رفتن به محتوای اصلی

تاريخ من التحالف بين إيران و"الإخوان"

القرضاوي وخامنئي والإخوان المسلمين
AvaToday caption
مثلما تسببت تصريحات القرضاوي في إحداث بلبلة داخل التنظيم، والتي وصف فيها إيران بدولة الشر عام 2013، ثم عاد عام 2017 وقال لهم: «لو حاربت إيران سأقف في صفها، لأنها دولة نووية إسلامية»
posted onMay 5, 2019
noدیدگاه

سوسن الشاعر

لم يحدث أن افتضح تحالف إيران و«الإخوان»، كما هو حاصل الآن؛ سنوات وعقود من الإنكار حتى اضطر الاثنان إلى أن يقف كل منهما في ظهر الآخر، ليحميه، ليظهر للعلن تاريخ من التحالف حاولوا أن يخفوه.

أذكر حواري مع معجبي أو «فانز الإخوان»، وهم شريحة ليست منظمة كأعضاء وكوادر نشطة في التنظيم، ولكنها شريحة يعمل أبناؤها في اللجان الخيرية لـ«جمعية الإصلاح البحرينية»، وهي مقر التنظيم «الإخواني»، ويرسلون أبناءهم للجان حفظ القرآن، وتدريبهم على الأعمال التطوعية وفعل الخير.

أذكر دفاعهم عن محمد مرسي كأفضل زعيم عربي، وحين أتينا على علاقته بإيران، وتبادل الزيارات بينهما، وقد كان ذلك في 2012، أي في عز أزمة البحرين مع إيران، كان المساكين يطمئنوننا بأنه مستحيل أن يقف مرسي مع إيران، مرسي لن يتخلى عنا أبداً!!

لا أدري ما حالهم الآن ووصلات الغزل «الإخواني» الإيراني، وقطر ثالثتهما، تصدح بين الركبان، وفضيحة العلاقة السرية تنكشف بشكل غير مسبوق، ليظهر التحالف على حقيقته.

مساكين المعجبون بـ«الإخوان». إنهم يعيشون أسوأ أيامهم، وهم يرون الدعم «الإخواني» لـ«الحرس الثوري الإيراني»، وهو الذي يحارب السنة أينما وجدوا؛ في العراق، في البحرين، في سوريا، في إيران، وتنظيم «الإخوان» يرفض أن يدرج «الحرس الثوري الإيراني» على قائمة الإرهاب.

لم يحدث أن اتضحت صورة المحور التركي الإيراني القطري، كما هي واضحة، وبشدة، اليوم، بعد إدراج «الحرس الثوري الإيراني» منظمة إرهابية، وقرب إدراج تنظيم «الإخوان المسلمين» منظمة إرهابية من قبل الإدارة الأميركية، ورغم وجود معارضين لهذا القرار داخل المؤسسة العسكرية بسبب العلاقة القديمة والمترابطة مع هذا التنظيم، إلا أن المحور الثلاثي قطر وتركيا وإيران بدأوا يشعرون بالتهديد المشترك، لذلك بدأت أجندتهم الموحدة تتكشف، بحيث تشكل حرجاً كبيراً لمؤيديهم، وتضعهم أمام استحقاق جديد لم يعهدوه من قبل.

ومثلما تسببت تصريحات القرضاوي في إحداث بلبلة داخل التنظيم، والتي وصف فيها إيران بدولة الشر عام 2013، ثم عاد عام 2017 وقال لهم: «لو حاربت إيران سأقف في صفها، لأنها دولة نووية إسلامية»، يسبب الآن التقارب «الإخواني» الإيراني حرجاً آخر يجعلهم في حيرة وعجز عن الفهم والتبرير.

فإيران الدولة التي تحارب البحرين، وترسل الصواريخ للحوثيين لإسقاطها على بلد الحرمين، وتدعم «حزب الله» الذي يهددنا ليل نهار، أصبحت حليفة بين ليلة وضحاها بالنسبة لتلك الجموع المغيبة!

وزير خارجية إيران جواد ظريف، ترفض بلاده تصنيف «الإخوان المسلمين» منظمة إرهابية. وتلك صورة لم يتخيل أي «إخواني» أن يراها ويسمعها في عمره، فلطالما نفت كوادر هذا التنظيم وجود قواسم مشتركة مع إيران، وحاولوا إقناع أنفسهم أن العلاقة بين إيران و«حماس»، لمساعدتها على مواجهة إسرائيل، إنما ليس بين إيران والتنظيم أي علاقة أو جوامع مشتركة، حتى وجدوا تركيا وراعية التنظيم قطر ترفضان إدراج «الحرس الثوري الإيراني» منظمة إرهابية، فأسقط في يدهم.

وردت إيران التحية بمثلها، فعن الضغط على قطر وعلاقتها بـ«الإخوان»، قال ظريف في تصريحات للصحافيين، على هامش أعمال حوار التعاون الآسيوي، الذي استضافته الدوحة: «نحن ضد الضغط على قطر، لأنه يخالف القانون الدولي».

ولم يفوت وزير الخارجية القطري الفرصة كي يرفض هو الآخر رفع الاستثناءات والإعفاءات لاستيراد النفط من إيران، فقال محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في المؤتمر الصحافي، إن قرار واشنطن عدم تمديد الإعفاء من العقوبات، المتعلقة بصادرات النفط الإيرانية، سيلحق الضرر بالدول التي تعتمد على تلك الإمدادات.

وأوضح محمد بن عبد الرحمن، خلال مؤتمر صحافي في الدوحة مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أنه ينبغي عدم تمديد العقوبات، لأن تأثيرها سلبي في الدول التي تستفيد من النفط الإيراني.

هذا ليعرف مؤيدو «الإخوان» أنهم لا يزيدون عن كونهم بيادق ومواطنين درجة ثانية في «دولة الخلافة الإخوانية»، مسخرين لخدمة الزعامات، حسب جنسياتهم، ولا يعنيهم ما تقوم به إيران، وما فعلته إيران بالسنة الخليجيين أو العراقيين أو السوريين، إذ حتى تنظيم «الإخوان» السوري تحالف مع الإيرانيين ضد بقية الفصائل، وبإمكانكم مشاهدة اللقاء التلفزيوني لمحمد فاروق طيفور نائب المراقب العام لـ«الإخوان» في سوريا، الذي أكد بنفسه مباحثات الإيرانيين معهم، لتسليمهم الحكم، لأنهم، حسب قوله، لا يثقون إلا بـ«الإخوان»!