رفتن به محتوای اصلی

إسرائيل تراقب تحركات الإيرانية داخل العمق العراقي

قاسم سليماني
AvaToday caption
إسرائيل تقدر حجم العوائد التي يستفيد منها فيلق القدس بتواجده في العراق، كساحة خلفية لعملياته القتالية، العراق بالنسبة له بقعة جغرافية مهمة لتصدير الثورة الإيرانية، سواء بسبب آبار النفط المصدر إلى العالم، أو لأن نسبة لا بأس بها من سكان العراق من الشيعة، مما يزيد من تأثير إيران في هذه الدولة
posted onFebruary 6, 2019
noدیدگاه

قال خبير عسكري إسرائيلي إن "الجهود الأمنية والعسكرية الإسرائيلية وصلت في هذه الآونة الأراضي العراقية باعتبارها تحولت إلى ممر لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى سوريا وحزب الله، وهذا التوجه ينسجم مع القناعات المتوفرة لدى واشنطن والتي تفيد بأن المزيد من خنق إيران اقتصاديا وسياسيا يتطلب تفعيل مزيد من الضغوط على العراق".

وأضاف أمير بوخبوط في تقريره بموقع ويللا الإخباري، أن "إسرائيل تتابع عن كثب الضغوط الإيرانية على البرلمان العراقي للإعلان عن إنهاء التواجد العسكري الأمريكي في الدولة، وهو ما يزيد من حجم التعاون الأمني الإسرائيلي- الأمريكي، ويجعله أكثر قوة ومتانة أفضل من أي وقت مضى".

وأكد أن "الجهود الإيرانية في العراق لا تقلق إسرائيل فحسب، بل العديد من الدول العربية في المنطقة، مما أوجد مساحة مشتركة في توثيق مصالحهما المتبادلة، وتنسيقهما الأمني".

وأوضح بوخبوط أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن قبل يومين أنه يريد الحفاظ على تواجد عسكري لقواته في العراق حتى بعد الانسحاب من سوريا بغرض البقاء قريبا من إيران لمراقبتها ومتابعة جهودها، مما استجلب خلف هذا التصريح ردود فعل غاضبة من المليشيات العراقية التابعة لإيران".

وكشف أن "المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية تفيد بأن الآونة الأخيرة شهدت زيادة في حدة الاحتكاكات بين هذه المليشيات التي يقودها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وبين القوات الأمريكية في بلاد الرافدين".

وأشار بو خبوط إلى أن "التقارير الميدانية التي تحصل عليها إسرائيل تفيد بأن القوات الأمريكية التي تقوم بجولات ميدانية في مختلف أنحاء الدولة العراقية، باتت تواجه في بعض الأحيان عقبات غير مسبوقة، كأن يتم إلقاء الحجارة عليها، وأحيانا أخرى يغلقون أمامها الطرق والشوارع التي تمر من خلالها، من أجل وضع المزيد من الصعوبات أمامها، وقد تكون المرحلة القادمة لإيران تنفيذ عمليات وهجمات مسلحة ضد القوات الأمريكية داخل العراق".

وأوضح أن "الجهود الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية وصلت إلى شهادات متراكمة تفيد بأن إيران زادت بصورة مكثفة من نفوذها وتأثيرها على التطورات السياسية والأمنية داخل العراق للتصدي للنفوذ الأمريكي القائم على الحكومة العراقية، وتجلى هذا التنافس في الجهود التي تبذلها طهران على بغداد لتمرير قانون في البرلمان من خلال حلفائها الشيعة يقضي بإنهاء التواجد العسكري الأمريكي".

وأضافت أن "إسرائيل تقدر حجم العوائد التي يستفيد منها فيلق القدس بتواجده في العراق، كساحة خلفية لعملياته القتالية، العراق بالنسبة له بقعة جغرافية مهمة لتصدير الثورة الإيرانية، سواء بسبب آبار النفط المصدر إلى العالم، أو لأن نسبة لا بأس بها من سكان العراق من الشيعة، مما يزيد من تأثير إيران في هذه الدولة، ويوثق أواصر التعاون مع الجهات المسئولة فيها، مقابل استغلالها للعراق للتهرب من تأثير العقوبات الأمريكية عليها".

وأشار بوخبوط، وثيق الصلة بقيادات جيش الاحتلال، أن "كل هذه التطورات تحظى بمتابعة وثيقة من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية التي استثمرت مقدرات وكوادر وإمكانيات كبيرة لمعرفة ما يحصل في العراق من أحداث متلاحقة، في ظل مخاوف إسرائيل من بذل إيران، عبر أذرعها العسكرية المنتشرة في المنطقة، جهودا لنقل أسلحة وصواريخ متطورة إلى سوريا ولبنان من خلال العراق".

وختم بالقول إن "الخشية الإسرائيلية من تطورات العراق الداخلية أن تؤسس إيران عبر نقل هذه الأسلحة من خلال أراضيه قواعد عسكرية لها تشكل خطرا في المستقبل على إسرائيل، ولذلك فإن التقارير الأجنبية الأخيرة التي تحدثت عن محاولات اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس، ترددت في عدة عواصم في المنطقة، ومنها إسرائيل، مع أن اغتياله، إن تم، سيكون بسبب عملياته في العراق، وليس بسبب جهوده في سوريا أو إيران ذاتها".