قالت منظمة الطاقة الذرية في إيران اليوم الخميس إن "حادثا" وقع في منشأة نطنز النووية لكنه لم يسفر عن أضرار وإن الموقع يعمل بشكل طبيعي، في اعتراف مفاجئ للمرة الأولى.
ومنشأة نطنز لتخصيب الوقود التي تقع في محافظة أصفهان (وسط) على مساحة 100 ألف متر مربع وعلى عمق ثمانية أمتار تحت الأرض، واحدة من عدة منشآت إيرانية تخضع لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية قوله "الحادث وقع في إحدى الصالات المسقوفة في فناء موقع نطنز النووي. لم يسفر عن وقوع خسائر بشرية ولم يعرقل الأنشطة الجارية".
وأضاف أن فريق خبراء من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية يحقق في سبب الحادث.
وقال كمالوندي لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (ارنا) "لا داعي للقلق نظرا لعدم وجود نشاط في الصالة المذكورة من احتمال حدوث تلوث لأن الصالة المذكورة هي الذي تضررت وليست المنشأة ذاتها".
ولم يقدم أي تفاصيل حول طبيعة الحادث المذكور.
وشهدت منشأة نطنز حادثة غريبة في نوفمبر من العام الماضي حين منعت إيران مفتشة ضمن فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول المنشأة النووية بحجة أنها تحمل مواد ملوثة في حقيبتها وذلك بالتزامن مع إعلان إيران المرحلة الرابعة من خفض طهران التزاماتها النووية.
وأعلنت طهران في أيار/مايو تعليق عدد من الالتزامات التي ينص عليها الاتفاق النووي المتعدد الأطراف، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة بشكل أحادي في 2018.
ومنح الاتفاق الموقع مع مجموعة (5+1)، التي تضم روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، في 2015 إيران تخفيفا للعقوبات مقابل قيامها بالحد من برنامجها النووي.
وينص الاتفاق على التزام طهران بالتخلي، لمدة لا تقل عن 10 سنوات، عن أجزاء حيوية من برنامجها النووي، وتقييده بشكل كبير، بهدف منعها من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية.
لكن نوايا طهران غير الموثوقة جعلت الرئيس الأميركي دونالد ترامب ينسجب من الاتفاق ويعيد فرض عقوبات مشددة أحادية على طهران في خطوة للضغط عليها بالعودة لابرام اتفاق جديد.
ومجمع نطنز أحد منشآت تخصيب اليورانيوم الرئيسية في إيران.
ويأتي هذا "الحادث" بعد أسبوع من انفجار خزّان غاز صناعي قرب مجمّع عسكري، وهزّ العاصمة الإيرانيّة.
وأوضح المتحدّث باسم وزارة الدفاع داود عبدي وقتذاك أنّ "خزّان غاز انفجر في مكان عامّ في بارشين"، مشيراً إلى عدم وقوع ضحايا. ولم يحدّد بدقة مكان الانفجار.
ويُشتبه في أنّ موقع بارشين شهد اختبارات على انفجارات تقليديّة يمكن تطبيقها في المجال النووي، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلاميّة.
وخضع الموقع لتدقيق من الوكالة الدوليّة للطاقة الذرّية التابعة للأمم المتحدة في العام 2015.
وأول امس الثلاثاء، قُتل 19 شخصاً على الأقلّ جرّاء انفجار قوي هزّ مركزاً طبّياً في شمال طهران وفق ما نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانيّة "إسنا" عن أجهزة الطوارئ.
وأورد التلفزيون الرسمي أنّ الانفجار في مركز "سينا أطهر" الطبّي أدّى إلى تضرّر مبان مجاورة وتصاعد دخان أسود في أجواء المنطقة.
وقالت أجهزة الطوارئ في بيان إنّه "تمّ الإبلاغ عن انفجار تلاه حريق في مركز سينا أطهر الطبّي. أُرسِلت وحدات طبّية على الفور".
وأضافت أنّه "تمّ التأكّد من مقتل 13 شخصاً".
ولاحقاً، صرّح قائد شرطة طهران حسين رحيمي لوكالة إسنا أنّ رجال الإطفاء عثروا بعد ساعتين من إطفاء الحريق على جثث ستّة أشخاص، ما يرفع عدد القتلى إلى 19.
وأشار التلفزيون الرسمي إلى أنّ بين القتلى 15 امرأة.
من جهته، قال المتحدّث باسم إدارة الإطفاء في طهران جلال مالكي للتلفزيون الرسمي إنّ الانفجار وقع عندما اشتعلت نيران في اسطوانات غاز في مخزن المركز الطبّي.