بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

إنهاء داعش يحتاج الى حرب أستخباراتية دقيقة

الخبير العسكري إحسان القيسون
AvaToday caption
السياسييون في العراق عندما أستلموا السلطة لم يصبحوا رجالات الدولة، الدولة تحتاج الى رجالات لتبني وليس الى السياسيين
posted onJanuary 2, 2019
noبۆچوون

كثير من خبراء العسكريين و الأمنيين يؤكدون على إنتهاء قدرة تنظيم داعش على إحتلال مدن الكبيرة أو النائية، لكن يتخوفون من قدرة هذا التنظيم على ضرب المناطق الحساسة عبر حرب عصابات جوالة.

وفي حوار خاص مع شبكة (AVA Today) يكشف الخبير العسكري و الأمني العراقي إحسان القيسون، إن " داعش لم يكسر إرداتهِ، والعراق لايحتاج الى قطاعات عسكرية كبيرة لإنهاء داعش، وإنما على حرب أستخبارية دقيقة".

حاوره : کارزان حمید

خلافا لكثير من تصريحات و خبراء العسكريين، تتزايد تحركات داعش و بدأت بتنظيم صفوفها، وهل يدل هذه التحركات على قوة التنظيم المسلح في العراق؟

إحسان القيسون: أستطعنا أن ننتصر عسكرياً على داعش و لكن لم نستطع أن نكسر إرادتهِ إذاً العدو موجود، ثانياً الأسباب التي أدت الى تمدده كلها موجودة، التهميش، الأقصاء، الفساد الإداري و السياسي والمالي، هنالك مليون و 800 الف نازح الى الآن لم يعودوا الى ديارهم، لأسباب طائفية وعشائرية، كما هناك أزمة سياسية، مع أزمات كهرباء و مياه صالحة للشرب، هذه كلها  أسباب تعتبر أرض خصبة لزرعة بذور شر الأرهاب.

إذا كل الأسباب أدت الى تمدد داعش موجود، وفوق كلها داعش أستطاعت في الجغرافية الواسعة المتوحشة الذي كان يتواجد فيها،  قبل أحتلالها المدن يعود مرة أخرى الى هذه الجغرافيا و يقود مجاميع مسلحة بصورة غير مركزية وليس بقيادة مركزة موحدة، بل أسستها على شكل بؤر ومجاميع جوالة، كما تعتمد على خلايا النائمة.

داعش  لحد الآن يستطيع أن يسوق أفكاره بين الطبقة المسحوقة الفقيرة و الطبقة التي تحس إنها همشت و أخذت حقوقها، نراه مرة أخرى يعيد نفسه لكن لايستطيع أن يحتل مدن مرة ثانية، لأنهم فقدوا القدرة العسكرية.

إن لم يستطيع داعش أحتلال المدن، هل نرى ضربات داعش؟

إحسان القيسون: بالزمن المنظور لايستطيع لأنهم فقدوا كثير من قياداتهِ و مقاتليه واسحلتهِ وأعتدتهِ، لهذا عاد الى أستراتيجية القديمة وهي؛ حرب العصابات، الذي مرت عليه مدة زمنية لاتقل عن سنتين، وإذا أستطاعت أن يعيد صفوفهِ بعد تدمير و قتل قياداتهِ العليا والميدانيين.

لكن لو أستطاع كما في السابق من جذب عطف الطبقة المسحوقة و المهمشة، قد يحاول أن يعيد الكرة مرة أخرى لإحتلال المدن الكبيرة، ومقارنة باليوم داعش تقوم بعمليات إغارة على مدن و القصبات النائية في جنوب الموصل و غرب الأنبار، فهذا يدل على إن داعش قائم، لأننا كما قلت سابقا لم نستطع أن نكسر إرادتهِ لأسباب عديدة، وبالأخص كما قا هناك معطيات سلبية سوف تؤدي الى إعادة تنظيم داعش، وايضاً الى المعطيات العنيدة لأصغاء السياسي الذي يعتبر أحد أسباب تمدد داعش، لحد الآن الحكومة العراقية لم تشكل، بسبب صراعات سياسية مرتبطة بإرادات أقليمية .

 

ما مدى تأثير شغور منصب وزير الداخلية و تدخلات الأقليمية  على العملية السياسية وظهور داعش مرة أخرى في الميدان؟.

إحسان القيسون: السياسييون في العراق عندما أستلموا السلطة لم يصبحوا رجالات الدولة، الدولة تحتاج الى رجالات لتبني وليس الى السياسيين، نعم إن كل رجل دولة سياسي، ولكن ليس كل سياسي هو رجل دولة.

لنعود الى أساس السؤال الذي طرحتهُ، منصب وزير الداخلية ومنصب وزير الدفاع، الآن هذه المناصب سياسية وليس منصاب إدارة مقارنة بالفترات السابقة، لهذا لاتؤثر على محاربة داعش، اذا أختيرت وزير الداخلية أو الدفاع، لأن وزارة الدفاع تدار من قِبل رئيس أركان ومعاونهِ وليس من قبل شخص الوزير، فالوزير لاعلاقة له بذلك وإنما هي منصب سياسي و يتم أختيارهِ. وكذلك الداخلية شبيه بالأول.

وحتى لو أختير فالح الفياض، لمنصب وزير الداخلية، فالشخص ليس له خبرة، صحيح أنه كان مسؤول الأمكن الوطني، لكن هذا لايحسب على أنه يتقلى خبرتهِ، السؤال الذي يجب طرحهِ هو هل الفياض حرفي وأكاديمي وهل مر بمراتب العسكرية و الأمنية من ملازم و ثم ترفع تدريجياً؟ الجواب لا. أربعة أو ثمان سنوات ليس كافية لتراکم خبرة لوزير الدفاع .

اليس حرب العصابات أشد المعارك حدة و تدميراً مقارنة بالحرب التقليدية، و ما قدرة العراق على تحجيم هكذا حروب وخاصة من قِبل داعش؟

إحسان القيسون: حرب العصابات تنهك قطاعات العسكرية و تستنزف القدرات الأستخبارية، الآن لانحتاج الى قطاعات العسكرية و قعقعة السلاح، وإنما نحتاج الى حرب أستخبارية ومعلومات أستخبارية، وكذلك عمليات إنزال على بؤر و على مجاميع الجوالة في الصحراء الغربية.

وهذه العمليات لاتحتاج الى قطاعات عسكرية كبيرة فيها مدفعيات ودبابات، وإنما حرب أستخبارية دقيقة.