بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

باريس تحتفي بالشاعرة والأديبة أندريه شديد

الشاعرة والأديبة أندريه شديد
AvaToday caption
ذكّرت ناظور بما قالته أندريه لأحدى المجلات “المصور” “لا أعاني من تمزق في المنفى أو من صعوبات التكيف. أشعر أنني أعثر على ذاتي في التعددية الثقافية. إن مناخي المفضل هو التناغم بين الشرق والغرب”
posted onMarch 30, 2020
noبۆچوون

مناسبة الذكرى المئوية لميلاد الشاعرة والأديبة أندريه شديد، التي ولدت في العشرين من شهر مارس 1920. خصص مركز أندريه، الواقع في الضاحية الباريسية، أسبوعا تكريميا لهذه الأديبة الفرانكوفونية العربية الأصل.

وفي هذا الإطار قدّمت الشاعرة والإعلامية الجزائرية المقيمة في باريس، لويزة ناظور أخيرا محاضرة تحت عنوان “أندريه شديد في العالم العربي”، حيث تطرقت إلى مسيرة شديد التي استمرت خمسين عاما ألفت خلالها مجموعة أدبية غنية ومتنوعة مستوحاة في جزء كبير منها من الشرق الذي ولدت فيه، لتروي في جل أعمالها الروائية مآسي فردية وجماعية في أسلوب شاعري أنيق. ومن هذه الروايات نذكر “الرماد المعتق” و“المدينة الخصبة”، و“المنزل من دون جذور” و“اليوم السادس”.

وذكرت لويزة الناشطة في المشهد الثقافي الفرنسي والعربي، أن المصريين لم يعرفوا أندريه شديد (1920 – 2011)، إلا بعد أن قرر المخرج الراحل يوسف شاهين تقديم روايتها “اليوم السادس” في فيلم سينمائي حمل الاسم نفسه، لعبت بطولته الفنانة داليدا مع محسن محيي الدين. وأشارت إلى أن قصائد وروايات أندريه شديد مكتوبة باللغة الفرنسية غير أنه يطغى عليها مزيج يظهر عمق الهوية الشرقية.

وأضافت “رغم وصولها إلى العالمية إلا أن قلمها ظل يسيل حبرا ينبض به قلب الوطن العربي. فأندريه القاهرية المولد من أب لبناني وأم سورية، الفرنسية اللغة، اتضحت في مؤلفاتها النفحات الإنسانية والمستوحاة في جزء منها من انتمائها الشرقي والفرنسي المشترك. فمنذ أن هاجرت أندريه شرقها الذي ظل يلازمها تمكنت بفضل غنى مشاربها الثقافية أن تكون مثالا للمواطنة العالمية التي لا تعرف حدودا في الجغرافيا ولا بين الأجناس الأدبية التي كتبت فيها كلها.

وذكّرت ناظور بما قالته أندريه لأحدى المجلات “المصور” “لا أعاني من تمزق في المنفى أو من صعوبات التكيف. أشعر أنني أعثر على ذاتي في التعددية الثقافية. إن مناخي المفضل هو التناغم بين الشرق والغرب”.

ونبهت المحاضرة إلى الروح الشعرية التي لم تفارق أبدا كتابات الأديبة وعوالمها الأدبية، فرغم أن أندريه تفرغت لاحقا للرواية والمسرح بعدما نشرت عشرات الدواوين الشعرية ابتداء من «نصوص من أجل صورة»، عام 1948، ثم «نصوص من أجل قصيدة» 1950، وصولا إلى «بطانة الكون» عام 2010.

لكنّها لم تبتعد كثيرا عن كتابة القصيدة حيث بقيت بشعرها بالغ الخصوبة تطوع الكلمات لتبحث عن “الأشياء الخفية التي تغلي في عمق كل منا” كما تقول أندريه “إن العالم الهائج السري الذي نحمله في داخلنا يفتش عن نوافذ يطل منها نحو الخارج. الشعر هو إحدى هذه النوافذ”. فبهذه الروح الشاعرية العميقة تكتب أندريه شديد الشعر، الذي تعتبره جوهر وجودها الإنساني.

وقد استمتع الجمهور في الجزء الأخير من الأمسية الباريسية بمختارات من قصائد أندريه شديد باللغتين العربية والفرنسية، بأداء لويزة ناظور التي ترجمت القصائد إلى العربية، وذلك على إيقاع العزف على القانون بأداء هند زواري الملقبة في فرنسا بأميرة القانون. فأطرب الثنائي الحضور بالعزف العذب والبوح الجميل.

وكان مسك الختام أغاني أطربت بها هند زواري الحضور حيث فاجأت الحضور بتلحينها لإحدى قصائد أندريه شديد وبغنائها على إيقاع القانون، وهذا ما أضفى بعدا شرقيا لقصيدة ملقاة بالفرنسية تتخللها مقاطع مترجمة إلى عربية. وقوبلت هذه الأمسية المخصصة للأديبة الراحلة، بإعجاب وتفاعل الجمهور الفرنسي الذي ارتقى بذائقته الشعرية إلى المستوى الذي تليق بالذكرى لهذه الأديبة الفرانكوفونية العربية التي تمتد ذكراها من ضفاف السين إلى ضفاف النيل.

وفي الختام، وجّه إتيان أورسيني، رئيس مركز أندريه شديد، كلمة شكر للشاعرة والصحافية لويزة ناظور وإلى أميرة القانون هند الزواري على إحياء هذه الأمسية التي كما قال “كانت ستليق بأندريه شديد لو كانت بيننا على قيد الحياة وإن هذا خير تكريم قد يقدم إلى هذه الشاعرة والأديبة التي اختصرت الشرق والغرب بشخصيتها العميقة وأدبها الذي ارتقى بها إلى العالمية”. كما شكر الجمهور الذي جاء بكثرة رغم حالات التخوف التي تعيشها فرنسا بسبب خطر فايروس كورونا.