بدأ القضاء الإيراني، السبت 29 أكتوبر (تشرين الأول)، محاكمة خمسة موقوفين في طهران يواجهون تهماً قد تصل عقوبتها إلى الإعدام، على خلفية احتجاجات تشهدها البلاد منذ أسابيع في أعقاب وفاة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، وفق ما أعلنت السلطة القضائية.
واندلعت في إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول) احتجاجات على خلفية وفاة أميني بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة في إيران.
وقضى العشرات على هامش الاحتجاجات غالبيتهم من المحتجين، لكن أيضاً عناصر من قوات الأمن، وتم توقيف مئات آخرين في التحركات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات الإيرانية وما يرى فيه المسؤولون "أعمال شغب".
وأفاد موقع "ميزان أونلاين" التابع للقضاء في إيران، أن "جلسة الاستماع الأولى لعدد من المتهمين في أعمال الشغب الأخيرة بدأت صباحاً بالمحكمة الثورية في طهران برئاسة القاضي أبو القاسم صلوتي".
ومن المتهمين محمد قبادلو الذي يحاكم بتهمة "الإفساد في الأرض" بسبب "مهاجمته أفراد الشرطة بسيارة، مما أدى لوفاة عنصر وإصابة خمسة آخرين".
ووجهت لسعيد شيرازي تهمة مماثلة لـ"تحريضه الشعب على ارتكاب جرائم".
إلى ذلك، يواجه كل من سامان صيدي ومحمد بروغني ومحسن رضا زادة تهمة "الحرابة"، وهي أيضاً قد تصل عقوبتها إلى الإعدام في إيران.
وكانت السلطة القضائية قد أعلنت توجيه الاتهام لأكثر من ألف شخص في عموم البلاد على صلة بقضايا مرتبطة بالاحتجاجات.
حذر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي المتظاهرين، من أن يوم السبت 29 أكتوبر (تشرين الأول)، سيكون آخر يوم يخرجون فيه إلى الشوارع، وقال "لا تخرجوا إلى الشوارع، اليوم هو آخر أيام الشغب".
ونزلت جموع من سكان شيراز إلى الشوارع صباح السبت للمشاركة في مراسم تشييع ضحايا سقطوا خلال هجوم على في مرقد السيد أحمد بن موسى الكاظم في شيراز، مركز محافظة فارس بجنوب إيران، في هجوم تبنّاه تنظيم "داعش".
وفي كلمته أمام المشاركين في المراسم، دعا قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي من قال إنهم "عدد محدود من الشبان المغرر بهم" لوقف "الشغب". وقال "اليوم هو (يوم) نهاية أعمال الشغب، لا تنزلوا الى الشوارع بعد".
ودعا سلامي الطلاب الى "ألا يصبحوا بيادق بين يدي الأعداء"، لأن "أحدا لن يسمح بأن تثار أعمال شغب في إيران".
وتحدى الإيرانيون مثل هذه التحذيرات منذ بدء الاحتجاجات الشعبية التي لعبت فيها النساء دورا بارزا. ووردت المزيد من الأنباء عن إراقة دماء مجددا اليوم السبت.
وقالت منظمة هنجاو المعنية بحقوق الإنسان إن قوات الأمن أطلقت النار على طالبات مدرسة للفتيات في مدينة سقز. وفي منشور آخر ذكرت المنظمة أن قوات الأمن فتحت النار على طلاب جامعة العلوم الطبية في مدينة سنندج عاصمة إقليم كردستان الإيراني.
رفعت جموع من الإيرانيين شعارات منددة بأعمال "الشغب" التي تشهدها البلاد على هامش الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني خلال مشاركتهم في مراسم تشييع ضحايا الهجوم الذي استهدف مرقداً دينياً بمدينة شيراز.
قتل 15 شخصاً على الأقل جراء إطلاق مسلح النار، الأربعاء، في مرقد السيد أحمد بن موسى الكاظم في شيراز، مركز محافظة فارس بجنوب إيران، في هجوم تبناه تنظيم "داعش".
والسبت، أفاد مسؤول إيراني بأن المسلح، الذي تم توقيفه من قبل قوات الأمن بعيد تنفيذه الهجوم، توفي في المستشفى متأثراً بجروحه.
وقال مساعد محافظ فارس إسماعيل محبي بور "على رغم كل الجهود، توفي الإرهابي الذي هاجم زوار الحرم المقدس"، وفق وكالة "إرنا" الرسمية.
وقدمت وسائل الإعلام الإيرانية المسلح على أنه يدعى حامد بدخشان، من دون تفاصيل إضافية في شأن هويته.
أتى الهجوم بينما تشهد إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول) احتجاجات على خلفية وفاة أميني بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.
وقضى العشرات على هامش الاحتجاجات معظمهم من المحتجين، لكن أيضاً عناصر من قوات الأمن، وتم توقيف مئات آخرين في التحركات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات الإيرانية وما يرى فيه المسؤولون "أعمال شغب".
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اعتبر، الخميس، أن "الشغب" يمهد الطريق أمام "الأعمال الإرهابية"، موضحاً خلال كلمة متلفزة أن "نية العدو هي إعاقة تقدم البلاد، ومن ثم أعمال الشغب هذه تمهد الطريق أمام أعمال إرهابية" مثل الهجوم على مرقد شاه جراغ بشيراز.
ونزلت جموع من سكان شيراز إلى الشوارع، صباح السبت، للمشاركة في مراسم تشييع الضحايا التي أقيمت في باحة المرقد، ورفعت شعارات مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل وإنجلترا على خلفية دعمها "أعمال الشغب".
وتشهد إيران احتجاجات منذ وفاة الشابة الكوردية مهسا أميني، البالغة من العمر 22 سنة أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها الشهر الماضي.
وتحولت الاحتجاجات إلى ثورة شعبية شارك فيها إيرانيون غاضبون من جميع طبقات المجتمع، ما شكل أحد أكثر التحديات جرأة للزعماء من رجال الدين منذ ثورة 1979.
وقالت جماعات حقوقية إن ما لا يقل عن 250 متظاهراً قتلوا واعتقل الآلاف في أنحاء إيران.
وأظهرت لقطات مصورة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، الجمعة، محتجين يهتفون بموت الزعيم الأعلى علي خامنئي وقوات "الباسيج" التي لعبت دوراً كبيراً في قمع المحتجين.