بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

طهران تهدد بغلق مضيق هرمز مجددا

مضيق هرمز
AvaToday caption
المتضرر الأول من قرار وقف تصدير النفط هي الدول المنتجة، خصوصاً أن ميزانياتها تعتمد على النفط، وستعاقب نفسها بنفسها إن أقدمت على القيام بهذه الخطوة
posted onOctober 25, 2023
noبۆچوون

عاد مضيق هرمز إلى الواجهة مع تجدد الأزمة بين إيران والولايات المتحدة، وبحسب ما يرى محللون ومراقبون، فإن الصراع قد يدفع واشنطن إلى تشديد العقوبات على طهران بهدف وقف صادراتها من النفط، بينما تهدد إيران بتعطيل مرور شحنات النفط عبر هرمز، إذ أن أميركا تدخلت في الصراع بين حركة "حماس" وإسرائيل. ولطالما استخدمت إيران مضيق هرمز كورقة ضغط على الغرب لتلبية مطالبها، وحتى الآن لا تزال تدفقات النفط والغاز من الشرق الأوسط غير متأثرة إلى حد ما، ولكن هناك مخاوف بشأن التصعيد.

وبحسب ما نشرته وسائل الإعلام الإيرانية حذر عضو اللجنة القانونية والقضائية في البرلمان الإيراني حسن نوروزي بأنه إذا تفاقم الصراع بين "حماس" وإسرائيل، قد تدخل طهران في الحرب، وتغلق مضيق هرمز في الخليج العربي، كما ناشد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الأربعاء الماضي، الدول الإسلامية بفرض حظر نفطي وعقوبات أخرى على إسرائيل، لكن مصادر في "أوبك" استبعدت مثل هذا السيناريو.

وحول استخدام النفط كسلاح، قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، جاسم البديوي خلال المؤتمر الصحافي المشترك للاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون في مسقط حول تطورات الأوضاع في قطاع غزة، الأسبوع الماضي، إن "دول الخليج تعمل بوضوح من أجل ضمان أمن الطاقة العالمي، وإننا شريك واضح وصريح مع المجتمع الدولي كمصدّر للنفط، ولا يمكن استخدام سلاح النفط بأي شكل من الأشكال… إننا نعمل على ضمان أمن الطاقة على المستويين الإقليمي والدولي".

من جهة أخرى، قال الباحث السياسي مبارك آل عاتي لصحيفة "اندبندنت عربية" الممولة من قبل السعودية، إن "المنطقة العربية تمر بمرحلة تاريخية، ومن أخطر المراحل التي مرت عليها منذ بدء الصراع العربي- الإسرائيلي جراء تفجر الأوضاع مجدداً في غزة، وهناك دول كثيرة تريد أن تحقق مكاسب في هذه القضية، وفي مقدمتها إيران التي تعد من الدول التي تسعى دائماً للتكسب على حساب العرب، لذلك هي تريد أن تشعل المنطقة لتشغل العرب والغرب ليخف الضغط عنها".

وذكر الباحث السياسي أن "التهديدات الإيرانية الأخيرة بإغلاق مضيق هرمز ما هي إلا تصاريح ثورية لم تعد تجدي نفعاً وإيران لا تستطيع استخدام هذه الورقة خصوصاً أن السعودية تصدر 88 في المئة من إنتاجها تقريباً عبره، كما أن العراق يصدر 98 في المئة من إنتاجه من المكان ذاته، وبذلك لن يتحمل المجتمع الدولي أي عبث بالمضيق الحيوي والمهم للاقتصاد العالمي، خصوصاً مع ضغط التضخم على الاقتصادات العالمية، ومع دخول حالة من الأزمات الاقتصادية ما بين منظمة (أوبك) و(أوبك+) من جهة والغرب من جهة أخرى، لذلك لن يتحمل المجتمع الدولي أي تلويح بإغلاق مضيق هرمز".

