تعرض أقارب ضحايا الطائرة الأوكرانية للتعذيب والتهديد والقتل على يد عناصر الحرس الثوري الإيراني، بحسب ما نشر في موقع "إيران إنترناشيونال".
وتهدف حملة القمع إلى إرغام أقارب ضحايا الطائرة الأوكرانية على التزام الصمت ومسايرة الجهات الرسمية، بحسب ما نقل الموقع عن أحد الأقارب إلى جانب تعرضهم للمراقبة الدائمة ومنع العديد منهم من السفر خارج مدنهم.
يأتي الإعلان عن هذا تزامنا مع وصول بعثة دبلوماسية أوكرانية إلى طهران خلال الأسبوع الماضي للتحقيق في الحادث.
كما نظم أهالي الضحايا مسيرة احتجاجية أمام مبنى وزارة الخارجية في طهران للتفاوض مع هذه البعثة.
وقال شخص مقرب من عائلة ضحايا طائرة الركاب الأوكرانية المنكوبة إن بعضهم كان تحت السيطرة الأمنية المستمرة على مدار الأشهر التسعة الماضية، وتعرضوا للتعذيب الجسدي والتهديد بالاغتصاب من قبل عناصر أمن الحرس الثوري لإرغامهم على التزام الصمت ومسايرة الجهات الرسمية.
ولم يحدد النظام الإيراني أو يلاحق أياً من الجناة، وقد ذكر حتى الآن أسباباً متضاربة للحادث، بما في ذلك "خطأ بشري من قبل ضابط الدفاع" و"خطأ في نظام الدفاع".
وبحسب مصدر مطلع، فإن بعض عناصر هذه العائلات تعرضوا "للضرب" بشكل متكرر من قبل عناصر الحرس الثوري الإيراني أثناء الاستجواب، بحيث ظلت الندوب والجروح على أجزاء مختلفة من أجسادهم لفترة طويلة.
ومن الإجراءات الأخرى التي استخدمت ضد العائلات، التهديد "بالحقن، والقتل، والرمي في أطراف المدينة، والتحرش الجنسي بزوجة أو ابنة الأسرة"، وكذلك الضغط لفصلهم من وظائفهم.
وخلال هذا الوقت، كانوا تحت المراقبة المستمرة للتوقيع على بيانات التضامن مع النظام أو التزام الصمت والامتناع عن إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية.
وبحسب المصدر المطلع، فإن العديد من الذين فقدوا أحباءهم في هذه الحادثة وكانوا يعيشون في إيران مُنعوا من المغادرة من قبل أجهزة المخابرات والأمن حتى لا يسافروا إلى الخارج للإبلاغ عن هذه الحادثة ومتابعتها.
وأوضح أن "تحركات بعض أفراد هذه العائلات تتم مراقبتها على مدار الساعة من قبل عناصر أمن الحرس الثوري الإيراني في أماكن إقامتهم وعملهم، كما أنهم ممنوعون من السفر خارج المدينة دون إخطار مسبق للمحققين".
في سياق متصل قال شهود عيان وفقا للمصدر إن المسؤولين الأمنيين مارسوا ضغوطًا كبيرة على أهالي الضحايا للتسلل بينهم وإحداث الفتنة لمنع التنسيق بينهم في التقاضي.
وأشار إلى أن اتصالات العائلات مع بعضها البعض داخل وخارج البلاد تخضع لسيطرة وتنصت عناصر الأمن، كما يكذبون أحيانًا على العائلات ضد بعضهم البعض من أجل زرع الفتنة بينهم.
وأضاف المصدر المطلع: "إن الحرس الثوري الإيراني طلب من بعض الأقارب إبلاغ المحققين بانتظام بالأخبار والإجراءات التي يتم اتخاذها لمتابعة الحادث وتقديم الشكاوى والدعاوى القضائية داخل وخارج البلاد، والتجسس على بعضهم البعض".
إلى ذلك قالت المصاد رإن بعض أقارب الضحايا في الخارج تعرضوا للتهديد بالقتل عبر المكالمات والرسائل الشخصية.
وذكر الكاتب الإيراني المقيم في كندا، حامد إسماعيليون، الذي فقد ابنته وزوجته على متن الطائرة الأوكرانية المنكوبة، على صفحته في فيسبوك، أنه واجه "رسائل كراهية"، و"سيارات مشبوهة"، و"اتصالات غريبة"، و"تهديدات بالقتل".