أثار التعاطي الأميركي تجاه التطورات الأخيرة في المنطقة موجة من التساؤلات حيال تجاوزات إيران وتهديد الولايات المتحدة بالرد على أي استهداف إيراني للقوات أو المصالح الأميركية في المنطقة أو مصالح العواصم الحليفة لها في الخليج.
ويرى مراقبون أن الإدارة الأميركية بعثت إشارات على ترددها في حسم المواجهة مع إيران وهو ما تستثمره الأخيرة لصالحها.
إلى ذلك قال الرئيس الأميريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة مستعدة جيدا فيما يتعلق بإيران، وذلك مع تصاعد التوتر بعد هجمات على عدة ناقلات نفط وإعلان طهران أنها ستزيد من تخصيب اليورانيوم.
وقال ترامب للصحفيين "نحن مستعدون جيدا لإيران. سنرى ما سيحدث".
وفي مقابلة مع مجلة تايم الأميركية ، أكد ترامب أنه مستعد لاتخاذ عمل عسكري لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية لكنه ترك الاحتمال مفتوحا بشأن إن كان سيلجأ للقوة لحماية إمدادات النفط في الخليج.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت واشنطن أنها ستنشر نحو ألف جندي إضافي في الشرق الأوسط، متعللة بمخاوف من تهديد إيراني.
وألقى مسؤولون أميركيون باللوم على إيران في هجمات الأسبوع الماضي على ناقلتي نفط في خليج عمان وهجمات على أربع ناقلات نفط قبالة ساحل الإمارات في مايو.
وقال ترامب "إذا نظرتم إلى ما يفعلونه وأنا لا أتحدث عن الأسبوع الماضي فحسب بل أتحدث عن سنوات طويلة. إنها بلد إرهاب".
وتحدث ترامب بنبرة اختلفت عما دعا إليه بعض أعضاء الكونغرس الأميركيين بضرورة التعامل مع إيران عسكريا.
وقال ترامب إن تأثير الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان الأسبوع الماضي "طفيف للغاية" حتى الآن.
وردا على سؤال عما إذا كان سيفكر في اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي أو لضمان حرية تدفق النفط من الخليج، قال ترامب "قطعا سأجري مراجعة للقوات فيما يتعلق بالأسلحة النووية وسأبقي (الشق) الآخر (من السؤال) علامة استفهام".
وتصاعدت المخاوف من مواجهة بين إيران والولايات المتحدة منذ الهجوم على ناقلتي نفط قرب مضيق هرمز الاستراتيجي والذي وجهت واشنطن أصابع الاتهام فيه إلى إيران.
ونفت طهران ضلوعها في الهجوم على ناقلات النفط الأسبوع الماضي لكن الهجمات أسفرت عن توتر العلاقات التي كانت تدهورت بالفعل عقب قرار ترامب بالانسحاب في مايو من الاتفاق النووي الدولي الذي أُبرم مع إيران.
ومنذ الانسحاب أعاد ترامب العقوبات الأميركية وتوسع فيها مما أجبر الدول حول العالم على مقاطعة النفط الإيراني أو مواجهة عقوبات.
ويهدف الاتفاق النووي مع إيران، الذي أبرمته إدارة الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، إلى قطع أي طريق أمام طهران لصنع قنبلة نووية. ويقول ترامب إن الاتفاق لم يتطرق إلى برنامج إيران الصاروخي ولا يعاقبها على شن حروب بالوكالة في دول أخرى بالشرق الأوسط.
ونددت طهران بتشديد العقوبات الأميركية عليها وحثت الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي على التحرك لإنقاذه وإلا ستتجاهله.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستواصل حملة الضغط على إيران وستواصل ردع العدوان في المنطقة، لكنها لا تريد للصراع مع طهران أن يتصاعد.
وقال بومبيو للصحفيين "تبادلنا رسائل عديدة، وحتى في الوقت الحالي، لنوصل لإيران أننا هناك لردع العدوان". وأضاف "الرئيس ترامب لا يريد الحرب وسنواصل الدفع بهذه الرسالة بينما نفعل ما يلزم لحماية المصالح الأميركية في المنطقة".
كان شاناهان قد أعلن الاثنين عن نشر نحو ألف جندي إضافي في الشرق الأوسط لأغراض وصفها بأنها دفاعية متعللا بمخاوف من تهديد إيراني.
وتأتي الزيادة الجديدة في عدد الجنود بعد إعلان زيادة قدرها 1500 جندي الشهر الماضي ردا على هجوم استهدف ناقلات في مايو أيار.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني في خطاب إن بلاده لا تسعى للحرب وندد بالجهود الأمريكية لعزل إيران.
وقال روحاني في كلمته التي نقلها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة "إيران لن تشن حربا على أي دولة" وتابع "رغم كل جهود الأمريكيين في المنطقة ورغبتهم في قطع كل علاقاتنا مع العالم أجمع ورغبتهم في إبقاء إيران منعزلة.. لم ينجحوا".
لكن قائد الحرس الثوري الإيراني قال يوم الثلاثاء إن صواريخ إيران الباليستية يمكنها إصابة "حاملات طائرات في البحر" بدقة كبيرة.
وقال البريجادير جنرال حسين سلامي في كلمة بثها التلفزيون "هذه الصواريخ مصنوعة محليا ومن الصعب اعتراضها وإصابتها بصواريخ أخرى".
وأضاف أن التكنولوجيا الإيرانية الخاصة بالصواريخ الباليستية غيرت ميزان القوى في الشرق الأوسط.
وأثار التوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة المخاوف من تزايد العنف داخل الدول التي تخوض فيها إيران وخصومها من دول الخليج صراعات من أجل بسط النفوذ.