بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

المنتفضون يتحدون قمع الحرس الثوري

الاحتجاجات التركية
AvaToday caption
انتقد صحافيون إيرانيون اليوم الأحد توقيف السلطات عدداً من زملائهم على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت الشهر الماضي في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني
posted onOctober 30, 2022
noبۆچوون

أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أن الاحتجاجات الدائرة منذ أسابيع في إيران دخلت مرحلة أكثر عنفا يوم الأحد الثلاثين من أكتوبر (تشرين الأول)، حيث تحدى الطلاب إنذارا للحرس الثوري وواجهوا الغاز المسيل للدموع والضرب وإطلاق النار من جانب شرطة مكافحة الشغب وعناصر الباسيج.

وتثير المواجهات التي اندلعت في عشرات الجامعات خطر تشديد حملة القمع التي تشنها السلطات في مواجهة الاحتجاجات المستمرة منذ سبعة أسابيع بعد وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما في أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها بعد اعتقالها لارتداء ملابس اعتبرت غير لائقة.

ويتظاهر الإيرانيون بمختلف خلفياتهم وانتماءاتهم منذ وفاة أميني.

وكشفت قناة "إيران إنترناشيونال" عن أن الحرس الثوري الإيراني دفن جثمان الصحافي رضا حقيقت نجاد سراً.

وأشارت تقارير صحافية إلى أنه بعد خمسة أيام من اختطاف جثة الصحافي الراحل، دفن ضباط الحرس الثوري جثته سراً من دون إذن أو علم الأسرة، ولم تسمح عناصر الأمن لعائلة حقيقت نجاد بالوداع الأخير لابنهم ودفنوا جثته في منطقة بعيدة عن مسقط رأسه.

الصحافي الإيراني رضا حقيقت نجاد توفي في ألمانيا ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه لكن السلطات خطفت الجثمان ودفنته في مكان بعيد عن مدينته ( إذاعة فردا الأميركية)

على رغم الإذن الصادر من سفارة طهران في برلين بنقل جثمان حقيقت نجاد إلى إيران فقد اختطف عملاء الحرس الثوري الإيراني جثته في مطار شيراز يوم 26 أكتوبر (تشرين الأول)، ونقلوها إلى مكان مجهول.

وانتقد صحافيون إيرانيون اليوم الأحد توقيف السلطات عدداً من زملائهم على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت الشهر الماضي في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني.

وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول) احتجاجات على خلفية وفاة أميني (22 سنة) بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة.

وقضى العشرات على هامش الاحتجاجات، بينهم عناصر من قوات الأمن، وأوقف مئات آخرون في التحركات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات، وما يعتبره المسؤولون "أعمال شغب".

وأشارت صحيفة "سازندكي" الإصلاحية في عددها الصادر الأحد، إلى أن "أكثر من 20 صحافياً لا يزالون موقوفين" في غير مدينة إيرانية أبرزها طهران.

وأضافت الصحيفة التي نشرت صور عدد من هؤلاء على صفحتها الأولى، أن صحافيين آخرين تم استدعاؤهم من قبل السلطات.

ووفق وسائل إعلام محلية، وقع أكثر من 300 صحافي ومصور صحافي بياناً ينتقدون فيه السلطات على خلفية "توقيف زملائنا وحرمانهم من حقوقهم بعد توقيفهم".

وأشار البيان إلى أنه لم يتح للموقوفين "التواصل مع محامين، وتم استجوابهم وتوجيه اتهامات إليهم قبل عقد جلسة استماع علنية لهم".

وفي تصريح نشرته صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، انتقدت نقابة الصحافيين في طهران "المقاربة الأمنية" حيال الصحافة، معتبرة أنها إجراء "غير قانوني" و"يتعارض مع الحرية".

وألمحت النقابة إلى بيان مشترك نشرته الجمعة وزارة الأمن وجهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري، تخلله شرح عن ضلوع أجهزة أمنية خارجية، الأميركية خصوصاً في "أعمال الشغب".

وأشار البيان الأمني إلى أن دولاً غربية نظمت "دورات تدريب" في الخارج لمواطنين إيرانيين من أجل العمل على إحداث تغيير سياسي في بلادهم.

