بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

جدل في الشارع العراقي بعد مؤتمر أربيل

مؤتمر أربيل
AvaToday caption
أعربت الحكومة العراقية والرئاسة وأطراف سياسية رفضها للمؤتمر الذي نظمه مساء الجمعة "مركز اتصالات السلام" ومقره نيويورك، وتناول قضية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية والتقارب بين المجتمعات المدنية
posted onSeptember 26, 2021
noبۆچوون

منذ يومين والعراق منشغل بجدل حول مؤتمر أقيم في أربيل، عاصمة إقليم كوردستان، دعي فيه لأول مرة بشكل علني إلى "التطبيع" مع إسرائيل.

وفي العراق، يعتبر هذا الموضوع حساسا للغاية، خاصة وأن البلاد تقع ضمن ما يسمى بـ"صراع المحاور" الذي تمثل قضية العلاقات مع إسرائيل، أو محاربتها، قضية مركزية يختلف عليها أطرافه، بحسب المحلل السياسي العراقي، زياد المهدي.

ويقول المهدي في تصريح صحفي إن "فكرة التطبيع استخدمت بكثافة في التسقيط السياسي منذ عشرات السنين في العراق، ولهذا لن يتمكن أحد من النقاش بشأنها من دون المجازفة بالتعرض لغضب أحد المحاور المتصارعة في العراق".

وبالنسبة للمهدي فإن هذه المحاور هي "محور إيران والمتعاونون معها، الذين يناصبون – علنا على الأقل – إسرائيل العداء، والمحور الثاني الذي يتكون من المجموعات التي تدعمها الدول الخليجية التي وقعت مؤخرا اتفاق تطبيع مع إسرائيل".

ويقول المهدي إن "التهديد الإيراني كان واحدا من أسباب تطبيع تلك الدول مع إسرائيل، ولهذا يعتبر الموضوع ذا أهمية خاصة بالنسبة للعراق".

واجتمع عشرات من العراقيين، أغلبهم من المحافظات الغربية، بدعوة لمؤتمر "يبحث حوار الأديان" والسلام بينها، بحسب حازم النشوع، المحلل السياسي العراقي من محافظة صلاح الدين وأحد الحاضرين في المؤتمر.

وقال النشوع لقناة "الحرة" الأميركية إنه "غادر المؤتمر قبل إلقاء الكلمات، بعد أن فهم إنه المؤتمر لا علاقة له بحوار الأديان، أو بإقامة أقاليم، وإنما للدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل".

ويقول النشوع إن آخرين غادروا معه لنفس السبب بينما "بقي الآخرون بدون أن يعرفوا حقيقة المؤتمر".

ويضيف النشوع "قال لنا منظمو المؤتمر إنهم سيبحثون موضوع إقامة الأقاليم، وأن لديهم تفاهمات مع جهات دولية لدعم مشروع الأقاليم في الأنبار، لنفهم لاحقا أن الموضوع ليس كما ادعوا".

ومثل النشوع، نفى حاضرون آخرون علمهم بما أثارته الكلمات التي ألقيت من مفاهيم، أهمها الدعوة للتطبيع صراحة مع‘سرائيل.

وفي بيان، قال نجل شيخ عشير البو ناصر، التي ينتمي إليها رئيس النظام العراقي السابق، صدام حسين، إن " المؤتمر الذي حضرناه في أربيل التقيت بالشيخ وسام مشحن الحردان ولفيف من الشيوخ والمثقفين قبل المؤتمر بيوم، وحدثنا الشيخ وسام عن المؤتمر وعنوانه التعايش السلمي بين الديانات ومن ضمنها الدين اليهودي".

وأضاف أن "هذا أمر اتصور يتفق عليه الجميع أننا لا نملك أي خصومة مع الديانات الأخرى ومنه نتكلم بقضية النازحين وهموم الناس ومطالبه المجتمع الدولي بالتدخل لحل مشاكلنا وفعلا حضرنا المؤتمر ووجدنا لفيف من الناس الخيرة، وطبعا أغلبهم مغرر به وتفاجأنا من خلال الخطابات بكلمة إسرائيل والتعايش السلمي ومبادرة إبراهيم وما فعلته دولة الإمارات والتطبيع مع إسرائيل".

وأثار المؤتمر، كما يبدو، الاهتمام في إسرائيل أيضا إذ رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، السبت، بالاجتماع. ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن بينيت قوله إن "مئات من الشخصيات العراقية العامة، سنة وشيعة، تجمعوا أمس للمطالبة بالسلام مع إسرائيل".

