بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

تعمل إيران على تفعيل دور الميليشيات في العراق

أسامة الهتيمي، كاتب و محلل سياسي
AvaToday caption
هناك قطاعات جماهيرية محسوبة على السنة، بما فيها مكونات وأحزاب وقوى سنية، تميل أو خضعت لعملية الأستقطاب السياسي نحو إيران، حيث أنطلت عليها الشعارات المتعلقة بدعم وتأييد المقاومة، ضد الكيان الصهيوني
posted onApril 11, 2019
noبۆچوون

منذ أدراج الحرس الثوري من قِبل الولايات المتحدة كمنظمة أرهابية، تحدثت أوساط السياسية والأكاديمية عن تأثير القرار الأمريكي على أذرع وميليشيات إيرانية في المنطقة، وخاصة التي تعمل في العراق، سوريا، لبنان واليمن.

وفي حوار مع شبكة (AVA Today) الأخبارية، تطرق الكاتب والمحلل السياسي، أسامة الهتيمي، في عاصمة مصر، القاهرة عن " الحرس الثوري يعتمد بالأساس في تمويلهِ للميليشيات العراقية الموالية لإيران على كثير من الأنشطة التجارية، وهي المستهدف الأول من القرار الأمريكي".

وأضاف الهتيمي " ستعمل إيران على تفعيل أذرعها في العراق، خاصة أنه لازالت هناك قوات أمريكية متواجدة على أرض العراق، الأمر الذي سيدعو هذه الميليشيات الى تفعيل دورها في العراق".

كاشفاً أن " إيران أستطاعت ومنذ عام 1979 بشعاراتها الرنانة، أن تخدع الكثير من القطاعات السنية في البلدان العربية".

ويقول " أنطلت عليها شعارات التي تتحدث عن الأستبداد ومقاومة الأستبداد، وأنقاذ المظلومين طيلة الفترات الماضية، خلال الأنظمة العربية المستبدة، وبالتالي كل هذه الشعارات نجحت خلال الفترة الماضية من أن توجد قطاع من السنة، داعماً ومؤيداً للمواقف الإيرانية".

حاوره كارزان حميد

ماهي تأثير تنصيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة أرهابية على العراق؟

أسامة الهتيمي : بالطبع تصنيف الحرس الثوري كمنظمة أرهابية، سيكون له تداعيات على علاقة إيران بميليشياتها و أذرعها في العراق، سواء على مستوى العلاقة التنظيمية أو على مستوى العلاقات العسكرية والمالية، كون أن الحرس الثوري يعتمد بالأساس في تمويلهِ للميليشيات العراقية الموالية لإيران على كثير من الأنشطة التجارية، وهي المستهدف الأول من القرار الأمريكي، كأعتبار الحرس الثوري منظمة أرهابية، ومن ثم سضطر الحرس الثوري والنظام الإيراني، الى ترك هذه الميليشيات لأعتماد على نفسها بشكل أو بآخر، وخاصة في عمليات التمويل المالي لأنشطتها داخل العراق، هذا من الناحية المالية والأقتصادية.

أما من الناحية العسكرية؛ بكل تأكيد ستعمل إيران على تفعيل أذرعها في العراق، خاصة أنه لازالت هناك قوات أمريكية متواجدة على أرض العراق، الأمر الذي سيدعو هذه الميليشيات الى تفعيل دورها في العراق، لتأكيد على دور الحرس الثوري أو لتأكيد على الدور الإيراني في أستباب الأمر، أو الترويج على أنها قادرة على أستباب الأمر في العراق وعدم تهديد المصالح الأمريكية، أو القوات الأمريكية المتواجدة في العراق.

ومن ثم يمكن القول؛ بأن تشهد العراق خلال المرحلة المقبلة إذا ما بقيت حالة التصعيد بين أمريكا وإيران، ستشهد حالة من التوتر و القلاقل، التي تستهدف بالأساس المصالح الغربية بشكل عام والمصالح الأمريكية بشكل خاص.

وهذا ربما يدفع البعض القوى الغربية والقوى الدولية الى ممارسة الضغوط على الإدارة الأمريكية، لتغيير طريقة تعاطيها مع الحرس الثوري ، وحتى مع النظام الإيراني.

في هذا الأطار لايمكن القول أن إيران ووفق هذه الضغوط، التي تمارس عليها من أمريكا بناء على أتخاذ قرار تصنيف الحرص الثوري كمنظمة أرهابية، لن يثني إيران عن التصعيد مع الولايات المتحدة، بل سيدفعها الى التأكيد الدور الإيراني في المنطقة.

 

أسامة الهتيمي، كاتب ومحلل سياسي

 

من ناحية الأخرى من المرجح، أن تعمل إيران على تنشيط التنظيمات المسلحة المحسوبة على السنة، لكي تؤكد إيران أن دورها مازال فاعلاً في المنطقة وأنها الوحيدة القادرة، على التعاطي مع الملف التنظيمات المسلحة في العراق وغيره من البلدان المنطقة، وهذا يمكن أن نسميه في إطار لفت النظر لأمريكا أو الغرب بشكل عام، الى هذا الدور الإيراني في المنطقة، وهذا أمتداد للدور الشرطي التي كانت تلعبه إيران ايام الشاه، حيث كانت تقوم بدور مهم جدا بالنسبة للولايات المتحدة.

