بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

ظريف لايتمتع بسلطة حقيقية في طهران

ظريف أول ظهور له مع روحاني بعد تقديم استقالته
AvaToday caption
تشير حقائق أن ظريف، أحد أكثر الوجوه شهرة في الغرب، لا يتمتع بسلطة حقيقية في إيران باستثناء دور أشبه ببائع يعمل لصالح الجمهورية الإسلامية
posted onFebruary 28, 2019
noبۆچوون

بعد دقائق من إعلان وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، استقالته عبر حسابه الشخصي على إنستغرام، حدثت جلبة داخلية في إيران، ووقعت طهران في ورطة. فكيف يمكن للنظام الإيراني، وهو يواجه ضغوطاً داخلية وخارجية، أن يتظاهر بأنه موحد الصف عندما يعلن أحد أبرز مسؤوليه استقالته على الملأ، كما فعل ظريف؟.

ويعتبر بيني آفني، كاتب عمود سياسي لدى موقع "نيوبوست" الأمريكي، أن تلك الاستقالة ربما كانت مجرد نداء استغاثة من قبل ظريف، ومحاولة لإظهار أنه شخص ما زالت إيران في حاجة له. وفي اليوم التالي للاستقالة، سرعان ما أشارت مصادر من أوساط السلطة في إيران، بأنها لن تقبل.

وحسب آفني، تشير حقائق أن ظريف، أحد أكثر الوجوه شهرة في الغرب، لا يتمتع بسلطة حقيقية في إيران باستثناء دور أشبه ببائع يعمل لصالح الجمهورية الإسلامية. واليوم، يبدو أن هذا الدور نفسه بات مهدداً. وحتى لو بقي في منصبه، لن تنتهي فوراً الدراما الكامنة من وراء تلك الخطوة، ولا أزمة النظام الإيراني التي تلقي الاستقالة الضوء عليها.

ويرجع كاتب المقال تلك الأزمة لحالة الاقتصاد الإيراني المتردية. فقد تفشى التضخم، ويتوقع محللون نمواً سلبياً بنسبة 3.9% في عام 2019. ويعاني الإيرانيون وطأة عقوبات اقتصادية أمريكية جديدة. وبدأوا في تحدي النظام عبر احتجاجات في الشوارع، بشكل متكرر أكثر من أي وقت مضى.

وإلى ذلك، بدأ عاملون في النظام في الانقلاب ضد بعضهم. كما وكما يلفت بيهنام بن طاليبو، متابع للشأن الإيراني لدى معهد الدفاع عن الديمقراطيات: "مع كثرة الانقسامات، يواصل النظام محاولاته لتقديم نفسه كجبهة موحدة، فيما يواجه ضغوطاً خارجية ومحلية".

ويشير كاتب المقال إلى أن الحرس الثوري الإيراني يتمتع، في الوقت الحالي، باليد الطولى في إيران، بالنظر لسيطرته على حصة كبيرة من اقتصاد البلاد، ولتأثيره النافذ في سياسته الداخلية والخارجية. إذ بعدما أعلنت حكومة الرئيس حسن روحاني مؤخراً الميزانية الجديدة، مع تقشف في شتى المجالات، أبدى الحرس الثوري استياءه، واستطاع انتزاع موافقة برلمانية لرفع حجم الدعم لعملياته ملياري دولار.

وعلى الجانب الآخر من الشقاق يأتي ظريف، ديبلوماسي محنك يتحدث الإنكليزية بطلاقة، واشتهر بابتسامته العريضة. وترتبط وظيفته، وكذلك مسيرة روحاني، بالصفقة النووية التي أبرمت في عهد أوباما. فقد راهن الرجلان على الصفقة، وأجبرا إيران على تقديم تنازلات تجميلية إلى الغرب، يقولان إنها ضرورية لإنقاذ الاقتصاد الإيراني.

في المقابل، يعتمد الحرس الثوري سياسة استعراض العضلات، بما فيه عرض للمكاسب النووية الإيرانية، معتبراً أن تلك المكتسبات سوف ترعب أوروبا وحتى أمريكا، وتجعلهم يقدمون تنازلات.

إلى ذلك، تعمل أوروبا اليوم لإنقاذ الصفقة النووية عبر إنشاء آلية للمساعدة في تجاوز عقوبات أمريكية. ولأجل ذلك، طلب الأوروبيون من إيران الانضمام إلى منظمة متعددة الجنسيات، فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية(FATF)، والتي صممتها أمريكا وقوى أخرى من أجل محاربة غسيل أموال، ووقف تقديم مساعدات مالية لإرهابيين.

ورفض الحرس الثوري دعوات كل من ظريف وروحاني الالتزام الكامل بآلية FATF. فهل يعقل، حسب الكاتب، أن توقف إيران دعمها لحزب الله وجيوش إرهابية تحارب بالنيابة عنها في المنطقة وما بعدها؟

ويشير الكاتب لصفعة أخرى تلقاها ظريف تمثلت في الزيارة المفاجئة التي قام بها، يوم الاثنين، الرئيس السوري بشار الأسد إلى إيران، وهي الرحلة الخارجية الأولى له منذ سبع سنوات. فقد شوهد الأسد مبتسماً بجانب المرشد الأعلى علي خامنئي، ومن ثم مع روحاني، وظهر معهم قاسم سليماني، أبرز لاعب نافذ في الحرس الثوري الإيراني.

ويبدو أن ظريف لم يكن على علم مسبق بزيارة الأسد. ولا يعرف بعد إذا كانت الزيارة المفاجئة هي القشة الأخيرة بالنسبة لظريف، أو مجرد عذر، وفق توقعات مصادر إيرانية، أو أنها مجرد احتجاج للتأكيد على مكانته الهامة. وفي جميع الأحوال، بدأ نجم ظريف السياسي في الأفول في طهران، وهو بالتأكيد يعكس صراعاً داخلياً يواجهه النظام بازدياد.

ويشير كاتب المقال لنجاح ظريف في تقديم نفسه، عبر وسائل الإعلام "كمعتدل"، لكن رجال الحرس الثوري لم يثقوا به أبداً، ولدرجة أن بعضهم وصفه بكونه عميلاً أمريكياً وخائناً.