في كلمته أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، الاثنين، جدد المدير العام رافائيل غروسي، مطالبته إيران بالشفافية وتقديم المعلومات من أجل بناء الثقة، وذلك بعدما أكد أنها لم تقدم التفسيرات اللازمة لوجود جزيئات المواد النووية في أي من المواقع الثلاثة غير المعلن عنها على أراضيها، رغم مرور عدة أشهر على الطلب.
وأضاف أن إعادة بناء الثقة لن يتم ما لم تظهر طهران التزامها، في إشارة منه إلى حديث إيران الدائم عن التعامل بحسن نية، متمنياً أن يتحول ذلك الكلام إلى عمل جاد.
كما شدد على أن أنه لا يمكن للسلطات هناك إعاقة عمل المفتشين الدوليين ثم التظاهر بوجود ثقة متبادلة، وفق قوله.
وتابع أن إيران قالت إنها ستتعاون، إلا أنها لم تفعل شيئا، مضيفاً أنه وفي ظل عدم وجود إجابات واضحة وصريحة من طهران، فإن الوكالة تشعر بقلق عميق، وذلك لأن المواد النووية التي كانت موجودة في المواقع الثلاثة غير المعلنة في البلاد قد باتت في مواقع مجهولة اليوم.
إلى ذلك، لفت إلى أن القلق موجود أيضاً لأن المناقشات الفنية بين الوكالة وإيران لم تسفر عن النتائج المتوقعة، مكرراً مطالبة طهران بتوضيح وحل سريع لهذه القضايا دون مزيد من التأخير.
وكشف أن المحادثات مع إيران لم تحقق تقدما ملموسا، وأن مفاوضات فيينا معقدة وقد غاب عنها التسلسل الزمني للالتزام بالاتفاق النووي.
وأضاف أن على إيران تقديم المعلومات والوثائق والأجوبة عن أسئلة الوكالة، مشدداً على أن عدم إحراز تقدم في هذا الملف يؤثر بشكل خطير على قدرة الوكالة على تقديم ضمانات بشأن الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي.
وأتى اجتماع مجلس المحافظين متزامناً مع استئناف الجولة السادسة للمحادثات النووية التي انطلقت منذ أبريل الماضي في العاصمة النمساوية.
كما من الممكن أن يترتب على أي قرار يصدر عن الاجتماعات، تصعيد للتوتر بين طهران والغرب، ما يعرض محادثات فيينا الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، للخطر.
وكان السفير الروسي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا ميخائيل أوليانوف، قد شدد الأحد، على عدم جواز التدخل في محادثات فيينا بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة.
وأضاف في تغريدة عبر تويتر، أن أجندة موسعة ستطرح على الطاولة، متوقعاً صدور تقارير غير إيجابية بالنسبة لإيران.
يشار إلى أن القوى الأوروبية الثلاث، كانت أعدت في الاجتماع ربع السنوي الأخير لمجلس المحافظين الذي يتألف من 35 دولة، بتأييد من الولايات المتحدة، مشروع قرار ينتقد طهران لكنها لم تقدمه بشكل رسمي مع إعلان مدير الوكالة الذرية رافائيل غروسي عن محادثات جديدة.
وقالت الوكالة الدولية الأسبوع الماضي، إن المحادثات الرامية إلى حمل إيران على تفسير مصدر جزيئات اليورانيوم التي يعتقد أنها مرتبطة بأنشطة سبقت الاتفاق النووي بزمن طويل، فشلت في الوصول إلى تفسيرات جديدة.