رفتن به محتوای اصلی

إيران تخفي الإحصاءات الفعلية لوفيات لكورونا

إيرانيان لابسات أقنعة الحماية من الفيروس
AvaToday caption
توضح أخصائية الأوبئة في المعهد الوطني للصحة (الولايات المتحدة) سيسيل فيبود أنه "في إيران رصدت الحالات الأولى عند وفاة المرضى، لذلك إن أحصينا نسبة الوفيات لدى المصابين على هذا النحو فإنها ستكون مرتفعة جدا"
posted onMarch 1, 2020
noدیدگاه

يتساءل خبراء دوليون عن مدى الانتشار الفعلي لفيروس كورونا المستجد في إيران التي سجلت أكبر عدد وفيات خارج الصين وتمثل بؤرة إصابة يمكن أن تنشر المرض في منطقة الشرق الأوسط.

رغم عدم نفي إيران أن الفيروس "بصدد الانتشار" مع تأكيد 54 وفاة و978 إصابة، تطرح تساؤلات عدة حول تكتم السلطات الإيرانية عن الإحصاءات الحقيقية خصوصا وأن هناك تقارير أخرى تشير إلى حصيلة أثقل بكثير.

وبينما قال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور للتلفزيون الرسمي الأحد، إن عدد وفيات فيروس كورونا المستجد في البلاد ارتفع إلى 54 كما قفز عدد المصابين إلى 978، أعلنت مصادر إعلامية محلية أن العدد أكبر بكثير مما هو معلن.

وأكد موقع 'إيران إنترناشيونال عربي' أن عدد ضحايا فيروس كوفيد-19 بلغ 375 شخصا، مشيرة إلى عد المصابين بالفيروس ماض في الارتفاع في عدة محافظات إيرانية أخرى.

وقالت مصادر مطلعة للموقع الأحد إنه مع وفاة العدید من المواطنین في عدد من المحافظات بما في ذلك قزوين وأذربيجان الشرقية وصل إجمالي عدد الوفيات في إیران إلی ما لا يقل عن 375.

كما أكد 'إيران إنترناشيونال عربي' أن تفشي الفيروس القاتل أدى إلى نقص الكمامات والمطهرات. ويعكس هذا مدى انتشار كورونا بين الإيرانيين.

وصدرت الإحصاءات من قبل الحكومة الإيرانية في الوقت الذي أكد فيه برلمانيان إيرانيان من محافظتي قم وجيلان مؤخرا أن الأرقام المعلنة غير حقيقة.

وكان تقرير صادر لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قد أفاد أن عدد الوفيات جراء الفيروس بلغ 210، لكن وزارة الصحة الإيرانية نفت هذا الرقم فور صدوره السبت.

من جهتها، تحدثت حركة مجاهدي خلق المعارضة في المنفى والتي تعتبرها إيران "إرهابية"، عن "أكثر من 300 وفاة" وما يصل إلى "15 ألف" مصاب في البلد.

ومع الانتشار السريع للفيروس في أنحاء إيران، مشاعر القلق في أوساط الكثير من الإيرانيين الذين يخشى بعضهم من أن تكون المؤسسة الدينية الحاكمة لا تمسك بزمام الأمور.

وأظهرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصا يقبلون الأبواب والضريح داخل مرقد فاطمة المعصومة في تحد لنصائح وزارة الصحة بالامتناع عن لمس أو تقبيل أي سطح في المرقد وهي ممارسات شائعة بين زائريه.

وقدّر ستة مختصين في الأوبئة يعملون في كندا أنه يحتمل وجود أكثر من 18 ألف إصابة في الأراضي الإيرانية.

أخذ هذا التقدير في الحسبان عدد المصابين المسجلين في دول أخرى وكانوا في زيارة لإيران. لكن لم يؤكد خبراء آخرون حتى الآن هذه التقديرات.

وقال خبير الأمراض المعدية في جامعة تورونتو إسحاق بوغوش، إنه "عندما يبدأ بلد في تصدير الحالات إلى جهات أخرى، يتزايد احتمال أن تكون الأعداد كبيرة".