وخص بيان الوزارة وجهاز الاستخبارات اثنين من الصحافيين الإيرانيين عرفهما بالأحرف الأولى فقط، مشيراً إلى مشاركتهما في هذه الدورات الخارجية، وأدائهما "دوراً" في تزويد وسائل الإعلام الأجنبية بالمعلومات.

وبحسب وسائل إعلام محلية كان البيان الأمني يتحدث عن الصحافية في "سازندكي" إلهه محمدي، والمصورة في صحيفة "شرق" الإصلاحية نيلوفر حامدي، اللتين أسهمتا في تغطية قضية أميني في مراحلها الأولى، وهما قيد التوقيف منذ أسابيع.

وكتب المدير المسؤول لـ"شرق" مهدي رحمنيان أن "صحافيتنا وصحيفتنا تحركتا في إطار المهمة الصحافية"، مشيراً إلى أن حامدي لم تكن أول من كشف عن وفاة أميني في المستشفى.

وانتقدت "سازندكي" التقرير الأمني "المخيب للآمال"، محذرة من أن "مواجهة الصحافيين ستقضي على الصحافة".

تشير الصور الواردة من داخل إيران إلى استمرار الاحتجاجات الطلابية اليوم الأحد 30 أكتوبر. وتجمع طلاب الصيدلة في شيراز، في اليوم الخامس والأربعين على التوالي منذ بداية الاحتجاجات الشعبية في إيران، وهتفوا "الموت لمطلق النار سواء في زاهدان أو شيراز".

ووردت أنباء عن تجمع كبير في جامعة زنجان، كما هتف طلاب جامعة قزوين الدولية في اليوم نفسه "من زاهدان إلى شيراز، أضحي بحياتي من أجل إيران"، وهتفوا أيضاً في مواجهة طلاب مؤيدين للنظام "تهتفون باسم الحسين وتفخرون بالقمع".

واحتج طلاب جامعة منتظري في مشهد رافعين شعار "كتبتم بدمائنا: لم نقتل مهسا".

وكذلك اعتصم طلاب كلية الفنون والعمارة بجامعة بوعلي سيناء بهمدان، احتجاجاً على التهديد بطرد الطلاب من الجامعة والسكن، وألقت قوات الأمن الإيرانية قنابل الغاز المسيل للدموع على طلاب جامعة سنندج التقنية والمهنية، وتجمع طلاب جامعة برديس رضوان في مشهد.

وأشارت صور أخرى إلى عناصر أمن في جامعة "علم وصنعت طهران" يرشون الماء على الطلاب أثناء تناول الطعام بشكل مختلط، بعد عدم تمكنهم من إعادة الوضع إلى الشكل السابق الذي يجبر فيه الطلاب والطالبات على الفصل بين الجنسين أثناء تناول الطعام.

كما تظهر الصور أن أحد حراس الأمن الجامعي حاول رفع يده على إحدى الطالبات فواجه مقاومة من الطلاب الآخرين.

وتجمع طلاب جامعتي "بهشتي" في طهران، و"المعماري" في همدان، داخل الحرم الجامعي وهم يهتفون ضد النظام.

وفي الأثناء دخلت قوات موالية للنظام الإيراني بملابس مدنية جامعة طهران الحرة بالبنادق والهراوات، وأطلق أحد عناصر هذه القوات النار على الطلاب.

كما تظهر مقاطع فيديو هجوم عناصر من الباسيج بملابس مدنية على طلاب جامعة طهران المحتجين، اليوم الأحد.

وهاجمت قوات الأمن الإيرانية وعناصر بزي مدني كلية سنندج التقنية، غرب البلاد، قسم البنات وحبسوا الطالبات في الجامعة، وأغلقوا الباب، فيما تصاعد دخان لا يعرف مصدره.

ولم يقتصر الأمر على طلاب الجامعات فقط، فقد أشعل تلاميذ سنندج النار وأضربوا عن دخول الفصول الدراسية.

وأظهرت مقاطع فيديو وصور تلقتها "إيران إنترناشيونال" هجوم قوات الأمن الإيرانية على مجمع سكني في منطقة "إكباتان" بطهران، مساء أمس السبت، حيث دمرت ممتلكات المواطنين.

وقال المتحدث الرسمي باسم "الأمر بالمعروف" الإيرانية، علي خان محمدي، إن "خلع الحجاب جريمة في قانوننا، والأمر بالمعروف لن تتراجع عن مواقفها من الحجاب".