 وأضاف آل عاتي أن "التلويح بإغلاق المضيق يعد انتحاراً لإيران ولعباً بالنار، وهي تدرك أن عواقبه ستكون وخيمة، لكنها تريد أن تحرق المنطقة العربية، وتدخلها في حالة من اللهيب الجديد بعد ما عرف باللهيب العربي، وأعتقد أن إيران بهذا التلويح تريد أن تمارس المقايضات والمزايدات السياسية مع الغرب، الذي لن يسمح بذلك. كما أن تواجد القوات الأميركية في الخليج العربي والسلاح الأميركي المنتشر في المنطقة يؤكد بالفعل أن خيار إغلاق المضيق لم يعد ضمن متناول إيران، لأنها ستدفع الثمن غالياً".

وعلق آل عاتي على التلويح بإيقاف تصدير النفط قائلاً، إن "المتضرر الأول من قرار وقف تصدير النفط هي الدول المنتجة، خصوصاً أن ميزانياتها تعتمد على النفط، وستعاقب نفسها بنفسها إن أقدمت على القيام بهذه الخطوة، في حين أن الدول المستهلكة سيكون لها مصادر أخرى، كما سترتفع الأسعار، وسيمارس المجتمع الغربي ضغوطات إلى حين احتواء هذه الأزمة، وسيجد له مصادر أخرى".

وحول الصراع بين إسرائيل و"حماس" وتأثيره في أسواق النفط، قال رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول "بالتأكيد ليست أخباراً جيدة" لأسواق النفط التي تعاني بالفعل من تخفيضات في إنتاج النفط".

وذكر بنك "جي بي مورغان" في مذكرة هذا الأسبوع، "إذا اتسع الصراع ليشمل إغلاق مضيق هرمز (أكثر قنوات شحن النفط ازدحاماً في العالم)، فإنه سيغلق تجارة النفط في المنطقة، مما يزيد أسعار النفط".

ونشر مركز "انترريجونال" للتحليلات الاستراتيجية، سيناريوهات محتملة بشأن فرض عقوبات على إيران إذا تصاعد الصراع وطال أمده، فإن "الولايات المتحدة قد تلجأ إلى تشديد أو تكثيف العقوبات على إيران، بخاصة إذا ما تورطت في هجمات (حماس) على إسرائيل، ما من شأنه أن يدفع نحو تفاقم الضغوط على سوق النفط العالمية التي تعاني فعلياً من نقص المعروض، إذ قد يحرك ذلك إيران نحو إغلاق مضيق هرمز، الذي يعد نقطة العبور التي يمر منها ثلث النفط المنقول بحراً تقريباً، وبحسب بعض الخبراء الغربيين، فمن غير المرجح أن ترتفع أسعار النفط بشكل كبير، ما لم يتعطل مضيق هرمز، الذي يعد بمثابة أهم شريان نفط في العالم، حيث يمر عبره خمس الإمدادات العالمية".

ويفصل الممر المائي المعروف باسم مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان، ويبلغ عرضه 33 كيلومتراً عند أضيق جزء منه، لكن الممر الملاحي لا يتجاوز عرضه ثلاثة كيلومترات في كلا الاتجاهين.

ويمر نحو خمس استهلاك العالم من النفط عبر المضيق يومياً. وأظهرت بيانات صادرة عن شركة "فورتكسا" للتحليلات، أن 20.5 مليون برميل يومياً من النفط الخام والمكثفات والمنتجات النفطية مرت في المتوسط عبر مضيق هرمز خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى سبتمبر (أيلول) 2023.

وذكرت شركة "فورتكسا "إن نحو 80 مليون طن أو 20 في المئة من تدفقات الغاز الطبيعي المسال في العالم تمر عبر المضيق كل عام. أما بنك "جيه بي مورغان"، فنشر الأسبوع الماضي مذكرة جاء فيها أنه "إذا اتسع نطاق الصراع ليشمل إغلاق مضيق هرمز، أكثر قنوات شحن النفط ازدحاماً في العالم، فسيؤدي ذلك إلى وقف تجارة النفط في المنطقة، مما يتسبب بارتفاع أسعار النفط".