رفتن به محتوای اصلی

تهديد إيراني في يوم الجيش

الجيش الإيراني
AvaToday caption
قالت واشنطن إن تصنيفها للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية، يعد جزءا من الجهود الرامية إلى تعزيز الضغوط الدولية على طهران، مضيفة أن تلك الخطوة تعتبر "اعترافا بحقيقة أن إيران دولة تمول داعمي الإرهاب وأن الحرس الثوري شريك نشطً في هذه العملية"
posted onApril 18, 2019
noدیدگاه

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن القوات المسلحة الإيرانية لا تشكل تهديدا لأي دولة في المنطقة، في كلمة ألقاها اليوم الخميس، خلال استعراض عسكري لأحدث المعدات القتالية الإيرانية ومنها طائرات مقاتلة مصنعة محليا ونظم صواريخ روسية الصنع.

جاء العرض الذي نظمته طهران بمناسبة يوم الجيش في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مسعاه لاحتواء النفوذ الإيراني الذي يهدد استقرار الشرق الأوسط عن طريق العقوبات.

وسار آلاف الجنود أمام منصة يقف فيها روحاني وكبار قادة الجيش، وشاركت مقاتلات جديدة محلية الصنع للمرة الأولى في عرض جوي.

وعرضت إيران أيضا صواريخ وغواصات وعربات مدرعة وأجهزة رادار وأنظمة للحرب الإلكترونية. كما عرضت نظامها الدفاعي الصاروخي الروسي إس-300.

وقال روحاني "أريد أن أقول لدول المنطقة إن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست ضدكم أو ضد مصالحكم الوطنية. إنها تقف ضد الغزاة... السبب الجذري لمشكلاتنا هو النظام الصهيوني والإمبريالية الأميركية".

وأضاف أن القوات المسلحة الإيرانية أصبحت أقوى من أي وقت مضى. وتابع "نسعى إلى الأمن والاستقرار في المنطقة وسيادة الدول والقضاء على الإرهاب وأنشطته".

وقال روحاني "سماء إيران اليوم أكثر أمنا اليوم في ظل الدفاع الجوي القوي. كما أن بحار البلاد والمياه المجاورة باتت أكثر أمنا من أي وقت مضي من خلال وجود القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني وسلاح البحر للجيش الإيراني".

ونظم الجيش النظامي، وهو قوة الدفاع الوطنية التي تسيطر على أكبر قوة برية في البلاد، العرض العسكري اليوم الخميس. ولدى إيران كذلك قوات الحرس الثوري الإيراني وهي قوات خاصة مسؤولة عن ترسانة متنامية من الصواريخ الباليستية.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية للأنباء عن البريغادير جنرال عزيز نصير زادة قائد القوات الجوية الإيرانية قوله "العدو مدرك لقوتنا العسكرية وأشك في أن يجرؤ على اتخاذ خطوة غبية وتتسم بالمجازفة ضدنا، لكن إن فعل سنرد بأقوى شكل ممكن".

وأدانت إيران بشدة واشنطن على تصنيفها للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية يوم الاثنين.

وفي العرض العسكري اليوم وصف روحاني الخطوة الأميركية بأنها عمل "بغيض" وقال إن "إهانة الحرس الثوري تعد إهانة للقوات المسلحة (الإيرانية) كلها وإهانة للأمة الإيرانية العظيمة".

من جهته قال قائد القوة البرية بالجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري إن القوات الأميركية، خاصة القيادة العسكرية المركزية، "لن تنعم بالأمن بعد الآن في أي مكان من العالم، بعد إدراج واشنطن للحرس الثوري على قائمة ما يسمى بالتنظيمات الإرهابية".

وأضاف في تصريح لوكالة "فارس" الإيرانية "لقد أثبت الأميركيون بتصرفهم الأخرق هذا أنهم لا يلتزمون بأي قانون، وليعلموا أنهم عرضوا بهذا حياة أفراد قواتهم للخطر، إذ أن الجيش الأميركي أصبح قوة إرهابية وغاصبة في أعين الشعب الإيراني".

وقامت الولايات المتحدة الاثنين بإدراج الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية رسميا، وردت إيران بالمثل بإدراج القيادة العسكرية الأميركية المركزية والقوات التابعة لها في المنطقة ضمن قائمة الإرهاب واعتبرت الإدارة الأميركية حكومة راعية للإرهاب.

وقالت واشنطن إن تصنيفها للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية، يعد جزءا من الجهود الرامية إلى تعزيز الضغوط الدولية على طهران، مضيفة أن تلك الخطوة تعتبر "اعترافا بحقيقة أن إيران دولة تمول داعمي الإرهاب وأن الحرس الثوري شريك نشطً في هذه العملية".

ويعتبر القرار الأميركي سابقة، حيث لم تصنف الولايات المتحدة من قبل أي كيان أجنبي حكومي منظمة إرهابية، وهي تهدف من التصنيف إلى عزل إيران بشكل أكبر ومنعها من محاولة زعزعة استقرار الشرق الأوسط.

وزاد التوتر بين طهران وواشنطن منذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو/أيار بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية الست الذي أبرم عام 2015 وقراره التالي بإعادة فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وإعادة العقوبات جزء من جهد أوسع لترامب لإجبار إيران على كبح برنامجها النووي وإنهاء النشاط المرتبط بالصواريخ الباليستية ودعمها للأذرع الإيرانية في اليمن وسوريا ولبنان ومناطق أخرى بالشرق الأوسط.

ويعاقب القانون الأميركي بالفعل أي مواطن أميركي يتعامل مع الحرس الثوري الإيراني بالسجن لمدة تصل إلى 20 عاما لأن القوات مدرجة على قائمة أميركية خاصة للإرهاب الدولي وهي برنامج عقوبات أميركي مختلف.

وأنشئ الحرس الثوري الإيراني بعد الثورة الإيرانية في 1979 لحماية نظام الملالي الشيعي الحاكم ويعد أقوى تنظيم أمني في إيران. وهو يسيطر على قطاعات كبيرة من الاقتصاد الإيراني كما أنه يحظى بنفوذ كبير في النظام السياسي.

والحرس الثوري الإيراني مسؤول عن البرامج الإيرانية للصواريخ الباليستية والبرامج النووية كما يملك قوة عسكرية مؤلفة مما يقدر بنحو 125 ألف فرد مع وحدات من الجيش والبحرية والجوية ويرفع تقاريره إلى الزعيم الأعلى أية الله علي خامنئي.