رفضت بريطانيا الاثنين فكرة أنها قد تفرج عن ناقلة إيرانية مقابل الإفراج عن سفينة ترفع العلم البريطاني احتجزتها طهران في الخليج.
وتصاعدت التوترات بين طهران ولندن منذ سيطرت قوات خاصة إيرانية على ناقلة ترفع علم بريطانيا في وقت سابق من الشهر. جاء ذلك بعد احتجاز قوات بريطانية لناقلة نفط إيرانية بالقرب من جبل طارق متهمة بانتهاك عقوبات مفروضة على سوريا.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "لن تكون هناك مبادلة".
وأضاف "لا يتعلق الأمر بنوع من المقايضة. يتعلق الأمر بالالتزام بالقانون الدولي وقواعد النظام القانوني الدولي وهذا ما سنصر عليه".
وأنذرت بريطانيا إيران بأن عليها اتباع القواعد الدولية والإفراج عن السفينة البريطانية إذا كانت طهران تريد "الخروج من الظلام".
وقال وزير الخارجية البريطاني لقناة سكاي نيوز "إذا كان الإيرانيون يريدون الخروج من الظلام وتقبلهم كعضو مسؤول بالمجتمع الدولي فإن عليهم الالتزام بنظام المجتمع الدولي المبني على القواعد".
وأضاف "لا يمكنكم المضي في احتجاز سفن أجنبية بشكل غير قانوني".
ويبدو ان السلطات الايرانية مستمرة في تصعيدها وتوتير الاجواء في المنطقة حيث ذكرت وكالة تسنيم للأنباء أن الحرس الثوري الإيراني نشر الاثنين تسجيل فيديو يظهر فيما يبدو أفرادا تابعين له يوجهون تحذيرا لسفينة حربية بريطانية ويطلبون منها الابتعاد خلال احتجاز ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا قرب مضيق هرمز يوم 19 يوليو/تموز.
ويقول ممثل لبحرية الحرس الثوري في التسجيل الذي بثته الوكالة "مطلوب منكم عدم التدخل في هذه الأمور".
ويرد عليه صوت بلكنة بريطانية قائلا "هذه السفينة الحربية البريطانية إف236. أنا على مقربة من مضيق معترف به دوليا مع سفينة تجارية إلى جواري تقوم بالمرور".
ويقول ممثل بحرية الحرس الثوري "لا تعرضوا حياتكم للخطر".
وتاتي دعوة وزير الخارجية البريطاني ايران الى الالتزام بالقانون الدولي فيما يتعلق بالناقلة المحتجزة بعد حديث مسئولين إيرانيين عن إمكانية اجراء مباحثات مع الغرب خاصة الولايات المتحدة الأميركية لكن بشروط في مناورة ايرانية متواصلة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي الاثنين إن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة ممكنة إذا استندت إلى جدول أعمال يمكن أن يؤدي إلى نتائج ملموسة لكن واشنطن لا تسعى للحوار.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي نقلته قناة (برس تي في) على الهواء مباشرة "يمكن إجراء الحوار والتفاوض عندما يكون لدينا جدول أعمال محدد وعندما يمكننا الخروج منها بنتائج ملموسة وعملية".
وتابع "لا يسعون للمحادثات. لا يسعون للحوار".
ولا ياخذ الغرب خاصة الولايات المتحدة الأميركية حديث ايران عن إمكانية إجراء محادثات تنهي حالة التوتر في المنطقة خاصة وان إيران صعدت مؤخرا من مواقفها عبر إجراء تجربة على صاروخ بالستي يصل مداه الى الف كيلومتر وتهديدات اطلقها مسؤولين ايرانيين باستهداف القواعد الأميركية في المنطقة.
ويرى مراقبون ان إيران تناور بالحديث عن إجراء مباحثات وإطلاق مفاوضات مع الأميركيين ثم التهديد باستهداف القوات الاميركية وناقلات النفط التي تمر في الخليج وعبر مضيق هرمز.
وقال حسين دهقان القائد بالحرس الثوري الإيراني الاربعاء إن طهران لن تتفاوض مع الحكومة الأميركية تحت أي ظرف وإنه إذا قررت واشنطن خوض حرب فسيتم استهداف كل القواعد الأميركية بالمنطقة.
وكان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني محمد صالح جوكار اكد في مايو/ايار إن الصواريخ الإيرانية يمكنها الوصول للسفن الحربية الأميركية في الخليج في خطاب تهديد.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أكد الأسبوع الماضي انه مستعد للذهاب الى ايران والحديث مع الشعب الإيراني وذلك في محاولة من الإدارة الأميركية لحشر ايران في الزاوية وإظهار عدم رغبتها في إجراء مباحثات جدية وإنهاء خرقها للاتفاق النووي لسنة 2015 وبالتالي تحميلها مسؤولية تصاعد التوتر في الخليج.
وتصريحات المسؤوليين الايرانيين حول إمكانية اجراء مباحثات جزء من سياسة تتبعها ايران لايهام العالم بانها تسعى لتخفيف التوتر وذلك بعد ان أفرجت عن 9 هنود هم جزء من طاقم سفينة "رياح" المحتجزة اضافة للسماح لمسؤولين روس بلقاء 3 من مواطنيهم من طاقم الناقلة البريطانية المحتجزة ستينا إمبيرو.
وتلقى المناورة الايرانية موقفا حازما من الغرب حيث اقترح الاوروبيون ارسال مهمة بحرية الى الخليج لحماية ناقلات النفط فيما قامت الولايات المتحدة بارسال جنود الى المملكة العربية السعودية.
وفي مقابلة نشرت الجمعة، قالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي إن باريس وبرلين ولندن تعتزم "تنسيق" إمكاناتها و"تقاسم المعلومات" بينها من أجل تعزيز أمن الملاحة، لكن بدون نشر تعزيزات عسكرية إضافية.
وكان الجيش الأميركي اعلن أنه يراقب مضيق هرمز أصلاً ويعمل على تطوير "مبادرة بحرية متعددة الجنسية" تحت اسم "عملية سانتينيل" من أجل رفع مستوى الرقابة والأمن في الممرات البحرية الأساسية في الشرق الأوسط.
وقررت بريطانيا بعد انتخاب بوريس جونسون رئيسا للحكومة مراقبة ناقلات النفط التي تحمل علم بريطانيا بنفسها.
وقد اثارت المواقف الصلبة للغرب تجاه طهران ردة فعل من قبل المسؤولين الايرانين حيث اعتبرت إيران الأحد الدعوة إلى إرسال مهمة بحرية أوروبية إلى الخليج أمراً "استفزازياً" ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي قوله "سمعنا أنهم يريدون إرسال أسطول أوروبي إلى الخليج الفارسي"، مندداً بما وصفها "الرسالة العدائية" وبالخطوة "الاستفزازية" التي "ستفاقم التوتر".