هل يؤدي القرار الأمريكي الى تقليص نفوذ الحشد الشعبي سياسياً وعسكرياً في العراق وسوريا؟

أسامة الهتيمي: في الحقيقة الحشد الشعبي أصبح مكون أساسياً داخل العراق، نجحت إيران منذ عام 2016 بأن تمرر القانون الخاص بأعتبار الحشد الشعبي مكون أساسي داخل القوات المسلحة العراقية، ولم يعد من الممكن داخل العراق على المستوى القانوني، تصنيفهِ بأعتباره ميليشيا، أو مكون من خارج الدائرة الرسمية في العراق.

وبالتالي حصل على رخصة العمل بشكل رسمي وفق هذا القانون، الذي تم تمريره بأغلبية في البرلمان، لكن يمكن أن يكون هناك تداعيات على بعض الميليشيا التي تعتمد بشكل أساسي على التمويل الإيراني، وإن كان وفق أعتقادي أن الكثير من الميليشيات منحتها إيران فرصة السيطرة على العديد من المؤسسات الأقتصادية داخل العراق، وبالتالي أكتسبت القدرة على التمويل الذاتي، من الأعتماد كاملاً على إيران، بل أن النظام الإيراني مستفيد بالدرجة الأولى من هذه الميليشيات، لأنها عملت فترة على تربيتها وتنميتها، حتى وصلت لدرجة يمكن الأعتماد فيهِ على نفسها، بل وصلت الأمر بهم مد يد العون لإيران في وقت الحاجة.

وفي ظني هو الدور الأساسي الذي من أجلهِ أصرت إيران على مواصلة دعمها لهذه الميليشيات، لأنه إذا لم يكن هذا دور الميليشيات الذي يجب أن تقوم بهِ في حالة العسر الإيراني، فماذا عملت إيران طيلة أربعين عاماً؟!.

وفق تصدير الثورة قامت إيران على تربية وتنشئة هذه الميليشيات في العراق وفي غيرها من بلدان المنطقة.

هل لدى طهران ذراع بين الفصائل السنية في المنطقة وخاصة في العراق، لبنان وبلدان الخليج لكي تحركها ضد أمريكا؟

أسامة الهتيمي: بالطبع، لايمكن أن ننكر إن إيران أستطاعت ومنذ عام 1979 بشعاراتها الرنانة، أن تخدع الكثير من القطاعات السنية في البلدان العربية، وبالذات في العراق، لأن ذلك البلد كما تعلمون تتسم بالخصوصية لدى إيران، بأعتبارها البوابة الأولى لتحقيق المشروع الإيراني في المنطقة.

بالفعل هناك قطاعات جماهيرية محسوبة على السنة، بما فيها مكونات وأحزاب وقوى سنية، تميل أو خضعت لعملية الأستقطاب السياسي نحو إيران، حيث أنطلت عليها الشعارات المتعلقة بدعم وتأييد المقاومة، ضد الكيان الصهيوني.

كما أنطلت عليها شعارات التي تتحدث عن الأستبداد ومقاومة الأستبداد، وأنقاذ المظلومين طيلة الفترات الماضية، خلال الأنظمة العربية المستبدة، وبالتالي كل هذه الشعارات نجحت خلال الفترة الماضية من أن توجد قطاع من السنة، داعماً ومؤيداً للمواقف الإيرانية.

لكن بالطبع هذا القطاع لايمكن أن نقيسه بما كانت عليهِ حالة الخداع الإيرانية، في فترات سابقة، على الغزو الأمريكي للعراق 2003، يمكن أن نقول؛ أن الموقف العربي السني من إيران أختلف كلياً وجذرياً عن قبل 2003، لأن كان ذلك العام بالنسبة لأغلبية الجماهير العربية السنية كاشفة، ومعرياً للحقيقة إيران ولمشروعها الطائفي والمذهبي في المنطقة.

 

أسامة الهتيمي، كاتب ومحلل سياسي

 

كيف تستطيع بغداد التوفيق بين التصعيد الأمريكي والنفوذ الإيراني في المنطقة؟

أسامة الهتيمي: بشكل حاسم وواضح أقول أن بغداد بشكل أو بآخر تخضع لأستقطاب الإيراني، وماعلاقتها بأمريكا الإ تكتيك مقصود من الدولة العراقية الحالية وفق النظام السياسي، لأسترضاء الطرف الأمريكي وتقليل من نفوذه.

ولكن العراق وبشكل صريح ووفق قرأءة الأحداث خلال الفترة الماضية، منذ 2003 وألى الآن نقول بصراحة شديدة جداً، أن العراق وبكل أسف شديد، تابعة لإيران لايمكن أن تخرج عن الحدود المرسومة طهران.

هناك تحركات عربية بأتجاه بغداد، هل هذه بداية النهاية للنفوذ الإيراني؟

أسامة الهتيمي: خلال العام الماضي، كان إذاناً بذلك، وربما مادفعنا جميعاً للتبشير بهذا، لكن في الحقيقة أن إيران نجحت والى حدٍ ما، في إحتواء هذا الحراك، و بدأ لدى الجميع أن إيران كان تقصد هذا الحراك بهدف إثارة توترات، بتأثير على توريد الحراك في المنطقة، وكان ذلك بمثابة رسالة من إيران الى الغرب، بأن طهران تستطيع أن توقف مصادر الطاقة في العراق، كأحدى أهم دول مصدرة للنفط في المنطقة.

وبالتالي يجب على أمريكا أن تفكر ملياً في مبدأ تصدير النفط الإيراني، لكن طهران نجحت الى حدٍ ما الى أحتواء هذا القرار.

 

أسامة الهتيمي، كاتب ومحلل سياسي