بدورها التحقت منظمة مراسلون بلا حدود بصفّ الناقدين لطهران بخصوص هذه الأزمة، واتهمت النظام بإخفاء معلومات حول انتشار فيروس كورونا المستجد.

وقدّرت المنظمة أن "السلطات تؤكد سيطرتها على الوضع، لكنها ترفض نشر العدد الدقيق للإصابات والوفيات".

والسبت تفاعل المتحدث باسم وزارة الصحة مع النقد واتهم الإعلام الأجنبي بنشر مغالطات.

ويرى الباحث المختص في الشؤون الإيرانية في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية (إريس) تييري كوفيل، أنه "يوجد لدى المتشددين في إيران هوس بعدم إعطاء سلاح للعدو وعدم الظهور في موقف ضعف".

من جهتها أعربت الإيرانية آسيا بكري عن قلقها على موقع تويتر، قائلة "قريبا سيعتبر الحديث عن فيروس كورونا إثارة للرأي العام وعملا ضد الأمن القومي وإهانة للرئيس".

وسجلت إيران وفاة أكثر من 7 بالمئة من الحالات المعلنة، ما يجعل نسبة "عدد الإصابات على عدد الوفيات" أكثر ارتفاعا بكثير مقارنة بالدول الأخرى.

وتبلغ النسبة في الصين مثلا النصف 3.5 بالمئة، وكذلك في إيطاليا 2 بالمئة، وهما بلدان متضرران بشدة من الفيروس.

وتوضح أخصائية الأوبئة في المعهد الوطني للصحة (الولايات المتحدة) سيسيل فيبود أنه "في إيران رصدت الحالات الأولى عند وفاة المرضى، لذلك إن أحصينا نسبة الوفيات لدى المصابين على هذا النحو فإنها ستكون مرتفعة جدا".

وبصرف النظر عن صحة الأرقام الرسمية تمثل إيران بلا شكّ إحدى البؤر الرئيسة للفيروس خارج الصين.

ويتفاقم ذلك بالنظر إلى الوضع الاقتصادي الحالي للبلد، فإيران تمرّ بأزمة كبيرة عقب إعادة فرض العقوبات الأميركية عام 2018 والتي تؤثر على نحو خاص على صادرات النفط.

في هذا الصدد يقول تييري كوفيل "لماذا لم تعلق إيران الرحلات الجوية باتجاه الصين؟ يوجد تفسير منطقي؛ الصين إحدى الدول القليلة التي تواصل شراء النفط منها. إنهم مضطرون للحفاظ على العلاقة الاقتصادية".

ويضيف "في ظل وجود العقوبات، يمكننا القول إن الحكومة خسرت 30 بالمئة على الأقل من إيرادات الموازنة وألقى ذلك بظلاله على النظام الصحيّ".

وبالنظر إلى إطلالها على بوابات الشرق الأوسط وبعض الدول التي تشهد وضعا إنسانيا دقيقا، فإن المخاوف في إيران مبررة.

ويقول الباحثون الكنديون في دراستهم "هذا مقلق إن كان بخصوص الصحة العامة في إيران أو ارتفاع احتمال انتقال العدوى إلى الدول المجاورة التي لها قدرة أضعف على التعامل مع انتشار مرض معدٍ".

وسجلت عدة دول على غرار قطر وأذربيجان ولبنان والعراق حالات أصيبت بالعدوى في إيران.

وبدأت السلطات الإيرانية باتخاذ إجراءات لوقف انتشار الفيروس، كإلغاء صلاة الجمعة في عدة مدن وغلق جميع المدارس حتى الثلاثاء وغلق البرلمان "حتى إشعار آخر" وتقييد الحركة داخل البلاد.

وتشهد إيران أعلى عدد وفيات من المرض خارج الصين التي نشأ فيها المرض. كما أعلنت دول في المنطقة عن ظهور حالات إصابة لديها لأشخاص سافروا لإيران. وأغلقت بعض دول الجوار حدودها مع إيران وأوقفت عدة دول رحلات الطيران معها.