رفتن به محتوای اصلی

فساد النظام الإيراني تلتهم مدارس إيران

مدارس إيران
AvaToday caption
يوجد في إيران 700 صف دراسي مصنوع من الطوب والصخر إضافة إلى 120 ألف صف يفتقر إلى مكيف في الشتاء والصيف. هذا ويدرس أكثر من مليون ونصف المليون تلميذ في مدارس تفتقر لقواعد السلامة في إيران
posted onMarch 11, 2019
noدیدگاه

أثار وقوع الحوادث الأليمة والصادمة ومنها الحرائق في المدارس، خاصة في المناطق الحدودية وحوادث السير المتكررة للحافلات التي تقل التلامذة جدلا إعلاميا في إيران منذ سنوات كثيرة.

وقد شب حريق في الصف الأول الابتدائي في مدرسة غير حكومية للبنات في مدينة زاهدان بعد مرور شهرين من انطلاق العام الدراسي الحالي، وذلك بسبب مصباح زيت يفتقر لمعايير السلامة. التهم الحريق 4 تلميذات. القائمة تطول وتطول كل عام.

وأدى سقوط الجدار المتهالك لفناء مدرسة للبنات في قرية في مدينة سنندج إلى وفاة تلميذة في الصف الأول الابتدائي وذلك بعد مرور 17 يوما من بداية العام الدراسي الحالي.

ولقي 4 تلاميذ مصرعهم في 2011 بسبب ماس كهربائي في جهاز التكييف في مدرسة للموهوبين.

وشب حريق في مدفأة نفطية في أحد الصفوف في مدرسة بقرية شين آباد في مدينة بيرانشهر في إقليم أذربيجان الغربية الحدودي في 5 ديسمبر (كانون الأول) 2012. ولم يتمكن 28 تلميذة من أصل 37 تلميذة من النجاة من ألسنة الحريق بسبب تعطل باب الصف وأصبن بدرجات متفاوتة من الحروق ولقيت تلميذتان مصرعهما بسبب إصاباتهن البالغة. وتفتقر هذه المدرسة لأبسط قواعد السلامة والأمان.

وأفادت وسائل إعلام محلية في العام نفسه بأن هناك إصابات ووفيات بسبب الاختناق بالغاز في إحدى المدارس في مدينة خوي بمحافظة أذربيجان الغربية.

وأصيب 12 تلميذا في مدرسة ابتدائية للأولاد بجروح بسبب سقوط مفاجيء لجدار فناء المدرسة في 16 فبراير (شباط) 2015 وتم نقلهم للمستشفى.

ولقي طفل بالغ من العمر 5 سنوات مصرعه إثر سقوط الجدار المتهالك لمدرسة في قرية بيجار في مدينة شابهار يوم 6 سبتمبر (أيلول) 2016. واللافت أن هذا الطفل لم يكن من تلامذة تلك المدرسة.

وبقي 6 تلاميذ في مدرسة شهداء الابتدائية في قرية سادات آباد في مدينة سميرم في محافظة أصفهان تحت الركام بسبب سقوط الجدار مما أدى إلى إصابتهم بجروح في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2016.

وأدى سقوط خزان إسمنتي للمياه في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2017 إلى إصابة 4 تلاميذ في مدرسة ابتدائية في قرية برمك في محافظة بوشهر حيث تم نقلهم إلى المستشفى.

 

طفلين كرديين يذهبون للمدرسة

 

وفيما يلي إحصائيات عن الوفيات في المخيمات الطلابية:

1 سبتمبر 2017: أدى حادث السير لحافلة مدرسية لمحافظة هرمزغان في طريق داراب في محافظة فارس إلى وفاة 9 وإصابة 34 تلميذا. أدى الحادث إلى إصابة 3 تلاميذ بالشلل.

13 ديسمبر (كانون الأول) 2017: أدى حادث السير لحافلة تقل تلاميذ راغبين في زيارة المناطق التي شهدت اشتباكات خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات إلى مقتل 4، منهم 3 تلاميذ ومعلم واحد. وقع الحادث في الطريق بين الأهواز والخفاجية. وانطلقت الحافلة من مدرسة في محافظة البرز.

10 أكتوبر 2018: أدى حادث السير لحافلة تقل تلاميذ راغبين في زيارة المناطق التي شهدت اشتباكات خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات إلى مصرع تلميذين اثنين. وانطلقت الحافلة من إقليم أذربيجان الشرقية.

يوجد في إيران 700 صف دراسي مصنوع من الطوب والصخر إضافة إلى 120 ألف صف يفتقر إلى مكيف في الشتاء والصيف. هذا ويدرس أكثر من مليون ونصف المليون تلميذ في مدارس تفتقر لقواعد السلامة في إيران.

كما يمكن إضافة مدارس الصفيح إلى هذه القائمة والتي تنتشر في محافظات كرمان وسيستان وبلوشستان وبعض أجزاء إقليم الأهواز والمدارس الطينية في محافظة لورستان.

هذا في الوقت الذي توظف السلطات إمكانياتها ومواردها البشرية لبناء عشرات الآلاف من المدارس لتعليم القرآن والحوزات الدينية حيث توظف الآلاف من طلبة الحوزات الدينية في هذه المدارس.

