انتقد وزير الدفاع الأمريكي السابق جيم ماتيس الرد الضعيف لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما على التهديد الإيراني المتصاعد، كاشفًا عن مؤامرة للأخيرة استهدفت تفجير مقهى راق في العاصمة واشنطن.
ونشرت صحيفة "واشنطن إكزامينر" الأمريكية تقريرًا استعرضت فيه الكتاب الجديد لوزير الدفاع السابق، الذي يحمل عنوان "استدعاء إشارة فوضى .. تعلم تولي القيادة"، وتضمن مفاجأة تكشف ضعف رد الإدارة السابق على ما وصفه "إعلان حرب" من جانب إيران، استهدف تفجير أحد المقاهي في واشنطن.
وقال ماتيس في كتابه إنه خلال فترة عمله قائدًا للقيادة المركزية الأمريكية في الفترة بين 2010 حتى 2013، كرر تحذيراته لإدارة أوباما بشأن إيران والإرهابيين، لافتًا إلى أن أوباما أقاله من منصبه بسبب تلك التحذيرات، وأن الإدارة لم تخبره حتى بشأن المؤامرة الإيرانية لتفجير المقهى.
وأوضح وزير الدفاع السابق أنه علم بشأن تلك المؤامرة من الضابط المناوب في تامبا بولاية فلوريدا، الذي أخبره بأن المدعي العام حينها إريك هولدر ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي وقتها روبرت مولر، عقدا مؤتمرًا صحفيًا لإعلان اعتقال الإيرانيين اللذين خططا للهجوم على "مقهى ميلانو".
ووصفت "واشنطن إكزامينر" المقهى بأنه من المقاهي الراقية في العاصمة واشنطن، وكان المفضل لدى الأثرياء والمشاهير.
وأوضح ماتيس في كتابه أن المدعي العام قال إن مؤامرة التفجير "وجهها ووافق عليها" عناصر من الحكومة الإيرانية، وتحديدًا، الأعضاء البارزين بفيلق القدس"، مشيرًا إلى أن قوات فيلق القدس كانت قوات العمليات الخاصة للحرس الثوري الإيراني.
وذكر ماتيس أنه اطلع على المعلومات الاستخباراتية بشأن العملية، وأنهم سجلوا موافقة طهران عليها، مشيرًا إلى أنه حال وقوع التفجير "كان ليكون أسوأ هجوم من هجمات 11 سبتمبر/أيلول، ولأصبح الموجودون في المطعم والشارع أشلاء".
وتابع: "شعرت أن انطباع إيران بشأن عجز أمريكا فقط هو ما كان يمكن أن يجعلهم يخاطرون بمثل هذا الفعل، على بعد بضعة أميال من البيت الأبيض، لو كانت تلك القنبلة انفجرت، لغيرت التاريخ"، مشيرًا إلى أن فشل التفجير يرجع إلى خطأ جوهري واحد، يتمثل في زرع عميل سري لوكالة مكافحة المخدرات في محاولة لتهريب القنبلة، ولولا هذا الخطأ، لنفذ الإيرانيون التفجير المدمر.
وأوضح ماتيس أنه أراد "الرد بقوة" على هذه المؤامرة، لكن الرئيس السابق باراك أوباما رفض إعلام الرأي العام بشأن مدى الخطورة الفعلية التي كانت عليها المؤامرة، قائلًا إنه تم التعامل مع إعلان حرب على أنه انتهاك لإنفاذ القانون، وسجن المذنبين الأقل شأنا.
ومن وجهة نظر ماتيس، كان يجب محاسبة إيران عن فعلتها والرد عند هجومها، لكنه قال إنه كان هناك سبب لعدم إقبال الإدارة الأمريكية السابقة على ذلك؛ إذ كانت تتفاوض سرًا مع إيران، "رغم أنني لم أكن على علم بالتفاصيل خلال هذا الوقت"، بحسب قوله.
وأوضح وزير الدفاع السابق أن تلك المفاوضات "السرية" أصبحت في النهاية الاتفاق النووي، الذي انسحب منه الرئيس دونالد ترامب عام 2018.
ولا يزال ماتيس يعتقد أن إيران تشكل الخطر الأكبر في الشرق الأوسط، وأن رفض إدارة أوباما لرد انتقامي أدى إلى تجرؤ طهران ومواصلتها تصعيد الهجمات، من بينها إسقاط الطائرة الأمريكية.