وأضاف بينيت "هذه دعوة تأتي من الأسفل وليس الأعلى، من الناس وليس من الحكومة، والاعتراف بالظلم التاريخي الذي مورس على يهود العراق خصوصا أمر هام".

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، إن هذا الحدث "يبعث الأمل في أماكن لم نفكر فيها من قبل". وأضاف "نحن والعراق نتقاسم تاريخا وجذورا مشتركة في الطائفة اليهودية، وكلما تواصل شخص ما معنا، سنفعل كل شيء للتواصل معه".

لكن المحلل السياسي العراقي، مرتضى العودة، يقول إن "الموضوع قد يكون بشكل كبير مرتبطا بالتسقيط الانتخابي، خاصة وأن عقد مؤتمر لمعالجة قضية حساسة مثل التطبيع، يستلزم على الأقل أن يكون المدعوون على علم بما دعوا إليه".

ويقول العودة إن "الحاضرين قد يكونوا تعرضوا فعلا للخديعة لتسقيطهم انتخابيا واجتماعيا، خاصة وأن المؤتمر عقد قبل أسبوعين فقط من الانتخابات العراقية".

ولا يعتقد العودة أن المؤتمر سيؤثر كثيرا في رأي الشارع تجاه القضية، سواء بالسلب أو الإيجاب لأن "المؤتمر فقد مصداقيته بعد إعلان الكثير من الحاضرين أنهم تعرضوا للخديعة لأجل حضوره"، كما أن "التطبيع قرار دولة، وليس قرارا شعبيا".

وعلقت وزارة الخارجية العراقية، الأحد، على "مؤتمر التطبيع" مع اسرائيل، الذي عقد في محافظة أربيل مؤخراً.

وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية، احمد الصحاف، في بيان "نؤكدُ الموقف الثابت والمبدئي من القضيّة الفلسطينية الذي نُعربُ عنه في مختلف المحافل الدوليّة".

وأضاف أن "حق الشعب الفلسطيني لن يسقط بالتقادم ومسألته باتت ضمير شعب بالنسبة للعراقيين".

ولم تصريح أحد من المنظمين للمؤتمر، ومن بينهم شخصيات بارزة مثل، وسام الحردان، رئيس صحوة الأنبار السابق، والمرشح السابق ضمن قائمة انتخابية لرئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.

وأعربت الحكومة العراقية والرئاسة وأطراف سياسية رفضها للمؤتمر الذي نظمه مساء الجمعة "مركز اتصالات السلام" ومقره نيويورك، وتناول قضية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية والتقارب بين المجتمعات المدنية.

ولم يصدر بيان بعد من المنظمة، لكنها شاركت عبر حسابها على تويتر إشادات بالمؤتمر.

وأعلنت السلطات العراقية، الأحد، صدور مذكرات قبض بحق المشاركين في مؤتمر "السلام والاسترداد"، الذي دعا إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وفقا لوكالة الأنباء العراقية "واع".

وقال مجلس القضاء الأعلى في بيان إن "محكمة تحقيق الكرخ الأولى وبناء على معلومات مقدمة من مستشارية الأمن القومي أصدرت مذكرة قبض بحق المدعو (وسام الحردان) على إثر الدور الذي قام به في الدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل".

وأضاف "كما تم إصدار مذكرة قبض بحق المدعو مثال الألوسي، والموظفة في وزارة الثقافة، سحر كريم الطائي، عن الجريمة نفسها".

وأشار البيان إلى أنه "سيتم اتخاذ الاجراءات القانونية بحق بقية المشاركين حال معرفة أسمائهم الكاملة".

ونفت سلطات إقليم كوردستان صلتها بالاجتماع وتوعدت بعض القائمين عليه بالعقوبات.

وشددت السلطات في إقليم كوردستان، السبت، على اتخاذ إجراءات ضد منظمي المؤتمر الذي دعا للتطبيع مع إسرائيل، من بينها إبعادهم عن أراضي الإقليم.

وقالت وزارة الداخلية في الإقليم إن بعض المشرفين على إقامة المؤتمر قاموا بـ"حرفه" عن أهدافه واستخدامه لـ"أغراض سياسية".

وأضاف البيان أن المؤتمر، الذي انعقد في أربيل، الجمعة، كان يهدف "للعمل على مفاهيم التعايش وتطبيق أسس الفيدرالية في العراق على ضوء الدستور العراقي الدائم".