بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

لقاء بايدن بينيت... ترجيح العسكري على الدبلوماسي ضد إيران

نفتالي بينيت
AvaToday caption
بينيت يعتقد أنه سيدفع بايدن إلى موقفه من إيران من خلال الدفع بأن طهران على بعد شهرين فقط من الحصول على المواد اللازمة لصنع سلاح نووي. وأن نيته غير معروفة بشأن الاستعداد لتوقيع اتفاق والعودة إلى طاولة المفاوضات
posted onAugust 27, 2021
noبۆچوون

هدى رؤوف

يعقد اليوم الخميس 26 أغسطس (آب) أول لقاء بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، في أول زيارة له إلى الولايات المتحدة. تحدثت الصحف الإسرائيلية عن أن إيران ستتصدر أجندة اللقاء، لا قضية استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.

كتبنا كثيراً حول موقف إسرائيل من الملف النووي الإيراني. فإسرائيل تعتبر طهران مصدر تهديد وجودي، لا سيما نشاطها النووي الذي ازداد خلال العامين الماضيين. الجديد في ظل اللقاء الأميركي الإسرائيلي، أنه سيعكس رؤيتين مغايرتين للتعامل مع الملف النووي وإيران عموماً، لكن ما سينتج هذا اللقاء سيكون المزيد من العمل العسكري وحرية التصرف الإسرائيلي ضد إيران، واستمرار حرب الظل المتعددة الأبعاد.

ففي حين بايدن سيمثل تفضيل المسار الدبلوماسي والمفاوضات لإحياء الاتفاق النووي، سيعكس بينيت تبني المسار العسكري. وهنا السؤال المطروح هل سيغلب المسار الدبلوماسي أم العسكري؟ الإجابة في الواقع هو أن المسارين سيتم اتباعهما في التعاطي مع إيران في الشرق الأوسط.

ومن ثم تدور أهداف بينيت من اللقاء حول أهداف رئيسة هي: الأول هو نجاعة استمرار التحرك الإسرائيلي العسكري تجاه إيران بشكل عام وليس فقط منشآتها النووية، بل ضد سياستها الإقليمية وضمنها حلفاؤها الإقليميون. الهدف الثاني، ضمان التفوق العسكري الإسرائيلي في مقابل مواجهة إيران.

بينيت يعتقد أنه سيدفع بايدن إلى موقفه من إيران من خلال الدفع بأن طهران على بعد شهرين فقط من الحصول على المواد اللازمة لصنع سلاح نووي. وأن نيته غير معروفة بشأن الاستعداد لتوقيع اتفاق والعودة إلى طاولة المفاوضات، ومن ثم يجب على المجتمع الدولي أن يتبنى خطة بديلة وقابلة للتطبيق من أجل وقف إيران.

إن التقدم في البرنامج النووي الإيراني دفع الجيش الإسرائيلي إلى تسريع خططه العملياتية، وتمت الموافقة على ميزانية الدفاع بقيمة 58 مليار شيكل (18 مليار دولار) للعام المقبل، منها ما يقرب من ملياري شيكل (620 مليون دولار) مخصصة لجهود الجيش لمواجهة إيران.

في الوقت ذاته، وأثناء وجود بينيت في واشنطن، خرجت التصريحات من المسؤولين العسكريين الإسرائيليين لتزيد من ترجيحات تكثيف العمل العسكري ضد إيران في الفترة المقبلة. فتحدث أفيف كوخافي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بأن الجيش الإسرائيلي يعمل على تطوير خططه لضرب البرنامج النووي الإيراني في ضوء تحرك إيران نحو التكنولوجيا اللازمة لسلاح نووي والمفاوضات المتوقفة بينها وبين واشنطن. وفي السياق ذاته، هدد وزير الدفاع بيني غانتس بأن بلاده قد تضطر إلى القيام بعمل عسكري ضد إيران.

وعلى الرغم من تصريح غانتس بأن الهدف هو التوصل إلى اتفاق "أطول وأقوى وأوسع" من الاتفاق القديم، على اعتبار أن البرنامج النووي الإيراني يمكن أن يفتح سباق تسلح في المنطقة، فإنه من واقع تحركات إسرائيل تجاه إيران وأنشطتها الخارجية، فإنه حتى في حال تم إحياء الاتفاق ستظل إسرائيل تعمل على تقييد وتحجيم محاولات إيران للتوسع الإقليمي وممارسة التأثير والنفوذ.

لذا فالموقف الإسرائيلي من إيران ليس ذا وجه واحد، بل متعدد المسارات، فتل أبيب تواجه طهران في سوريا والعراق. سوريا وحدها شهدت غارات عدة على مستودعات الأسلحة وعلى الميليشيات العاملة في الميدان السوري والمحسوبة على إيران، هذا بخلاف حرب البحار التي نشبت بينهما من خلال مهاجمة السفن التابعة لكل منهما.

فقد شنت البحرية الإسرائيلية أكثر من 12 هجوماً على السفن الإيرانية أثناء توجهها إلى سوريا في العامين الماضيين، واستهدفت إيران بدورها عدداً من سفن الشحن المملوكة لإسرائيل أو المرتبطة بها.

مصادر التهديد لإسرائيل ولكثير من دول الخليج ليست النووي الإيراني فقط، بل نشاط إيران ووكلائها في سوريا والعراق واليمن، الذي معه يزداد نشاط صواريخ كروز الطويلة المدى والطائرات من دون طيار حاملة المتفجرات.

من المرجح أن تشهد الفترة المقبلة نشاطاً إسرائيلياً ضد إيران على مختلف المستويات ومعها العسكري، وهو ما سيحاول بينيت إقناع بايدن باستمرار إسرائيل في مسعاها، نظراً إلى التطورات المتلاحقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وإيران التي تدور حول الانسحاب الأميركي من أفغانستان، الذي سيعطي إيران حرية تحرك في آسيا، والذي اعتبرته ضعفاً وفشلاً أميركياً. كذلك هناك التعنت الإيراني ووقف مباحثات فيينا نحو شهرين حتى الآن، وإعلان إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، أن سياسة بلاده الجديدة تستهدف الشرق الأوسط وآسيا، وبالأخص تعزيز شراكتها مع الصين وروسيا وأفغانستان الجديدة.

لذا ستحتاج إيران إلى قيود إضافية على سياستها الخارجية ومشروعها الإقليمي، وهو ما ستتصدى له إسرائيل، وإن ما كان يسمى "حرب الظل" بين إسرائيل وإيران ستستمر لكن سيستمر معها عدم الاستقرار الإقليمي.