بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

الكاظمي يفضل التعاون مع الولايات المتحدة والخليج

تسليم حقيبة رئيس الوزراء بين عبدالمهدي والكاظمي
AvaToday caption
أقر وزير الكهرباء السابق قاسم الفهداوي بأن أطرافا سياسية منعت العراق من استيراد الكهرباء من السعودية بأسعار منخفضة قياسا بالأسعار الإيرانية، وذلك لضمان الفائدة الإيرانية من هذا الملف، وإن كان ذلك على حساب المواطن العراقي
posted onMay 9, 2020
noبۆچوون

تعتقد الولايات المتحدة أن المرحلة الحالية هي الأنسب لتشجيع العراق على تحصين قراره السياسي، في ظل الانكفاء الإيراني الداخلي بسبب جائحة كورونا والعقوبات الاقتصادية الأميركية التي خلّفت تداعيات كارثية في طهران.

ووفقا لمسؤولين في وزارة الخارجية العراقية، يتواصلون مع وزارة الخارجية الأميركية، فإن تقدير واشنطن يشير إلى تلقي إيران صدمة هائلة خلال الشهرين الأخيرين تمثلت في عجز الميليشيات الموالية لها عن استثمار فائض الموازنة السنوية في بغداد لتمويل مشاريعها في العراق.

وتقوم التقديرات الإيرانية السابقة على أن أسعار النفط ستزداد بمعدل أعلى من توقعات الموازنة العراقية، على أن الفائض سيكون متاحا للميليشيات المسلحة كي تعوض عجز طهران عن توفير الدعم اللازم لها، بسبب العقوبات الأميركية.

لكن انهيار أسعار النفط بالتزامن مع جائحة كورونا تسبب في فشل هذه الخطة.

والآن، وفي ظل تولي مصطفى الكاظمي -الذي يصنف ضمن خانة ألد أعداء الميليشيات- رئاسة الحكومة العراقية، يبدو أن تمويل خطط حلفاء إيران في العراق محاط بخطر كبير.

ولا تقف هموم الإيرانيين عند هذا الحد، إذ أن الكاظمي يفضل التعاون مع الولايات المتحدة والخليج، بصراحة، على شراكة متعبة مع إيران، يمكن أن تضع بلاده ضمن دائرة المغضوب عليهم دوليا.

ويعبر رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بوضوح عن الاتجاه الذي يجب أن يسلكه العراق عاجلا لمواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية الناجمة عن انهيار أسعار النفط، قائلا إن بغداد لا يمكن أن تستغني عن المجتمع الدولي.

ويضيف الحلبوسي أن العراق في حال أراد مساعدات مالية عاجلة لتأمين رواتب موظفيه فلن يجدها لدى إيران، بل لدى الخليج والغرب والولايات المتحدة.

وبعد مكالمة تلقاها من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ومواقف الدعم الصريحة من بريطانيا والاتحاد الأوروبي، جاء الموقف السعودي ليعبر عن ملامح مرحلة جديدة بين بغداد والرياض في ظل حكومة الكاظمي.

وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دعم بلاده “لما يحقق للعراق نماءه وأمنه وحرصها على تقوية العلاقات بين البلدين”. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه ولي العهد السعودي مع رئيس الوزراء العراقي بمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة.

وعبر ولي العهد السعودي عن “تهنئته لرئيس الوزراء العراقي والتمنيات للعراق وشعبه بالتطور والازدهار”.

وتقول مصادر سياسية في بغداد إن المكالمة الهاتفية بين الأمير محمد بن سلمان ومصطفى الكاظمي قد تدشن مرحلة من التعاون الوثيق بين بغداد والرياض.

وذكرت المصادر أن الكاظمي تلقى دعوة من ولي العهد السعودي لزيارة الرياض لتكون السعودية بذلك أول دولة عربية مجاورة تقدم على دعوة رئيس الحكومة العراقية الجديدة.

ويرتبط الكاظمي مع ولي العهد السعودي بعلاقة شخصية وثيقة تعود إلى الحقبة التي تسلم فيها رئيس الوزراء العراقي الحالي مسؤولية إدارة جهاز المخابرات، صيف عام 2019.

وينسب إلى الكاظمي فضل إعادة إحياء العلاقات العراقية السعودية في عهد حكومة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي بين 2014 و2018، إذ وصل التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين بغداد والرياض إلى مستوى غير مسبوق.

ويمكن أن تكون أولى خطوات التعاون بين البلدين في مجال الطاقة الكهربائية، التي يعاني العراق نقصا شديدا فيها، ما يضطره إلى استيرادها من إيران بأسعار باهظة.

وأقر وزير الكهرباء السابق قاسم الفهداوي بأن أطرافا سياسية منعت العراق من استيراد الكهرباء من السعودية بأسعار منخفضة قياسا بالأسعار الإيرانية، وذلك لضمان الفائدة الإيرانية من هذا الملف، وإن كان ذلك على حساب المواطن العراقي.

ويعتقد النائب في البرلمان العراقي رعد الدهلكي أن مهمة الكاظمي الأولى تتمثل في إعادة العراق إلى حاضنته العربية، مشيرا إلى أن تجربة العراق في الاستلقاء داخل الحضن الإيراني طيلة السنوات الـ 17 الماضية، لم تعد عليه بأي فائدة.

ويؤكد الكاتب السياسي العراقي فاروق يوسف على فكرة أن “إيران غيرت سياستها في العراق”، إلا أنه يستبعد أن يصب ذلك التغيير في مصلحة القرار السياسي العراقي المستقل.

وقال يوسف، في تصريح لصحیفة “العرب” اللندنیة، إن “إيران، التي لن تتمكن من الوقوف مع العراق في ضائقته الاقتصادية بسبب انهيار أسعار النفط، فضلت أن يذهب العراق للحصول على مساعدات من جهات أخرى، وسيكون من الصعب أن تثق تلك الجهات به على المدى البعيد”.

وأكد يوسف أن “الكاظمي وإن مثل وجها جديدا للطبقة السياسية من جهة عدم ارتباطه بإيران، فإنه لن يتمكن من إدارة الدولة من غير أن يقدم تنازلات للأحزاب الموالية لإيران، ذلك أن تلك الأحزاب قد تمكنت في أوقات سابقة من الدولة بكل تفاصيلها وملفاتها وأسرارها، وبالتالي فإن العمل على تصريف شؤون الدولة لن يمر إلا من خلال تعاون رئيس الحكومة مع الأحزاب”.

وأضاف أنه إذا بقي ذلك التعاون عند حدود تفهم حاجة الأحزاب دون الخضوع لها ولسياستها يكون الكاظمي قد اجتاز عقبة أولى في طريق استقلاله، وهو ما يمكن أن يصنع أرضية مشتركة للثقة بينه وبين دول الجوار العربي. لكنه حذر من أن الكاظمي إذا اكتفى بطلب المساعدات فإنه يكون قد جهز لإيران وأحزابها جولة أخرى، قد تكون أسوأ من الجولات التي سبقتها، وأن التفاؤل شبيه بالتشاؤم، فكلاهما مرتبط بما سيتخذه رئيس الحكومة الجديد من قرارات لتحسين الأوضاع المعيشية لفئات اجتماعية، صارت بسبب الأوضاع الاقتصادية المزرية تشكل خطرا على بقاء النظام.