ويدلي عادة المسؤولون والوزارات المعنية بتصريحات نارية بعد وقوع حوادث على غرار سقوط الجدار أو نشوب الحريق في المدافئ أو حوادث السير للباصات التي تقل التلاميذ ويعزون السبب إلى الميزانية المحدودة المخصصة لوزارة التعليم ويكتفون بنشر رسالة تضامن.

وفي النهاية يتم نسيان الأمر وتتكرر هذه الأحداث المفجعة بأبشع أشكالها في المدارس الإيرانية من دون أن يتخذ المسؤولون إجراءات عاجلة وفاعلة لمعالجة الأمر والحد من وقوع مثل هذه الحوادث المؤلمة.

من دون شك، لم يكذب المسؤولون عندما قالوا إن الميزانية المخصصة لوزارة التعليم لا تكفي لمعالجة كل المشاكل والنواقص. يكرر المهتمون والنشطاء في قطاع التعليم منذ سنوات بأن وزارة التعليم لا تملك أحيانا الميزانية اللازمة لدفع رواتب المعلمين، ناهيك باتخاذ إجراءات لتضمين قواعد سلامة المدارس.

وقال رسول خضري النائب في البرلمان في ديسمبر (كانون الأول) إنه يتم إنفاق 98.5 في المائة من ميزانية وزارة التعليم على دفع الرواتب والأجور، فيما يتم إنفاق 1.5 في المائة منها فقط على المشاريع العمرانية وإعادة إعمار المدارس.

وأضاف: «كنا نتصور أنه بعد الحريق الذي تعرضت له مدرسة البنات في قرية شين آباد ستسمع السلطات صوت جرس الإنذار حول سلسلة الحرائق التي تعرضت لها المدارس غير أن الحريق الذي تعرضت له إحدى المدارس في زاهدان بأن الالتزام بمعايير السلامة للمدارس لا توضع بعد على رأس أولويات السلطات».

وأضاف خضري: «مراعاة شروط السلامة في المدارس فكرة مستحيلة وغير قابلة للتنفيذ لـ10 أو 15 سنة مقبلة وذلك بسبب الميزانية المحدودة».

ولا تختلف ظروف المدارس في طهران عن بقية المدن. وقال رئيس مجلس بلدية طهران محسن هاشمي بشأن مشاكل مدينة طهران ومنها المدارس المتهالكة: «لقد تم التعرف على 700 مدرسة في طهران حيث قد تتعرض للتدمير الكامل بسبب إعصار واحد».

 

تلاميذ

 

نقاش وجدل لا ينتهيان

وقال وزير التعليم الإيراني محمد بطحائي، في يناير (كانون الثاني)، إن لجنة التعليم في البرلمان والحكومة عقدا اجتماعا اتفقا فيه على تخصيص ميزانية لتحصين المدارس وفق المعايير العالمية وتجديد نظام التكييف فيها، مضيفا أن «هذا النقاش والجدل سينتهيان خلال العامين المقبلين».

وأضاف خلال لقاء مع وكالة «إيلنا» للأنباء بأن سحب المصابيح الزيتية من المدارس سيستغرق ما يتراوح بين 7 و8 أعوام، وذلك بسبب نقص الميزانية.

ولقد تحدث وزير التعليم الإيراني حول الظروف المتدهورة للمدارس وكأنها «نقاش وفتنة» وليس واقعا يستوجب إيجاد حلول له.

عندما يتحدث أعلى مسؤول في وزارة التعليم عن توفير شروط السلامة في المدارس بأنه «فتنة» فمن الواضح أنه لا يمكن تصور آفاق مشرقة لحل هذه المعضلة.

يتمثل أحد الحلول التي تعتمدها السلطات الإيرانية في مثل هذه الحالات في تشكيل اللجان حيث تم تشكيل لجنة للكشف عن أسباب الحريق في مدرسة أسوة في زاهدان مؤخرا.

تقوم هذه اللجان عادة بمتابعة الحادث وأسبابه ولكنها تسقط في دائرة النسيان من دون أن تقدم إيضاحات كافية حول الحادث.

وقال رئيس منظمة تجديد بنية المدارس وتطويرها في إيران مهر الله رخشاني: «تنتشر المدافيء النفطية في 83 ألف صف دراسي في المدارس الحكومية الإيرانية ونشعر بالقلق من عدم توفير شروط السلامة فيها ولكننا نواجه مشكلة في سحبها من المدارس لأننا في الدرجة الأولى لا نمتلك الميزانية الكافية والمشكلة الثانية هي عدم توفر الغاز في بعض مناطق البلاد. ينتشر استخدام المدافيء النفطية في المناطق التي لا تتوافر فيها خدمة توصيل الغاز».

وتابع بالقول: «نحن بحاجة إلى ألف و200 مليار تومان للقيام بوضع المكيفات والمدافئ المتطابقة مع المعايير في المدارس».

بغض النظر عن عدم توفير معايير السلامة في أغلب المدارس الإيرانية يجب القول إن هناك تلاميذ كثيرون يذهبون للمدارس الواقعة على جانب الطرق الرئيسية والسكك الحديدية ويواجهون يوميا تهديدا خطيرا يتمثل في عبور الشاحنات والسيارات بشكل سريع بالقرب منهم.