في وقت انتعشت فيه الأسهم الآسيوية بنهاية تعاملات الأسبوع، لم تستطع الأسهم الأوروبية والأميركية الحفاظ على مكاسبها، أما أسواق النفط فعمقت من خسائرها بسبب تداعيات فيروس كورونا واستمرار حرب الأسعار.
تراجعت الأسهم الأميركية الجمعة منهية موجة صعود دامت لثلاث جلسات مع تجدد الشكوك حيال مصير الاقتصاد الأميركي وارتفاع عدد حالات الإصابة بكورونا في الولايات المتحدة.
وهبط المؤشر داو جونز الصناعي أكثر من 4%، ونزل المؤشر ستاندرد أند بورز 500 بمقدار 3.37%، كما انخفض المؤشر ناسداك المجمع نحو 3%.
وخلال هذا الأسبوع، ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز بحوالي 1% بفضل مكاسب تحققت منتصف الأسبوع على خلفية العمل على حزمة مساعدات الكونغرس، لكن المؤشر خسر حوالي 25% من ذروته التي بلغها في فبراير/شباط الماضي.
أغلقت الأسهم الأوروبية منخفضة أمس الجمعة بعد أن فشل مشرعو الاتحاد الأوروبي في الاتفاق على حزمة إنقاذ من تداعيات فيروس كورونا.
وأغلقت المؤشر ستوكس 600 الأوروبي معاملات أمس على هبوط بلغ 3.3% بعد الإعلان عن إصابة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
وجاءت التراجعات عقب موجة صعود لثلاثة أيام، ليحقق المؤشر أفضل أداء أسبوعي له منذ 2011. وواصلت الأسهم القيادية في لندن خسائرها عقب الأنباء، وأغلقت منخفضة 5.3%.
وقال أندريا سيسيوني، مدير الإستراتيجية لدى تي أس لومبارد في لندن، "ربما كانت إصابة بوريس بالفيروس أحد أسباب البيع، لكنه كان سيحدث على أي حال.. الخلاصة أن التعافي من هذه الأزمة سيكون أبطأ بكثير من معظم التوقعات. وسيتباطأ بدرجة أكبر جراء المستوى المرتفع من البطالة ونقص الإنفاق الرأسمالي".
وتراجعت أسهم شركات النفط والغاز 4.6% لكنها كانت أفضل أداء من نظيراتها على مدار الأسبوع، إذ صعدت 19% مع استمرار تعافيها من أدنى مستوى في 24 عاما.
وكان أداء قطاع صناعة السيارات الأوروبي هو الأسوأ أمس، وفقد مؤشره نحو 5.8%. وانخفضت أسهم شركات السفر والترفيه 5.8%، كما هبطت أسهم البنوك 5.4%.
فقدت معظم أسهم الخليج الرئيسية الزخم الخميس الماضي، منهية صعودا استمر ليومين نجم عن حزمة تحفيز عملاقة حجمها تريليونا دولار في الولايات المتحدة تهدف إلى تخفيف الضرر الاقتصادي الناجم عن جائحة فيروس كورونا السريع الانتشار.
ففي أبو ظبي، هبط المؤشر 3.8%، وتراجع مؤشر بورصة دبي الرئيسي 0.8%، كما خسر مؤشر بورصة قطر 0.7%، وبورصة مسقط 0.5%، والكويت 1.1%.
بالمقابل ارتفع المؤشر الرئيسي بالبورصة السعودية ارتفع 1.9%، مواصلا المكاسب للجلسة الثالثة على التوالي، وصعد مؤشر الأسهم القيادية بالبورصة المصرية 0.5%، كما ارتفع مؤشر البحرين 0.3%.
سجلت الأسهم الآسيوية ارتفاعا في تعاملات أمس الجمعة عقب مكاسب قوية في بورصة وول ستريت يوما قبل ذلك، في حين انخفضت الأسهم الأسترالية بشكل حاد.
ارتفع مؤشر نيكي القياسي 225، بواقع 3.88%، في حين كسب مؤشر توبكس الأوسع نطاقا نحو 4.3%.
وارتفع مؤشر "كوسبي" في كوريا الجنوبية 1.2%، ومؤشر "هانج سينغ" في هونغ كونغ 1.05%، كما ارتفع مؤشر "شنغهاي" المركب 0.95%.
بالمقابل أنهى مؤشر "أس آند بي/ إي أس أكس 200" في أستراليا جلسة التعاملات على انخفاض 5.3% بعد ارتفاع بواقع 5.5% في جلسة الخميس.
هوت أسعار النفط 5% نهاية الأسبوع مواصلة خسائرها للأسبوع الخامس على التوالي مع طغيان تحطم الطلب الناتج عن فيروس كورونا على جهود التحفيز من صناع السياسات في أنحاء العالم.
وكلا عقدي الخام (برنت والأميركي) انخفضا نحو الثلثين هذا العام، في حين أجبر تهاوي النشاط الاقتصادي والطلب على الوقود جراء فيروس كورونا شركات النفط والطاقة على تقليص استثماراتها.
وانخفض خام برنت بما يعادل 5.35% أمس الجمعة ليتحدد سعر التسوية عند 24.93 دولارا للبرميل. وانخفض خام برنت نحو 8% هذا الأسبوع.
وأغلق الخام الأميركي منخفضا بـ4.82% ليبلغ 21.51 دولارا. ونزل الخام الأميركي أكثر من 3% على مدى الأسبوع.
وقال بوب ياوجر، مدير العقود الآجلة للطاقة لدى ميزوهو في نيويورك، "نفد ما لدينا من ذخيرة لدعم السوق.. الحكومة استنفدت ذخيرتها هذا الأسبوع. وفي الأسبوع القادم ستكون السوق بمفردها".
وقال مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول إنه في ظل لزوم ثلاثة مليارات شخص منازلهم، فإن الطلب العالمي على النفط قد يهبط 20%، داعيا كبار المنتجين مثل السعودية إلى تقديم يد العون لجلب الاستقرار إلى أسواق الخام.
أما يوجين فاينبرغ، المحلل لدى كومرتس بنك، فقال "لدينا شكوكنا حيال ما إذا كانت السعودية ستدع أحدا يحملها بمثل هذه السهولة على العودة عن مسار الانتقام الذي شرعت فيه حديثا"، مشيرا إلى حرب الأسعار المستعرة بين روسيا والمملكة.