شكّلت زيارة قائد فيلق القدس في الحرس الثور الإيراني قاسم سليماني إلى مدينة البوكمال الأسبوع الماضي، نقطة تحول في الصراع الأمريكي- الإيراني في دير الزور، بعد أن اجتمع سليماني مع قيادات بارزة من الميليشيات الإيرانية وأخرى عراقية من الحشد الشعبي في المدينة الحدودية.
وأكد ناشطون من البوكمال لصحيفة (البيان) الأماراتية "أن حركة الميليشيات الإيرانية بعد هذه الزيارة باتت مريبة بشكل لافت"، فيما وسعت من انتشارها في المدينة، وصادرت العديد من الأبنية المدنية وكذلك الحكومية وأجرت تغييرات أمنية عديدة.
وأضاف الناشطون أن إيران وسعت نشاطاتها في الآونة الأخيرة إلى مناطق شرق الفرات، وتعمل على تجنيد بعض الشباب في تلك المناطق.
لافتاً إلى أنها تسعى لشق صفوف العشائر العربية على ضفتي نهر الفرات من أجل إبعاد العشائر عن التحالف الأمريكي الكوردي في المنطقة.
ورجح أن يكون عدد الميليشيات الإيرانية ما يقارب 2000 مقاتل ينتمون بشكل رئيسي إلى لواء فاطميون ولواء الباقر، الذي يقوده الشخصية العشائرية نواف راغب البشير.
من جهة ثانية، أدركت قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش التحركات الإيرانية في المنطقة، ونفذت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بدعم من قوات التحالف الدولي والقوات الأمريكية، عمليات أمنية ضد خلايا تعمل من أجل المصالح الإيرانية التخريبية في المنطقة.
وركزت الحملة على بلدة الكشكية، التي كانت أبرز معاقل تنظيم داعش، وداهمت قوات قسد بتغطية من التحالف خلال اليومين الماضيين أحياء عدة في الكشكية.
وأسفرت هذه العمليات عن مقتل 4 أشخاص، بينهم قائد الخلية الذي يحمل الجنسية الأفغانية، واعتقال أكثر من عشرين شخصاً من القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها، والعثور على كمية من السلاح المرسل من إيران لدعم ميليشياتها.
الحملة الأمنية ضد خلايا إيران، تترافق أيضاً مع الحملة الأمنية ضد خلايا «داعش»، ما يعني أن الخطر الإيراني في شرق الفرات أصبح يوازي خطر خلايا «داعش» النائمة في دير الزور.
مصدر مطلع من البوكمال؛ أكد أن إيران أعدت قائمة من الأسماء المطلوبة، من بينها قيادات عشائرية تعمل مع التحالف الدولي وتحظى بدعم من القوى الكوردية في المنطقة.
مشيراً إلى أن إيران تستعد لمواجهة مع قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي بالاعتماد على الميليشيات المحلية التي شكلتها في غرب الفرات.
واعتبر المحلل العسكري حاتم الراوي أن الهدف الإيراني اليوم بات أكبر من السيطرة على دير الزور أو أي مناطق من سوريا.
مشيراً إلى أن الحرس الثوري الإيراني يتمركز في مناطق مفصلية من سوريا، من أجل ربط العراق بسوريا ولبنان مع إيران.
وأضاف: إن كل المؤشرات تؤكد أن ثمة مواجهة إيرانية- أمريكية في دير الزور، خصوصاً بعد القضاء على «داعش»، إلا أن هذه المواجهة في نهاية الأمر تعتمد على القوى المحلية في المنطقة.
وأشار إلى أن الوجود الإيراني في سوريا بات عبئاً ثقيلاً على الشعب السوري، ذلك أن الولايات المتحدة ستعمل على مواجهته أينما كان، ولعل دير الزور من أكثر المناطق التي تتمسك بها طهران بحكم موقعها الاستراتيجي وقربها من العراق.