبب أعمال الإرهاب التي ترعاها طهران، ومحاولة فرض وجهات نظرها بالمنطقة وتدخلها في شؤون دول الجوار.
نظام طهران، الذي كان وفد منه حاضرا الجلسة الختامية، أبدى تحفظه كتابة -كما القواعد المتعارف عليها- على بيان توافق عليه كل أعضاء دول المنظمة (57) في محاولة لفرض رأي فردي على 56 دولة أخرى باءت بالفشل.
بل جاء البيان الختامي صادما لنظام ولاية الفقيه؛ حيث ركز على مسألة التدخل الإيراني في شؤون دول الجوار ودعم المليشيات الإرهابية في سوريا والعراق واليمن وتنظيم حزب الله الإرهابي في لبنان.
البيان الختامي الذي رفض أيضا أي تدخل في شؤون الدول العربية والإسلامية من قبل طهران، أدان أيضا ممارسات مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا في اليمن.
ودعا المجتمع الدولي لممارسة المزيد من الضغوط على الانقلابيين لتنفيذ اتفاق السويد، وشدد على أن دخول قوات التحالف إلى اليمن جاء بناء على طلب رسمي من الحكومة اليمنية الشرعية.
أكاذيب إيران كشف عنها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في ختام أعمال الدورة الـ46 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، حينما أعرب عن القلق الشديد من التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول عبر الخطاب الطائفي والتدخل السياسي والعسكري والثقافي الذي يقوّض الأمن والاستقرار ويؤجّج النزاعات الطائفية.
وجدد الشيخ عبدالله بن زايد الموقف الجماعي للدول الأعضاء ضد الإرهاب بجميع أشكاله وصوره.
بنود "إعلان أبوظبي" كشفت أيضا عن الوجه القبيح لإيران ومحاولة تشويه وتفتيت قوة منظمة التعاون الإسلامي وإظهار نفسها كقوة مؤثرة؛ حيث سعت لترويج أن وفدها انسحب من الجلسة، وهو أمر منافٍ للحقيقة، حيث ظل الوفد مستمرا في حضور الجلسة، وأتاح له نهج التسامح الإماراتي التحفظ خطيا على البيان، وتسجيله أيضا.
مزاعم وادعاءات إيران الإعلامية المكررة ضد منظمة التعاون الإسلامي ليست الأولى؛ ففي أبريل/نيسان 2016، هدد مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون القانونية والدولية، عباس عراقجي، منظمة التعاون الإسلامي بأنها ستندم على مواقفها التي اتخذتها ضد إيران و"حزب الله".
التصريحات الإيرانية تسعى من خلالها حماية مليشياتها المسلحة في المنطقة ودعم الإرهاب وزعزعة استقرار الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي.
لكن "إعلان أبوظبي" أظهر قوة منظمة "التعاون الإسلامي"، ووحدتها في إدانته جميع أشكال التدخل في الشؤون الداخلية للدول، باعتبارها انتهاكا لقواعد القانون الدولي ومبدأ السيادة، والتأكيد على أن دولة مخربة كإيران ستعجز عن تسيير المنظمة حسب توجهاتها السياسية.
الدعوات من دولة الإمارات العربية المتحدة لإيران للتوصل إلى حل سلمي لإنهاء احتلال الجزر الثلاث، أحرجت طهران، وأظهرت للعالم سياساتها العدائية، وأنها دولة لا تحترم المبادئ العالمية للحوار والحلول السلمية، لذلك ترفض تماما التحكيم لحل القضية.
وتحتل إيران الجزر الإماراتية الثلاث "طنب الكبرى" و"طنب الصغرى" و"أبو موسى" وترفض تماما التحكيم لحل القضية؛ لأنها تدرك بأن لا سند قانوني أو تاريخي تستند إليه.
الإشادات برئاسة دولة الإمارات العربية لأعمال الدورة الـ46 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وحرصها على تعزيز قيم السلام والرخاء والتنمية، كشف إيران أمام نفسها، وأظهر ضعفها ووزنها الحقيقي إقليميا، لذلك سعت لترويج الشائعات ف محاولة بائسة للنيل من نجاح الدورة تنظيما ونتائج.