رفتن به محتوای اصلی

الكورد أقلية عالقة بين انتقام تركي-إيراني

الشعب الكوردي
AvaToday caption
كانت القوات الكوردية التابعة لوحدات حماية الشعب إحدى القوات الرئيسية التي قاتلت تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الارهابية في سوريا منذ 2014 بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة
posted onNovember 23, 2022
noدیدگاه

يتعرض الكورد في شمالي سوريا والعراق في  الفترة الأخيرة لهجمات تركية وإيرانية مكثفة كأنما اتفقت الدولتان الجارتان على عمليات انتقامية، بينما يجمعهما توجس من النزعة الانفصالية للأقلية الكوردية وان كانت مبررات الهجمات من الجانبين "مكافحة الإرهاب".

وتستهدف تركيا حاليا المقاتلين الكورد في معاقلهم في شمال العراق وسوريا بسلسلة من الضربات الجوية والقصف المدفعي، متهمة مجموعات كوردية بالمسؤولية عن تفجير عبوة ناسفة في 13 نوفمبر في إسطنبول في هجوم أسفر عن مقتل 6 أشخاص.

وتقصف إيران أيضا المعارضة الكوردية الإيرانية في شمال العراق وتتهم تشكيلاتها بدعم التظاهرات التي اندلعت في الجمهورية الإسلامية منذ وفاة الشابة الكوردية الإيرانية مهسا أميني في منتصف سبتمبر الماضي.

والكورد من أصول هندو-اوروبية ينحدرون من الميديين في بلاد فارس القديمة من الذين أسسوا إمبراطورية في القرن السابع قبل الميلاد.

وأكثرية الكورد من السُنة وبينهم أقليات غير مسلمة (مسيحيون وايزيديون وغيرها) كما أن تشكيلاتهم السياسية علمانية بغالبيتها وينتشرون على نحو نصف مليون كيلومتر مربع. ويتراوح عددهم الإجمالي بين 25 و35 مليون نسمة.

ويعيش العدد الأكبر منهم في تركيا حيث يمثلون نحو 20 بالمئة من السكان. ويشكل الكورد في العراق بين 15 و20 بالمئة من السكان وفي سوريا 15 بالمئة وفي إيران نحو 18 بالمئة. واحتفظ الكورد على مر الأيام بلهجاتهم وتقاليدهم وبنمط اجتماعي عشائري إلى حد كبير.

كما تقيم مجموعات كبيرة من الكورد أيضا في أذربيجان وأرمينيا ولبنان وكذلك في أوروبا خصوصا في ألمانيا.

ومهد انهيار الإمبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى الطريق لإنشاء دولة كوردية، بموجب معاهدة سيفر في 1920، في شرق الأناضول وفي محافظة الموصل.

لكن بعد انتصار مصطفى كمال أتاتورك في تركيا، تراجع الحلفاء عن قرارهم. وفي 1923 كرّست معاهدة لوزان سيطرة أنقرة وطهران وبريطانيا العظمى في العراق وفرنسا في سوريا، على السكان الكورد.

وكانت القوات الكوردية التابعة لوحدات حماية الشعب إحدى القوات الرئيسية التي قاتلت تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الارهابية في سوريا منذ 2014 بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وفي مطلع 2015، طردت القوات الكوردية المدعومة من التحالف التنظيم المتطرف من كوباني، قرب الحدود التركية.

وتشكلت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المؤلفة من 25 ألف كوردي و5000 عربي في أكتوبر عام 2015 وتسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكوردية وتتلقى مساعدة كبيرة من واشنطن.

خريطة توزيع الكورد

ودحرت قوات قسد تنظيم الدولة الإسلامية من معقله في الرقة، ثم سيطرت على آخر معاقله في سوريا في الباغوز، في مارس 2019. وفي العراق، شارك مقاتلو البشمركة الكوردية أيضا في القتال ضد المتطرّفين.

ونظرا إلى مطالبة الكورد بإنشاء كوردستان موحدة، تعتبرهم السلطات في بلدان إقامتهم تهديدا مستمرا لوحدة أراضيها، ففي سوريا، التزم الكورد الذين تعرضوا لقمع النظام طوال عقود "الحياد" تجاه السلطة والمعارضة مع بدء النزاع في 2011.

وأعلنوا في 2016 إنشاء 'منطقة فدرالية' واسعة في شمال سوريا تتألف من ثلاث مناطق ما أجج عداوة قوى المعارضة وتركيا المجاورة تجاههم.

في تركيا لم يهدأ النزاع بين حزب العمال الكوردستاني المصنف تنظيما "إرهابيا من قبل أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والسلطة المركزية في انقرة بدء بأجتماعات سرية لنزع سلاح الحزب منذ سنوات، ولكن صقور السلطة، في صيف 2015، نسف مفاوضات السلام التي انطلقت في أواخر 2012،والسبب الرئيسي لنسف المفاوضات كانت هزيمة حزب العدالة والتنمية الأكثرية المطلقة في برلمان تركيا.

وشنّت أنقرة ثلاث عمليات عسكرية كبيرة في سوريا، في 2016 وفي مطلع 2018 لإبعاد وحدات حماية الشعب عن حدودها، ثم في 2019 ضد القوات الكوردية في الشمال الشرقي المعروف دوليا بروجافا، ومن ثم قام أحتلال مدينة عفرين مع المرتزقة السوريين.

وفي العراق تعرض الكورد للاضطهاد في ظل نظام صدام حسين قبل انتفاضتهم في 1991 بعد هزيمة العراق في الكويت ونالوا بحكم الأمر الواقع نوعا من الحكم الذاتي تم تكريسه في الدستور العراقي الصادر في 2005 والذي أسس لدولة فدرالية تضم منطقة كردستان العراق.

وفي 2017 صوت الكورد لصالح الانفصال خلافا لرؤية بغداد والمجتمع الدولي. وردا على ذلك، أرسلت السلطة المركزية مركباتها المدرعة للسيطرة على المناطق المتنازع عليها.

وفي إيران غداة الثورة الإسلامية في 1979، قمعت السلطات بشدة انتفاضة كوردية. وتواجه السلطات منذ ذلك الحين ناشطين كورد تقول إنهم يستخدمون قواعد في كوردستان العراق لشنّ هجمات في إيران.

ويبدو أن ثمة تناغم تركي إيراني في التعاطي مع المشكلة الكوردية، بينما تتوجسان من قيام كيان كوردي يجمع شتات الكورد في منطقة بين تركيا وإيران ويتمدد في جغرافيا وعرقيا في سوريا والعراق.