تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

خامنئي يتراجع عن تسويق نظرية المؤامرة

علي خامنئي
AvaToday caption
توارى المرشد الأعلى في إيران منذ تصاعدت وتيرة انتشار فيروس كورونا ولا يظهر عادة إلا من خلال صور تنشرها وسائل الإعلام الرسمية أو من خلال تسجيلات مصورة
posted onApril 10, 2020
noتعليق

تراجع المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي الخميس عن تسويق نظرية المؤامرة حول تفشي فيروس كورونا في بلاده، مشيدا بالجهود التي تبذلها الطواقم الطبية الإيرانية وأجهزة الدولة في مكافحة الفيروس، إلا انه شدد في المقابل على ضرورة ألا يغفل المسؤولون خلال انشغالهم بأزمة كوفيد 19 عمّا "يخطط له أعداء الجمهورية الاسلامية".

وقال خامنئي في كلمة بثها التلفزيوني الإيراني بمناسبة النصف من شعبان "لا ينبغي أن تلهينا كورونا عن مؤامرة الأعداء ضد النظام الإسلامي في بلادنا".

وكان قد لمّح مرارا إلى فيروس كورونا مؤامرة أميركية ضد بلاده، مشيرا في تصريحات سابقة ردّ فيها على عرض أميركي بمساعدة طهران في مواجهة تفشي الفيروس إلى أن كورونا منتج في المختبرات الأميركية.

وأشار في مناسبة أخرى إلى من سماهم بـ"أعداء الجمهورية الإسلامية من الإنس والجن الذين يخططون ضد إيران".

وتوارى المرشد الأعلى في إيران منذ تصاعدت وتيرة انتشار فيروس كورونا ولا يظهر عادة إلا من خلال صور تنشرها وسائل الإعلام الرسمية أو من خلال تسجيلات مصورة.

ودعا الخميس الشعب إلى الصلاة في المنازل خلال شهر رمضان للحدّ من تفشي فيروس كورونا المستجدّ في إيران، الدولة الأكثر تضررا في الشرق الأوسط.

وأحصت السلطات الإيرانية الخميس 117 وفاة جديدة بكوفيد-19، ما يرفع عدد الوفيات إلى 4110 وفاة وفق حصيلة الوباء الرسمية في إيران.

كما دعا الإيرانيين في خطابه المتلفز إلى تجنّب التجمّعات أثناء شهر رمضان الذي يُفترض أن يبدأ في الأسبوع الأخير من شهر أبريل/نيسان. وقال إنّه في غياب التجمّعات العامة أثناء شهر رمضان "ينبغي علينا ألا نهمل الصلاة والدعاء والتواضع في وحدتنا".

وأعلنت إيران في 19 فبراير/شباط تسجيل أول إصابات لديها بالفيروس في مدينة قمة (وسط) والتي تضم الحوزة العلمية والمراقد الشيعية والتي يؤمها آلاف طلبة العلم من عدة دول خاصة من لبنان والعراق وسوريا.

ويشكك البعض في الخارج في صحة الأرقام الرسمية الإيرانية المعلنة حول عدد المصابين والوفيات، معتبرين أنها أقل بكثير مما هي عليه في الواقع.

واستثمر خامنئي الأزمة ليروج لدور القوات المسلحة الإيرانية والقوات شبه العسكرية (قوات الباسيج) وأيضا طلاب الحوزات العلمية في المساعدة على مواجهة فيروس كورونا.

وألقى مسؤولون إيرانيون بالمسؤولية على الصين في تفشي فيروس كورونا في بلادهم، معتبرين أن بكين لم تكشف عن حقيقة ضحايا كورونا فيها وهو أمر يعطي تقييما خاطئا لخطر الوباء.

وشكك هؤلاء علنا بصحة الأرقام التي نشرتها الصين ووصفوها بأنها لا تعكس الواقع كما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية.

ونقلت الوكالة عن مينو مهراز المسؤولة في وزارة الصحة والعضو في اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا المستجد قولها "بعد تفشي الوباء في العالم أجمع من الواضح أن الحقيقة لا تتماشى مع ما نشرته الصين. لا يمكننا الوثوق بأرقامهم".

وكتبت الوكالة أن الطبيب وخبير الأوبئة حميد سوري العضو في اللجنة نفسها، رأى أنه استنادا إلى عدد الوفيات في العالم وسرعة تفشي الوباء فإن الأرقام الصينية "بعيدة كل البعد عن الحقيقة"، مضيفا أن "الأرقام المزيفة تؤدي إلى اتخاذ قرارات غير صائبة".

ونشرت هذه الملاحظات في حين اضطر المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور إلى تصحيح تصريحاته بعد أن وصف الأرقام الصينية بأنها "نكتة سيئة" حملت السلطات الصحية الإيرانية على سوء تقييم مخاطر وباء كوفيد-19.

وانتُقد جهانبوري في إيران لهذه التصريحات التي من شأنها إثارة استياء الصين، الشريك

الاقتصادي المهم لإيران الخاضعة لعقوبات أميركية. وغرد لاحقا بعد أن دعاه السفير الصيني في إيران شانغ هوا إلى "احترام ظروف وجهود الشعب الصيني الجبارة"، أن "الدعم الصيني لإيران في هذه الأوقات الصعبة لا يُنسى".

وإيران الدولة الأكثر تضررا من وباء كوفيد-19 في الشرق الأوسط. وإلى هذا اليوم تسبب الفيروس بوفاة 3900 شخص في هذا البلد.

ويرى البعض في الخارج أن هذا الرقم أقل بكثير من الواقع. واتهمت واشنطن طهران بإخفاء الأرقام الحقيقة مثلما تفعل بكين.