لا تفوت إيران أية أزمة في المناطق المحيطة بها بما في ذلك الصراع في منطقة القوقاز للتدخل من اجل توسيع نفوذها بحجج عديدة من بينها ذرائع الوساطة.
وفي هذا الصدد أكدت إيران على ضرورة حل المشاكل الناشئة بين أذربيجان وأرمينيا عبر الوسائل السلمية، معربة عن استعدادها لمساعدة البلدين في حل خلافهما.
جاء ذلك في تصريح صحفي الثلاثاء، للمتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، قيم خلاله النزاع بين أذربيجان وأرمينيا في منطقة إقليم "قره باغ"، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).
وأوضح ربيعي، أن موقف إيران من الاعتراف بوحدة الأراضي الأذربيجانية والالتزام بها واضح للغاية، وأن طهران أكدت مرارا على هذا الحق المشروع في إطار القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وأضاف أن "إيران وتركيا وروسيا، يمكنهم مساعدة البلدين الجارين في حل النزاع بالطرق السلمية وفي إطار قرارات الأمم المتحدة".
وأكد على ضرورة إيجاد طريقة سلمية لحل النزاع والعودة إلى عهد ما قبل الاحتلال، مضيفا "لا حل للنزاع إلا عبر الحوار، وأن كل الخيارات الأخرى لن تخدم مصالح شعوب المنطقة".
ولكن حديث ايران عن الوساطة وجهود السلام ليس الا محاولة إيرانية مكشوفة للتدخل في تلك المنطقة الحيوية والإستراتيجية فطهران ابعد ما يكون عن السلم ومثلت ميليشياتها في منطقة الشرق الأوسط ودعمها لحركة طالبان في أفغانستان اكبر دليل على دورها في تهديد امن المجتمعات.
وأسفرت مواجهات عنيفة بين الجيش الأذري والانفصاليين في منطقة ناغورني قره باغ الأحد عن مقتل مدنيين من الجانبين، وفق ما أفادت باكو ومسؤولون انفصاليون موالون لأرمينيا بينما اتهم كل طرف الآخر ببدء الأعمال العدائية.
وتصاعد القتال خلال اليومين الأخيرين مع اعلان ارمينيا الثلاثاء ان تركيا أسقطت إحدى طائراتها العسكرية.
وتسيطر أرمينيا منذ عام 1992 على نحو 20 بالمئة من الأراضي محل النزاع والتي تضم إقليم قره باغ (يتكون من 5 محافظات) و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي آغدام وفضولي.
ورغم ان ايران تعلن أنها في حياد من الصراع لكن مراقبين يرون ان طهران اقرب الى المواقف الارمنية من اذربيجان رغم ان الاذريين شيعة في الغالبية الساحقة منهم وهي نفس طائفة الشعب الإيراني رغم قربهم من العراق التركي.
ويعود هذا الموقف لمخاوف طهران من الأقلية الاذرية داخل إيران فالأذريون يعتبرون أكبر قومية، في البلاد (16%) بعد الفرس الذين يمثلون 61% من سكان إيران، وحتى قبل الأكراد الذين يمثلون 10%..
كما تمتلك إيران علاقات استخباراتية قوية مع أرمينيا حيث سعت طهران في السابق لإحباط خطة بول غوبل، المستشار السابق لوزير الخارجية الأميركي لشؤون القوميات في الاتحاد السوفييتي لاستبدال أراضي بين ارمينيا واذربيجان.