ولم يكتف النظام بقمع حرية التعبير عن الرأي داخل إيران فقط، بل خارج حدود البلاد أيضاً، حيث هاجم خمسة أشخاص من الموالين للنظام الإيراني، صباح اليوم الأحد، اعتصاماً لمعارضي نظام الملالي أمام سفارة طهران في برلين، وأصابوا أحدهم بسكين، ولم تعرف بعد هوية المهاجمين.

وقالت سيدة من بين المعتصمين أمام السفارة الإيرانية في برلين لقناة "إيران إنترناشيونال"، "كان هناك خمسة مهاجمين توقفوا أمام الاعتصام بسيارة بورش وهاجموا من كانوا هناك بالهراوات والسكاكين".

وفي سياق متصل نشرت النجمة السينمائية الشهيرة، أنجلينا جولي، يوم الأحد، جزءاً من قصيدة حميد مصدق الشهيرة بالفارسية والإنجليزية، مع هاشتاغ "المرأة، الحياة، الحرية" على "إنستغرام"، "إذا نهضت أنا/ إذا نهضت أنت/ سينهض الجميع/ إذا جلست أنا/ إذا جلست أنت/ فمن سينهض؟".

وكان قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي حذر المتظاهرين من أن السبت سيكون آخر يوم ينزلون فيه إلى الشوارع، وذلك في أوضح إشارة إلى احتمال تكثيف قوات الأمن حملتها العنيفة على المحتجين في أنحاء البلاد.

وقال سلامي، في أحد التعليقات الأشد لهجة منذ بدء الأزمة، التي تتهم السلطات الدينية الإيرانية خصوماً أجانب من بينهم إسرائيل والولايات المتحدة بالمسؤولية عنها، "لا تخرجوا إلى الشوارع! اليوم آخر أيام الشغب".

وأضاف "هذه الخطة الشريرة هي خطة مدبرة في البيت الأبيض والنظام الصهيوني". وأضاف "لا تبيعوا شرفكم لأميركا، ولا تصفعوا قوات الأمن التي تدافع عنكم على وجهها".

وتحدى الإيرانيون مثل هذه التحذيرات منذ بدء الانتفاضة الشعبية التي لعبت فيها النساء دوراً بارزاً. ووردت مزيد من الأنباء عن سقوط قتلى آخرين وتجدد الاحتجاجات أمس السبت.

وفي وقت متأخر أمس السبت اندلع مزيد من الاحتجاجات في مدينة مريوان الكردية بحسب ما أفادت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وأظهرت محتجين يشعلون حرائق في الشوارع بينما يسمع دوي إطلاق نار. ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من المقاطع.

ونشر حساب (1500 تصوير) الذي يتابعه قرابة 300 ألف مستخدم على "تويتر" مقاطع فيديو، قال إنها تظهر محتجين في مدينة آستارا في شمال غربي إيران يشعلون النار في حطام ودراجات نارية استولوا عليها من الشرطة.

كما قال حساب (1500 تصوير) وحسابات أخرى على "تويتر" إن قوات الأمن حاصرت بعض الجامعات، مثل جامعة ازاد في مشهد والكلية التقنية بجامعة طهران، لاعتقال طلاب نشطاء.

وفي إبداء آخر للتحدي، ظهر في مقطع فيديو نشره حساب (1500 تصوير) احتجاج صاخب في بلدة (لشت نشا) بشمال إيران هتف خلاله المتظاهرون "يجب أن يغرب رجال الدين عن وجوهنا". ولم تتمكن "رويترز" من التحقق من صحة اللقطات.

لم يتم نشر الحرس الثوري، الذي يخشاه الناس على نطاق واسع، منذ بدء الاحتجاجات، والحرس الثوري هو قوة نخبة لها باع طويل في قمع المعارضة في البلاد ويقدم تقاريره مباشرة للزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي.

ولكن تحذير سلامي، الذي ورد في كلمته خلال جنازة لقتلى سقطوا في هجوم وقع الأسبوع الماضي وأعلن تنظيم "داعش" المسؤولية عنه، يشير إلى أن خامنئي قد يطلق العنان لهذه القوة في مواجهة احتجاجات لا هوادة فيها تركز الآن على إطاحة حكومة طهران.